تقرير / لا ميديا -
يواصل العدو الصهيوني جرائمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضارباً بعرض الحائط كل بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل عشرة أيام فقط، في خطوة تؤكد أنّ الكيان لم يكن يوماً معنيّاً بالسلام، بل يسعى لتثبيت احتلاله عبر الدم والنار والحصار.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أنّ العدوان المتواصل أسفر عنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية استشهاد 18 مواطناً فلسطينياً، بينهم 10 جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، و8 نتيجة استهداف مباشر، إضافة إلى 3 إصابات.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية ارتقى خمسة شهداء وأُصيب عدد من المواطنين، إثر استهداف طائرات الاحتلال مقهى «تويكس» غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما شنّ الاحتلال غارة أخرى على مجموعة من المواطنين غرب بلدة الزوايدة، أدّت إلى وقوع إصابات متعددة.
وامتدت الغارات لتطال مدينة رفح جنوب القطاع وجباليا شماله، في سلسلة اعتداءات قال عنها الاحتلال إنها استهدفت «100 هدفاً»، بينما كانت في حقيقتها بيوتاً ومقاهي ومناطق مأهولة بالمدنيين.
من جهتها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استلام جثامين 15 شهيداً أفرج الاحتلال عنهم عبر الصليب الأحمر، مشيرة إلى أنّ بعض الجثامين عليها علامات تنكيل وضرب وتكبيل وتعصيب أعين.
بدورها أعلنت هيئة شؤون الأسرى، أمس، استشهاد الأسير محمود طلال عبد الله (49 عاماً) من مخيم جنين، في مستشفى «أساف هروفيه»، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي تفاقم داخل سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وأوضحت الهيئة أنه «مع استشهاد المعتقل محمود عبد الله، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة إلى 79 شهيداً، وهم فقط من تم التعرف على هوياتهم، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري التي تطال عشرات المعتقلين».

حماس تحذر من انهيار الهدنة
من جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن «الاحتلال الإسرائيلي يتحمل كامل المسؤولية عن تدهور الوضع الميداني في غزة».
وقالت في بيان: «إن حركة المقاومة الإسلامية حماس تؤكد تمسكها بالاتفاق وتنفيذه بكل دقة ومسؤولية، وتطالب الوسطاء والضامنين بضرورة إلزام الاحتلال باحترام وتنفيذ بنوده نصاً وروحاً، ووقف جميع الخروقات والانتهاكات التي تهدد بتقويضه».
وأكدت الحركة أنها التزمت التزاماً كاملاً ودقيقاً وأميناً بكل بنود الاتفاق وملحقاته وآلياته التنفيذية، انطلاقاً من حرصها على تحقيق الاستقرار ورفع المعاناة عن أبناء شعبنا في قطاع غزة، في حين يواصل الاحتلال تهديداته وخروقاته اليومية المتكررة، في انتهاك صارخ لما تم التوقيع عليه».

القسام: ذرائع الاحتلال واهية لتبرير القتل
وفيما يبرّر الاحتلال غاراته الجديدة بزعم الردّ على مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين في عمليتي قنص وتفجير عبوة ناسفة في رفح، تؤكد الوقائع الميدانية أنّ الاحتلال هو من يخرق الهدنة باستمرار عبر الغارات والقصف وتقليص المساعدات ورفض فتح المعابر.
بدورها أكدت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس إنّ «الاحتلال يختلق الذرائع الواهية لتبرير جرائمه، في الوقت الذي تلتزم فيه المقاومة التزاماً كاملاً باتفاق وقف إطلاق النار».
وقالت في بيان: «نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، ولا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، إذ إن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لدينا أن كانوا قد استشهدوا أم ما زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فلا علاقة لنا بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكننا التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة».

العثور على جثة أسير
على صعيد آخر أعلنت كتائب القسام العثور على جثة أحد الأسرى «الإسرائيليين» خلال عمليات البحث الميدانية الجارية في رفح، مؤكدة استعدادها لتسليمه «عندما تسمح الظروف الميدانية بذلك».
وحذّرت الكتائب من أنّ أي تصعيد صهيوني جديد سيعيق عمليات البحث وانتشال الجثامين، ما يعني تأخير تسليم الأسرى، محملة الاحتلال مسؤولية تعطيل هذه الجهود.

الاحتلال يخنق قطاع غزة من جديد
وفي تصعيد خطير ومتوقع، أعلن رئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أنّ معبر رفح سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر.
وسرعان ما ترجمت الحكومة الصهيونية هذا القرار إلى إغلاق شامل لكل معابر القطاع ووقف إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب ما أعلنت «القناة 12» التابعة للاحتلال، التي أكدت أيضاً أن «الجيش الإسرائيلي قصف نحو 100 هدف في القطاع منذ ساعات الصباح».

الكارثة قائمة في القطاع
تزامناً مع القصف، حذّرت مؤسسات أممية من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة استمرار الحصار وإغلاق المعابر.
وأشارت منظمات محلية ودولية إلى أنّ 22 ألف جريح و10 آلاف مريض بالسرطان في غزة بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج، محذّرة من أنّ استمرار إغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي في القطاع.
وأكدت وزارة الصحة بغزة أن المستشفيات تعمل بأقل من 30% من طاقتها التشغيلية، وأن الأدوية والمستلزمات الطبية «تكاد تنفد بالكامل».

الضفة: شهيد في نابلس
لم تقتصر جرائم الاحتلال على غزة؛ إذ استشهد مواطن فلسطيني (42 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم العين في نابلس، بعد أن منع الجنود طواقم الإسعاف من إنقاذه وتركوه ينزف حتى الموت.
كما تواصلت اعتداءات الغاصبين على المزارعين الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون، حيث هاجم عشرات منهم أهالي روجيب وبرقة وبيت إمرين شمال غرب نابلس، واعتدوا على قاطفي الزيتون في ترمسعيا شمال رام الله، ما أدى إلى إصابة شاب وامرأة ومتضامن أجنبي، إضافة إلى حرق مركبات ومعدات زراعية.