لاعب الترسانة هشام عطية في حديث الذكريات لـ«لا الرياضي»:تمنيت ارتداء قميص المنتخب اليمني بعد أن عرض علي الحصول على الجنسية
- تم النشر بواسطة أحمد الشلالي / لا ميديا

حـاوره:أحمـد الشلالي / لا ميديا -
هشام عطية لاعب مصري بدأ مسيرته الكروية مع ناشئي نادي الزمالك، قبل أن يشد الرحال إلى نادي الترسانة والتدرج فيه مع الفئات السنية حتى الوصول إلى الفريق الأول.
أما بداية مشواره الاحترافي الخارجي فكانت في الدوري اليمني، من بوابة نادي الصقر بتعز، مروراً بالتلال العدني الذي حقق معه لقب الدوري اليمني، ثم اتحاد إب وصعد معه إلى الدرجة الأولى ثم التتويج بكأس الجمهورية، ليعود بعدها إلى الدوري المصري من خلال نادي بشتيل ثم الوليدية.
بدأ مشواراً ثانياً في الاحتراف الخارجي، وهذه المرة في الدوري الأردني، مع ناديي الحسين وكفرسوم، ثم عاد مجدداً إلى الدوري اليمني، وتحديداً مع نادي اليرموك لموسم قبل الانتقال إلى شعب حضرموت ليختم بذلك رحلته الاحترافية في اليمن.
خاض بعد ذلك تجارب أخرى في ماليزيا وليبيا، ثم عاد إلى الدوري المصري مع نادي جمهورية شيبين، قبل التوقف عن اللعب ليعود من بوابة التدريب، إذ قاد العديد من الأندية المصرية على مستوى فئات الناشئين والشباب. وهو يمتلك شهادات تدريبية في مجال كرة القدم (B) و(C)، إضافة إلى دورة الأساسيات ودورة تخطيط الأحمال.
"لا الرياضي" استضاف اللاعب السابق والمدرب الحالي هشام عطية في حوار خاص تناول فيه عدة قضايا تخص كرة القدم اليمنية والمصرية.
كيف جاء انتقالك إلى الدوري اليمني؟ وهل كانت لديك معلومات عنه؟
- انتقلت إلى اليمن سنة 1986 مع الأسرة لقضاء عمل. كان والدي يأخذني إلى الملاعب اليمنية لمشاهدة المباريات، وكانت أبرز مباراة أذكرها هي مباراة أهلي تعز والطليعة، بحكم وجودي في مدينة تعز، وهذا كان قبل أن ألعب في اليمن.
لعبت لعدة أندية يمنية. ما هي التجربة الأفضل بالنسبة لك؟
- فعلاً، لعبت لعدد كبير من الأندية في اليمن. البداية كانت مع الصقر بتعز من خلال الكابتن مصطفى حسن، لأنه كان يلعب في نادي الترسانة، وأنا من أبناء الترسانة، وكانت بداية صعبة قليلاً، بحكم اللوائح وقتها والتي تسمح بلعب محترف واحد، وكان يوجد لاعب محترف آخر مصري في الصقر، ولكن الحمد لله جئت ولعبت، وكانت أول مباراة أمام ناد كبير وعريق هو شعب إب، وفزنا في تعز 2-0.
كل محطاتي في الأندية اليمنية رائعة جداً، ولها ذكريات، وفيها نجوم كبار، عدا نادي الشعلة، بسبب بعض الإصابات الغريبة وقتها.
كان لي محطة جميلة مع نادي التلال العريق وجمهوره، ثم مع اتحاد إب الكبير بكل حب, وصولاً للعب مع شعب المكلا، وأخذت معهم لقب هداف الدوري، وكان الشعب مهدداً بالهبوط أيامها. طبعاً قبل قدومي للعب مع النوارس الحضرمية، خضت لقاءين ضدهم في المكلا، الأول مع الصقر وفزنا 0-1، والثاني مع اتحاد إب وفزنا 1-2.
ما سر اختيارك للرقم واحد مع نادي التلال، إذ تعتبر سابقة غريبة في أغلب الدوريات أن تجد لاعب وسط يحمل الرقم واحد؟
- كنت أحمل الرقم 14، وكان في ذلك الوقت لاعب كبير هو مروان مسعود يحمل الرقم نفسه، وأحببت أن يكون لي رقم واضح ومختلف وله ذكرى مع الناس، ولهذا اخترت الرقم 1.
ما هي أبرز الذكريات العالقة بذهنك خلال تجربتك الاحترافية في اليمن؟
- ذكريات اليمن ستظل معي طول العمر. طبعاً أنا أخاف من طلوع الجبال، وكانت معظم سفرياتنا داخل السحاب، خصوصاً في اتجاه صنعاء. كنت أنام فترة طويلة خلال السفر، وعندما أصحو نكون لم نصل الفندق. أيضاً للجمهور ذكريات كبيرة معي في تعز وعدن، وفي صنعاء خلال لعبي مع اليرموك، كما أن لي ذكريات في المكلا مع أكل السمك اللذيذ والفتة بالموز والليمون...
في أول سنة من تواجدي باليمن عُرض علي الحصول الجنسية اليمنية للعب مع المنتخب اليمني؛ إنما للأسف الشديد لم يحصل هذا الأمر، رغم أني كنت موافقاً جداً، وكان لي الشرف أن أرتدي قميص المنتخب اليمني.
كيف وجدت اللاعب اليمني؟ ومن أبرز اللاعبين الذين لفتوا نظرك في ذلك الوقت؟
- اللاعب اليمني موهوب جداً. ومن أبرز اللاعبين في تعز نبيل مكرم وصالح الحارس وأسامة باحشوان. وفي التلال حدث ولا حرج؛ أولاً الجمهور التلالي عندي رقم (1) وأبرز لاعب عندي.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، من النجوم في التلال شرف محفوظ، باسل وأمين عوض، حمادة الوادي، باسل عثمان، قيس صالح، مروان مسعود، فتحي جابر، خالد عفارة، عمر البارك... في اتحاد إب أيضاً حدث ولا حرج، محمود وخالد الكحصة، غمدان القبلاني، مرتضى عشة، أحمد الجعدي، أحمد البريد، محمد دماج، خالد وفضل العرومي، وإيهاب النزيلي... وفي شعب المكلا خالد بن بريك، وصالح بن ربيعة... وغيرهم من النجوم في هذه الأندية، وآسف أن نسيت أحداً منهم على سبيل الذكر.
هل تتابع أخبار الكرة اليمنية ولاعبيها حالياً؟
- أكيد، أتابعها باهتمام كبير جداً.
برأيك ماذا تحتاج الكرة اليمنية للمنافسة ومقارعة المنتخبات العربية والآسيوية؟
- الكرة اليمنية تحتاج أشياء كثيرة، أولاً لا بد من الاهتمام بالناشئين من أكل وشرب ومال...
للأسف الشديد لا توجد ملاعب صالحة ومؤهلة للاعبين، ولا الأجواء مناسبة ليظهر اللاعب كل إمكانياته، وهذا بسبب اتحاد الكرة والقائمين على كرة القدم، والذين يجب أن ينتهجوا التطوير بعيداً عن المصالح الشخصية، وكل واحد في منظومته.
ماذا ينقص اللاعب اليمني حتى يصل إلى العالمية؟
- اللاعب اليمني مظلوم، بسبب إدارات الأندية واتحاد كرة القدم. للأسف لا يوجد شيء مؤهل للوصول إلى العالمية غير حب الناس واللاعبين في اليمن لكرة القدم.
كمدرب ومحلل، لماذا تتفوق منتخبات الفئات السنية اليمنية في المشاركة الخارجية عكس المنتخب الأول؟
- من وجهة نظري، المنتخبات السنية تنجح بسبب دعوات وحب واهتمام الناس، وليس بمجهود اتحاد الكرة. تنجح باجتهاد اللاعب؛ لأنه مؤمن بنفسه، وأنه يحق له أن يلعب في المحافل الدولية.
من أبرز المدربين اليمينين الذين أشرفوا على تدريبك في الدوري اليمني؟
- كان لي الشرف أن تدربت على يد الكابتن أحمد علي قاسم، ثم الكابتن سامي نعاش الله يرحمه, وجمال نديم، ونبيل مكرم.
حالياً أنت مدرب بعد اعتزالك اللعب، ما أبرز إنجازاتك؟
- بعد مسيرة كروية كلاعب، الآن أنا مدرب في الترسانة وأندية كثيرة في جميع مراحل الفئات العمرية وفي درجات مختلفة.
حققت نجاحات وبطولات كثيرة مع أندية المراحل السنية، وصعدت بأكثر من فريق من الدرجة الثانية إلى الدرجة العليا، وملقب بـ"ملك الصعود" والحمد لله.
برأيك هل يستطيع أي لاعب أن يكون مدرباً ناجحاً؟ وما مقومات نجاح المدرب؟
- ليس شرطاً أن يكون المدرب ناجحاً بشكل كامل. مهنة التدريب مهنة قاسية، وتحتاج صبراً وشغلاً كثيراً؛ لأنها في تطور مستمر.
ما هي أسباب خروج الأهلي من الدور الأول في كأس العالم للأندية؟
- الأهلي خرج قبل أن يسافر للمشاركة في كأس العالم للأندية، والسبب تغيير المدرب في وقت غير صحيح، والتركيز مع الإعلام لأجل صفقة القرن، وعدم الاهتمام بالعمل على الوصول إلى أبعد نقطة في البطولة. أيضاً اللاعبين غير مؤهلين للعب في بطولة بهذا الحجم للأسف الشديد.
بيراميدز النادي الجديد يحقق أول بطولة أفريقية في ظل غياب الزمالك والأهلي. ما سر هذا التفوق؟
- بيراميدز خطط من البداية، والسر الدائم للنجاح هو الإدارة الناجحة في أي مجال، هي صاحبة الإنجاز رقم واحد.
بالنسبة للزمالك لا يوجد استقرار إداري، وكل تركيزه كيف أن النادي الأهلي يخسر أي مباراة أو بطولة، بدون تفكير كيف ينجح هو ويصل إلى منصات التتويج.
يعاني الدوري المصري من التوقف والتأجيل، بسبب مشاركات الأندية المصرية في البطولات الأفريقية. لماذا لا يوجد تخطيط مسبق لذلك؟
- الدوري المصري أو الاتحاد المصري أضعف من النادي الأهلي، وهذا أهم الأسباب التي تجعل الأمور في اتحاد الكرة تحت أمر النادي الأهلي.
غياب طويل للمنتخب المصري عن منصات التتويج الأفريقية، فهل سيتمكن المنتخب المصري من التأهل للمونديال القادم؟
- غياب المنتخب المصري عن منصات التتويج الأفريقية سببه تغيير المدربين واللاعبين وضعف الدوري الممتاز. والمنتخب المصري قادر على الوصول للمونديال، والآن هو على بعد خطوة من كأس العالم 2026 إن شاء الله.
بعد محمد صلاح بفترة جاء عمر مرموش. هل تعتقد أن الكرة المصرية تعاني من قلة المواهب والنجوم الكبار، عكس المغرب والجزائر حيث نشاهد العديد من اللاعبين في الدوريات الاوروبية؟
- المشكلة ليست في المواهب. المشكلة في الأندية، هي السبب في عدم خروج اللاعبين إلي العالمية.
في الختام، هل تريد إضافة شيء؟
- بالتوفيق إن شاء الله للكرة اليمنية وللجمهور اليمني والشعب كله.
أتمنى لليمن التقدم إلى الأفضل، وأن يكون هناك اهتمام أكثر بالرياضة اليمنية، لأنها تستحق أن تتطور، بسبب وجود المواهب واللاعبين القادرين على النهوض ورفع مستوى الكرة في اليمن.
أيضاً كل الشكر والتقدير لك ولـ"لا الرياضي" على هذا الحوار الممتع.
المصدر أحمد الشلالي / لا ميديا