أخصائية التغذية الرياضية دينا المغربي لـ«لا الرياضي»:التغذية يمكنها أن تصنع الفرق بين الفوز والإصابة وبين التقدم والتراجع
- تم النشر بواسطة طارق الأسلمي / لا ميديا

طارق الأسلمي / لا ميديا -
تلعب التغذية الرياضية دوراً كبيراً في تحسين أداء الرياضيين وتعزيز قدرتهم على التحمّل والتعافي؛ فهي لا تقل أهمية عن التدريب البدني والخطة الفنية. ومع تطور المفاهيم الرياضية الحديثة، بات الالتزام بنظام غذائي علمي ومدروس أحد أهم عناصر النجاح.
وهنا يبرز دور اختصاصيي التغذية الرياضية، الذين يجمعون بين العلم والخبرة لفهم احتياجات كل رياضي، وتصميم خطط غذائية تتلاءم مع طبيعة رياضته وأهدافه البدنية.
وفي إطار الاهتمام بهذا الأمر, استضاف "لا الرياضي" أخصائية التغذية الرياضية دينا المغربي، للحديث عن هذا المجال الحيوي، وتسليط الضوء على أهمية التغذية في مسيرة الرياضيين.
نرحب بك دكتورة دينا. وبداية نود أن نعرف من هي دينا المغربي، وما هي خلفيتك الأكاديمية وخبراتك المهنية؟
- شكراً على الاستضافة. أنا دينا المغربي، من المملكة الأردنية، حصلت على بكالوريوس "تغذية الإنسان والحميات" من الجامعة الأردنية في عمّان، ثم واصلت تخصصي في مجال التغذية الرياضية عبر دورات متقدمة ومعتمدة من (ACSM). حالياً أتابع دراسة الدبلوم العالي في التغذية الرياضية في الجامعة الأردنية.
على الصعيد المهني، عملت مع أفراد ونوادٍ رياضية وعدد من الأبطال على مستويات تنافسية مختلفة. وقد ساهمت في إعداد خطط غذائية مخصصة مبنية على الأدلة العلمية، وُضعت بما يتناسب مع أهداف الرياضيين من حيث الأداء، التحمّل، وتكوين الجسم.
ما الذي دفعك لاختيار مجال التغذية الرياضية كمهنة؟
- كنت دائماً قريبة من عالم الرياضة، وراقبت كيف أن التغذية قادرة على أن تصنع الفرق بين الفوز والإصابة، بين التقدم والتراجع... هذا الوعي دفعني للتخصص في هذا المجال لأكون همزة وصل بين العلم والميدان.
ما هو الجزء الأكثر إمتاعاً في عملك كأخصائية تغذية رياضية؟
- رؤية التحول، عندما يبدأ شعور الرياضي بالطاقة، يتحسن أداؤه، وتختفي مشاكله الصحية تدريجياً. هذا الربط بين ما يأكله الشخص وما يحققه جسدياً هو ما يدهشني ويحفزني دائماً.
هل لديك تجارب مع فرق رياضية؟
- لم تسنح لي فرصة عمل مع فرق رياضية. عملت مع عدد من لاعبي المنتخبات الوطنية الأردنية، ومن الدول المجاورة، في عدة رياضات، مثل كرة القدم، الجوجيتسو، كمال الأجسام، كرة السلة، التايكواندو، وغيرها. كل رياضة لها ثقافة غذائية، ومتطلبات مختلفة، وكان من الرائع تصميم بروتوكولات تناسب طبيعة كل رياضة.
ما الفرق بين التغذية الرياضية والتغذية العامة؟
- التغذية العامة تهدف للصحة والوقاية. أما التغذية الرياضية فتصمم لتعزيز الأداء، التعافي، والجاهزية الذهنية والجسدية. الفرق يكمن في التفاصيل الدقيقة، مثل توقيت الوجبات، نسب المغذيات والمكملات، حسب نوع التمرين والهدف.
ما هي الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها الرياضيون في نظامهم الغذائي؟
- قلة استهلاك الكربوهيدرات، الاعتماد المفرط على البروتين، استخدام مكملات بدون حاجة فعلية، إهمال التغذية قبل وبعد التمرين...
كيف يمكن للتغذية أن تؤثر في أداء الرياضيين؟
- التغذية الصحيحة تسرع استشفاء العضلات، وتقلل خطر الإصابات، وترفع القدرة الهوائية واللاهوائية، وتحسن التركيز الذهني... ببساطة: الغذاء الجيد يترجم إلى أداء فائق.
كيف تصممين نظاماً غذائياً مخصصاً للرياضيين؟ وما العوامل التي تأخذينها في الاعتبار؟
- أبدأ بتحليل الهدف، نوع الرياضة، فترة التحضير أو التنافس، الوزن، كتلة الجسم، التحاليل البيوكيميائية، وسلوك الأكل. النظام يُبنى حسب هذه المعطيات لضمان تحقيق الهدف بدقة.
هل هناك أطعمة معينة تعتبر خارقة للرياضيين؟ ولماذا؟
- ليست خارقة؛ لكنها فعالة، مثل الشوفان، البنجر، التوت، البيض (غني بالمغذيات الدقيقة)، مضادات الأكسدة، وغيره مما يدعم الأداء أو الاستشفاء.
ما أهمية شرب الماء للرياضيين؟ وهل هناك نصائح معينة حول ذلك؟
- الماء عنصر أساسي للأداء العضلي والنقل العصبي. أنصح الرياضيين بوزن أنفسهم قبل وبعد التمرين، لمعرفة كمية الفقد والتعويض، وعدم الاعتماد على العطش كمؤشر.
ما هي أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها قبل التمارين الرياضية؟
- يفضل تناول وجبة متكاملة، تشمل البروتين والكربوهيدرات والدهون الصحية قبل التمرين بساعة إلى 4 ساعات، مثل أرز مع دجاج، أو معكرونة مع دجاج، أو سناك خفيف، مثل موز مع زبدة، فول سوداني، شوفان مع حليب، أو توست مع بيض.
وماذا عن الأطعمة التي يُفضل تناولها بعد التمارين؟
- مزيج من الكربوهيدرات والبروتين بنسبة 3/1 تقريباً، مثل رز ودجاج، أو عصير فواكه مع بروتين مصل، الهدف هو تعويض الجليكوجين، وتحفيز الاستشفاء.
هل هناك مكملات غذائية تنصحين بها؟ وما هي المكملات التي يجب تجنبها؟
- أوصي بالمكملات المبنية على دليل علمي، مثل كرياتين مونوهيدرات، بروتين مصل كافيين بجرعة محسوبة، وأوميغا 3. وأحذر من المنتجات التي لا تحمل شهادات تحليل مستقلة أو تدعي نتائج سحرية.
ما هي النصائح الذهبية التي تقدمينها للرياضيين للحفاظ على صحة جيدة وأداء مميز؟
- النوم الجيد، الأكل المتوازن، التدرب بذكاء، مراقبة التحاليل. وعليهم تذكر أن أداء الرياضي يتأثر بما يفعله خارج التمرين أكثر مما يفعله أثناءه.
من خلال خبرتك، ما هو المكون الغذائي الذي يستهين به الرياضيون؟
- الألياف، رغم أنها ليست طاقة مباشرة، إلا أنها تؤثر في صحة الأمعاء، وامتصاص المغذيات والمناعة. كثير من الرياضيين يستهينون بها، رغم دورها المهم. يجب الانتباه إلى ذلك، وعدم الانقطاع عن تناول الألياف قبل المنافسات الرياضية، إذ إنها تسهم في تسهيل عملية الهضم.
هل هناك فرق حقيقي في تأثير التغذية بين رياضي يمارس لعبة فردية وآخر في لعبة جماعية؟
- نعم. اللعبة الفردية تحتاج دقة في التوقيت واستعداداً ذهنياً، بينما الجماعية تركز أكثر على التحمل، التعافي، والتغذية خلال التمرين. وعموماً، الفروق تكمن في الهدف وليس في نوع الأكل.
هل فعلاً هناك فروق جوهرية في احتياجات التغذية الرياضية بين الرجال والسيدات؟
- هناك فروق هرمونية تؤثر على الأيض، تخزين الدهون، واستخدام الكربوهيدرات. لكن المبادئ الأساسية في التغذية والتدريب واحدة، ويجب تخصيص النظام لكل حالة بعيداً عن التعميم.
هل يمكنك مشاركتنا قصة نجاح مرّت بك أثناء عملك مع أحد الرياضيين؟
- بكل فخر. كان لي شرف متابعة لاعبة في المنتخب الأردني لرفع الأثقال. وبفضل الله ثم التزامها بالخطة الغذائية المصممة خصيصاً لها، تمكّنت من تحقيق المركز الأول في البطولة. وهذا يؤكد أهمية التغذية في تعزيز الأداء الرياضي وتحقيق الإنجازات.
كيف يمكن للناس التواصل معك للحصول على استشارات؟
- أقدّم استشارات فردية متخصصة في التغذية الرياضية الاحترافية، ويمكن للراغبين التواصل معي عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، على إنستغرام أو فيسبوك.
كيف تصفين شعورك بعد تأهل منتخب النشامى لأول مرة إلى كأس العالم؟
- شعور يفوق الوصف، مزيج من الفخر والفرح والامتنان. الحقيقة أنه إنجاز تاريخي يثبت أن الطموح والعمل الجاد يصنعان المستحيل. هذا التأهل ليس مجرد إنجاز رياضي، بل حلم وطن تحقق، وهدية لكل الأردنيين.
ما هي رسالتك للرياضيين؟
- اهتموا بتغذيتكم كما تهتمون بتدريبكم، فالعقل السليم في اللياقة البدنية، يبدأ من الطبق وليس فقط من الملعب.
كلمة أخيرة تودين قولها عبر "لا الرياضي"...؟
- أؤمن بأن الطاقة ليست فقط ما نتناوله، بل كيف نحيا، نتحرك، ونتحدى أنفسنا. خلف شخصيتي الحماسية والملتزمة، هناك شغف عميق بجعل الأداء الرياضي انعكاساً لتوازن داخلي مبني على العلم الوعي، والانضباط. شكراً جزيلاً لكم على هذه المقابلة التي تحدثنا فيها عن هذا المجال الذي لم يُسلَّط عليه الضوء كثيراً في الإعلام.
المصدر طارق الأسلمي / لا ميديا