تقرير / لا ميديا -
الثامن عشر من ذي الحجة، يوم أكمل الله للمسلمين دينهم وأتم عليهم نعمته ورضي لهم الإسلام دينا بولاية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. في هذا اليوم من السنة العاشرة للهجرة، نصب رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله أخاه وثاني أهل الكساء الإمام علي إماما للمسلمين، وكان غدير خم على موعد مع تخليد تلك المناسبة العظيمة التي قال فيها النبي: من كنت مولاه فعلي مولاه. وها هم اليمانيون كعهدهم وولائهم للإمام علي يحيون المناسبة احتفالا وابتهاجا وعيدا يرتسم في كل شبر من تراب جغرافيا السيادة، مثلما هو مرتسم في وجدانهم على الدوام، باعتباره مبدأ حيا ونهجا متواصلا.

أحيا ملايين اليمنيين بمئات المسيرات والفعاليات والمهرجانات، وفي مختلف محافظات ومديريات ومناطق جغرافيا السيادة، مناسبة ذكرى ولاية الإمام علي عليه السلام، تجسيدا لعمق ارتباطهم بالنهج الذي رسم للأمة جمعاء من قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في يوم غدير خم، واستلهاما للدروس والعبر من تلك المناسبة العظيمة في تعزيز الصمود والثبات لمواجهة قوى العدوان الأمريكي الصهيوني.
وشهدت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، أمس، مسيرات كبرى في أكثر من مكان عبرت عن حب وتولي الإمام علي عليه السلام وآل بيته، وأكدت السير على نهج آل البيت والاقتداء بهم وتضحياتهم في سبيل الحق، ورافضة تولي غير المؤمنين وأعداء الأمة.
وعبر المشاركون في المسيرات الجماهيرية الواسعة عن الاعتزاز بإحياء ذكرى يوم الولاية وتمسكهم بنهج الإمام علي والسير على طريق الحق، وتجسيد حب وارتباط اليمنيين به، مجددين العهد وتولي من أمر الله بتوليهم والسير على نهجهم.
وردد المحتفلون بيوم الولاية الأهازيج الشعبية والأناشيد في حب الإمام علي عليه السلام وآل البيت، وأدوا البرع الشعبي؛ تعبيرًا عن فرحتهم بيوم الولاية.
كما ألقيت في المسيرات والفعاليات الكلمات والقصائد الشعرية التي شددت على أهمية إحياء ذكرى يوم الولاية وترسيخ مفهومه في النفوس، للاقتداء بالإمام علي -عليه السلام- وشجاعته وتضحياته ونصرته للدين الإسلامي الحنيف.
وتطرقت الكلمات إلى مقتطفات من كلام الإمام علي، وسيرته منذ كان طفلاً تربى على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومواقفه وجهاده ومقارعته للظالمين من أجل إقامة الحق والعدل.
كما نظمت، أمس، مئات المهرجانات والفعاليات الخطابية التي تضمنت فقرات إنشادية وشعرية وزوامل شعبية ورقصات فلكلورية وألعابا نارية، وجمعت فقراتها المتنوعة التي جمعت بين الموروث الشعبي والإرث الثقافي العقائدي، ومدلول الهوية الإيمانية.
وأكد المشاركون في المهرجانات العلاقة الوطيدة التي تربط اليمنيين بالإمام علي، وإيمانهم العميق بولايته التي أعلنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم غدير خم في الثامن عشر من شهر ذي الحجة بعد حجة الوداع، رافعين مجسمات لسيف ذي الفقار، وشعارات معبرة عن عظمة المناسبة.
وكانت مختلف مدن ومديريات جغرافيا السيادة شهدت مساء أمس الأول إطلاقَ الألعاب النارية، احتفاء بالمناسبة، حيث توشحت سماء اليمن بحلل الضوء وأهازيج الفرح، في ليلة استثنائية تجلى فيها وهج الولاية.
وتنوعت مظاهر الاحتفال عشية ذكرى الاحتفال بيوم الولاية بين أضواء الألعاب النارية والشعارات والرايات والأنشطة الثقافية، في مشهد يمتد من المدن إلى القرى، ويعكس انسجاما جماهيريا فريدا، تعبيرا عن الانتماء الأصيل للقيم التي يمثلها الإمام علي عليه السلام.
وانبعثت أنوار الألعاب النارية من أسطح المنازل وقمم الجبال والتلال، والأحياء والشوارع والحارات، لتصنع لوحة ضوئية بهية، عبرت عن مشاعر الولاء والابتهاج المتأصل، وكأنها رسائل بيعة ترتفع من الأرض إلى السماء، حاملة في طياتها العهد المتجدد والإجلال لمعاني الولاية.
وتحضر المناسبة في الوعي اليمني بوصفها يوما للارتباط بالقيم الكبرى، وللتأكيد على تمسك اليمنيين المتجذر بمنظومة قيم ترتكز على الحق والنصرة والولاء النقي. وتأتي بالتزامن مع ما يسطره اليمنيون من موقف مشرف على مختلف الساحات والأصعدة في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق كالتزام إيماني وأخلاقي، وأنهم لا يمكن بأي حال أن يتركوا أبناء فلسطين لوحدهم في مواجهة العدو الصهيوني المجرم مهما كانت التحديات والمخاطر.
وكانت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات شهدت أمس الأول خروجا جماهيريا ملفتا في مسيرات «مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات» تأكيدا على استمرار وتعاظم موقف اليمن على كافة المستويات الرسمية والشعبية والعسكرية في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته البطلة.
وأكدت الجماهير اليمنية مجددا أن مسار الجهاد والتصعيد هما السبيل الأمثل واللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني، والوسيلة المثلى لكبح إجرامه وما يمارسه من غطرسة وعربدة، والكفيلان بإفشال مخططاته التوسعية على حساب شعوب الأمة.
وعبرت الحشود عن السخط والغضب الشديدين إزاء تمادي العدو الصهيوني المسنود أمريكيا في سفك دماء الأشقاء في غزة أطفالا ونساء وكهولا، وإقدامه على استهداف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تصعيد غادر وخطير ينذر بعواقب وخيمة على العدو وداعميه، ويستهدف أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأكدت البيانات الصادرة عن المسيرات المليونية في العاصمة صنعاء والمحافظات استمرار اليمنيين في الوقوف إلى جانب غزة وأهلها ومقاومتها حتى وقف العدوان الغاشم والمجازر التي ترتكبها آلة القتل الصهيونية بحق الأطفال والمدنيين، في ظل تواطؤ معظم الأنظمة والحكومات.
وأدانت البيانات بأشد عبارات الإدانة العدوان الصهيوني الإجرامي الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وأكدت الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وقيادته الحكيمة، مؤكدة ثقة اليمنيين كل الثقة في قدرتهم ليس فقط على الصمود بل وعلى تلقين العدو الصهيوني أقسى الدروس.