أونروا: مئات الآلاف في غزة يأكلون وجبة كل عدة أيام.. العدو يدمر 100 منزل في طولكرم ونور شمس
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في غزة، ما يحصل ليس حربًا تقليدية، بل مشروع إبادة جماعية مكتمل الأركان، يُنفذ على مرأى ومسمع العالم.
في مشهد يتكرر كل يوم، ويتضاعف فيه الألم والخذلان، ارتكبت قوات العدو الصهيوني مجزرة جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج، وسط القطاع، راح ضحيتها 17 شهيدًا على الأقل، بينهم أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى الذين ترزح أرواحهم بين الحياة والموت في مستشفى شهداء الأقصى، الذي وصف حاله بـ»الكارثي».
ووفق وزارة الصحة في غزة وصل 48 شهيدا و142 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، جراء مجازر واسعة ارتكبها العدو الصهيوني في عموم القطاع.
منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحوّلت غزة إلى جحيم مفتوح، ارتفعت فيه حصيلة الشهداء إلى أكثر من 52,600 شهيد، وقرابة 119,000 إصابة، بينما لازال أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وسط دمار شامل للبنية التحتية، واستهداف متكرر للمستشفيات، والمدارس، ومخيمات النزوح، وحتى مراكز الإيواء التي أعلنتها الأمم المتحدة «مناطق آمنة». لا مكان آمن في غزة. لا سقف يحمي من الصواريخ، ولا ملجأ يقي من المجاعة.
وجبة واحدة كل 3 أيام
في اليوم الخمسين من استئناف الإبادة ونكث العدو الصهيوني للاتفاق، تبدو غزة كأنها تستنجد بالعالم، لكن لا أحد يجيب. المجاعة تقرع أبواب المخيمات، وأجساد الأطفال تنحل من شدة الهزال، وأرواحٌ بريئة تُسفك في ظل تواطؤ دولي مكشوف. منظمة الأونروا أعلنت أن مئات الآلاف من الفلسطينيين باتوا يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة، بينما يعاني أكثر من 66 ألف طفل من سوء تغذية حاد قد يودي بحياتهم. الحرب في غزة لم تعد مجرد قصف، بل سلاحها الأشد فتكًا هو الجوع.
وفي حين يُحرَم الغزيون من دخول حليب الأطفال والمساعدات الطبية والغذائية منذ أكثر من شهرين، يعلن العدو الصهيوني أنه بصدد توسيع عملياته العسكرية، في خطة تشي بإصرار على ارتكاب المزيد من الجرائم. رئيس وزراء العدو، المجرم بنيامين نتنياهو، أعلن صراحة أن «إسرائيل» باقية في غزة، بينما أقر ما يسمى «المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي» خطة («إسرائيلية» أميركية) لإدخال مساعدات إنسانية عبر آلية ملتوية، تتجاهل كليًا مبادئ الإنسانية وحياد العمل الإغاثي، وتحول المساعدات إلى أداة ضغط عسكرية، لا وسيلة إنقاذ.
هذه الخطة، التي يخطط أن تُدار عبر أيد صهيونية، ليست إلا محاولة لتقويض عمل الأمم المتحدة وشركائها، وفرض واقع جديد تحت سطوة الاحتلال. ورفض الفريق الإنساني الدولي هذه الخطة، واصفًا إياها بأنها «تهدد الأرواح، وتعزز النزوح القسري، وتتناقض مع المبادئ الإنسانية الدولية». إنها وصفة موت جماعي تُفرض على غزة بغطاء دبلوماسي مفضوح.
في هذا السياق، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن لا معنى لأي مفاوضات لوقف إطلاق النار في ظل سياسة التجويع التي يمارسها العدو الصهيوني. تصريح واضح من عضو مكتبها السياسي، باسم نعيم، بأن «حرب التجويع» جريمة يجب أن تتوقف فورًا، وأن المجتمع الدولي مطالب بالضغط الجاد على حكومة نتنياهو، لا بالتواطؤ معها.
العدو يدمر 100 منزل في طولكرم ونور شمس
لا يقتصر العدوان الصهيوني على غزة فقط، بل يمتد كالسرطان إلى الضفة الغربية، حيث ينفذ الاحتلال عمليات هدم واسعة في مخيمي طولكرم ونور شمس، تشمل أكثر من 100 مبنى سكني، تحت ذريعة «تعديل البنية التحتية». ذريعة واهية تُخفي خلفها سياسة تطهير عرقي تهدف إلى تمزيق النسيج الفلسطيني وتشريد آلاف العائلات. هذه الأعمال تشكل عقابًا جماعيًا صريحًا، تدينه وكالة الأونروا، وتحذر من تبعاته الكارثية.
أمام هذه المأساة المفتوحة، ترتفع أعداد الشهداء في الضفة إلى أكثر من 960، فيما تتسع رقعة الاعتقالات لتشمل أكثر من 16,400 فلسطيني منذ بداية العام. الحواجز تُغلَق، البيوت تُقتحم، والمواطنون يُعتقلون في مشهد يومي من الترهيب والاستعباد.
ووسط هذا الظلام، تبرز أسئلة محرجة للعالم: أين القانون الدولي؟ أين الإنسانية؟ كيف يمكن لعالم يزعم الدفاع عن «القيم الكونية» أن يصمت أمام هذا الكم من الجرائم؟ إن صمت المؤسسات الدولية وتواطؤ بعض الأنظمة العربية قبل الدولية يشكّلان شراكة ضمنية في هذه الإبادة. لا يمكن فصل الجريمة عمن يغطيها أو يسكت عنها.
المصدر لا ميديا