تقرير / لا ميديا -
 جددت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، تأكيد عزم المقاومة على إفشال كل المحاولات الأمريكية الصهيونية لتهجير سكان قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان أمس: «نقولها للعالم: لا هجرة إلا إلى القدس، وهذا ردنا على دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها ترامب ومن يدعم نهجه».
وأضافت: «أجبرنا الاحتلال على تنفيذ ما هو مطلوب منه رغم مماطلته المعتادة».
واعتبرت أن حضور صورة القدس والأقصى والحشود في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجددة للاحتلال وداعميه أن هذه المقدسات «خط أحمر».
وبيّنت أن إطلاق سراح الدفعة 6 من أسرى العدو هو تأكيد ألا سبيل للإفراج عنهم إلا بمفاوضات وبالالتزام باستحقاقات الاتفاق.
وشددت على أن شعب فلسطين والأمة الإسلامية والعربية يتابعون مشاهد القوة بإنجاز المقاومة صفقة التبادل التي جسدت تلاحم شعب فلسطين ومقاومته.
وأشارت حماس إلى أنها تنتظر «البدء بتنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني بناء على وعد الوسطاء لنا وضماناتهم لذلك».
وأوضحت أن «استئناف عملية التبادل اليوم جاء وفق التزامنا مع الوسطاء وحصولنا على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق».
وقالت الحركة في بيانها: «مطالبنا واضحة وتتمثل في تنفيذ الاحتلال للاتفاق والتزامه به، وتلقينا ضمانات جديدة لتحقيق ذلك»، مضيفة: «ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل مراحله وفقاً للمواعيد المقررة».
كما أكدت أن «عمليات تسليم أسرى الاحتلال تمت بسلاسة واضحة وشكل حضاري يعكس الثقافة الفلسطينية وتعاليم ديننا».
واعتبرت حماس أن مماطلة نتنياهو ومحاولته التهرب من استحقاقات الاتفاق هي لإنقاذ نفسه وحكومته، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لن تسمح بإفشال الاتفاق.

 المحرَّرون يحرقون الرموز الصهيونية
في سياق تحرير المقاومة للمختطفين الفلسطينيين أضرم المحرَّرون وعائلاتهم النيران في قمصان تحمل عبارات تهديد وشعار الاحتلال بعد تحررهم ووصولهم قطاع غزة، بعد أن أجبرهم العدو الصهيوني على ارتدائها قبل الإفراج عنهم.
وأجبر العدو المختطفين الفلسطينيين على لبس قمصان مكتوب عليها: «لن ننسى ولن نغفر» إلى جانب نجمة علم العدو السداسية.
كما أفاد المحررون لوسائل إعلام بأن كل المختطفين المحررين تلقوا تهديدات بعدم شكر غزة والمقاومة أو الحديث عن تعذيبهم في السجون.
تعليقاً على ذلك أدانت حركة الجهاد الإسلامي «بأشد العبارات الجريمة العنصرية الجديدة» التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المختطفين الفلسطينيين المحررين بعد أن أقدمت على وسم أجسادهم برموز عنصرية كنجمة داوود وشعار «الشاباص/ إدارة سجون الاحتلال».
وقال الناطق العسكري باسم سرايا القدس - الجناح العسكري  لحركة الجهاد الإسلامي، أبو حمزة، إن حسن معاملة المقاومة الفلسطينية لأسرى الاحتلال يقابله تفنن من الاحتلال في قهر وتعذيب الأسرى الفلسطينيين والتنغيص على فرحتهم بالحرية حتى اللحظات الأخيرة من الإفراج عنهم.
وقال أبو حمزة إن ما ظهر بالأمس من حرية واضحة ومعاملة حسنة من سرايا القدس للأسير «الإسرائيلي» لديها ألكسندر تروبانوف لهو أكبر دليل على حسن المعاملة.
وفي تصريحات له، مساء أمس السبت، أضاف أبو حمزة أن «ما أقدم عليه العدو اليوم، بإجبار أسرانا على ارتداء ملابس مكتوب عليها «لن ننسى ولن نغفر»، ومشاهد أوضاعهم الصحية الصعبة بعد الإفراج عنهم، لا يحمل إلا الحقيقة التي لا يراها العالم الظالم، وهي وحشية العدو الصهيوني وقبح معاملة سجانيه لأسرانا؛ فالفرق واضح وكبير بين معاملتنا لأسرى العدو ومعاملة العدو لأسرى شعبنا الحر».
في سياق متصل، طالب أبو حمزة دول العالم، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تطالب المقاومة بضرورة إطلاق سراح أسرى العدو جميعاً، بأن تطالب الاحتلال بذلك أيضاً، وألّا تتجاهل المشاهد المروّعة من المعاناة والتنكيل والقتل الممنهج للأسرى الفلسطينيين، أصحاب الأرض والوطن والقضية المقدّسة، الذين يتعرّضون لكافة أصناف العذاب في سجون الاحتلال، ويعيشون داخلها في مقابر جماعية.
ومع دخول «اتفاق وقف إطلاق النار في غزة»، أمس السبت، يومه الـ28، أفرج العدو الصهيوني مرغماً عن 369 مختطفاً فلسطينياً، بينهم 36 أسيراً من أصحاب «المؤبدات».
في المقابل أفرجت المقاومة الفلسطينية عن ثلاثة أسرى «إسرائيليين»، يحملون جنسيات مزدوجة، وهم: «الإسرائيلي الروسي ساشا تروبنوف»، و»الإسرائيلي الأمريكي ساغي ديكل حن، و»الإسرائيلي الأرجنتيني يائير هورن»، وذلك ضمن الدفعة السادسة من تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

170 ألف شهيد وجريح
على الرغم من سريان «اتفاق وقف إطلاق النار في غزة» إلا أن ليل الموت والمعاناة لم ينقشع عن قطاع غزة بسبب عدوان الإبادة الذي صممه الكيان الصهيوني ليكون حرب إهلاك للحرث والنسل لأطول فترة ممكنة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الإبادة إلى 48,264 شهيداً و111,688 إصابة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
بينما تقدر الوزارة أن أكثر من 10 آلاف من الشهداء لايزالون تحت الأنقاض.
ووفق التقرير اليومي، فقد وصل إلى مستشفيات قطاع غزة في الساعات الـ48 الماضية، 25 شهيداً تم انتشالهم الى جانب 12 إصابة.
وقبل 3 أيام، نفّذت قوات الاحتلال الصهيوني عمليات تفجير قرب السياج الأمني، شرق بلدة الفخاري، شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأطلقت النار من دباباتها على دوّار العودة وسط مدينة رفح.
وتواصل قوات الاحتلال خرقها لـ«اتفاق وقف إطلاق النار» مع المقاومة الفلسطينية، حيث نشر موقع «دروب سايت نيوز» تقريراً حول خروقات الاحتلال للاتفاق منذ دخوله حيّز التنفيذ، في الـ19 من كانون الثاني/ يناير الماضي، مستنداً إلى وثيقة حصل عليها من تقرير حركة حماس إلى الوسيطين المصري والقطري.
ومن ضمن الانتهاكات والاعتداءات قتل المدنيين والتوغّلات البرّية والغارات الجوّية المتكرّرة وضرب الأسرى الفلسطينيين وإذلالهم في أثناء إطلاق سراحهم وترحيل بعضهم من دون موافقتهم، وحرمان سكّان القطاع من المساعدات الإنسانية.