حاوره:أنور عون / لا ميديا -
محمد علي الحاشدي، بطل كرة الطاولة السابق بنادي أهلي صنعاء والمنتخبات الوطنية، نجومية استثنائية في زمن الطاولة اليمنية الجميل.
في منتصف التسعينيات  وولوجه اللعبة في سن صغيرة، وحتى المضي قدماً وترك اللعب في العام 2013، كانت نجومية الحاشدي مكللة بالكثير من الإنجازات والألقاب والأرقام. بطل الجمهورية 10 سنوات متتالية (اللاعب الوحيد الذي حقق هذا الرقم حتى اليوم), وبطل العرب الحائز على هذا اللقب في بطولة الجامعات العربية، إلى جانب العديد من الإنجازات في اللعبة على صعيد الإمبراطور والمنتخبات الوطنية على المستويين العربي والآسيوي.
صحيفة "لا" أجرت مع محمد الحاشدي، نجم كرة طاولة اليمن وأهلي صنعاء، حواراً فيه الكثير من التفاصيل والمفارقات التي صاحبت مشواره في اللعب وما بعده.
 كيف جاءت بدايتك مع كرة الطاولة؟
- بدايتي كانت في كرة القدم مع فريق أشبال نادي أهلي بقيادة المدرب عبدالله العماد وكان في الفريق معنا سامي جعيم وفؤاد العماري لاعبا منتخب الأمل، ولم تكن حالتي الصحية تسمح بمواصلة كرة القدم فاتجهت لكرة الطاولة، وأول من اكتشف موهبتي فيها هو المرحوم عبدالله جابر، مشرف كرة الطاولة حينها في الأهلي.
 وانطلاقتك مع كرة الطاولة دولياً...؟
- عندما شاهدني الصيني هوجا مين، مدرب المنتخب الوطني، أعجب بي وضمّني للمنتخب الوطني فئة الأشبال، وكانت انطلاقتي سريعة على المستوى الخارجي، رغم أني لم أكن قد شاركت في بطولات محلية، حيث شاركت مع المنتخب في بطولة آسيا للناشئين عام 1997 وكان المنتخب يضمني ووائل القرشي وياسر الصباحي وأحمد المطري وحققنا المركز 17، وكان هذا المركز لا بأس به ولكنه لم يكن طموح المدرب، وحينها قال المدرب إن هذه أول مشاركة لمحمد الحاشدي، وطبيعي أن يكون الخوف في البداية والمستقبل سيكون له... وبعد سنتين شاركنا في البطولة نفسها في الهند وباللاعبين أنفسهم، وحققنا المركز السادس متقدمين على السعودية أفضل منتخب عربي وكافة الدول الخليجية، ووقتها اتصل بي الدكتور عبدالوهاب راوح ومنحنا مكافأة.
بعد ذلك وعلى مستوى مشاركتي مع منتخب الناشئين حققت مع هاني الحمادي المركز الثالث في فئة الزوجي في بطولة العرب العام 2002، وهذا الإنجاز كسر الحاجز بعد أن سبق وحقق عبر لاعبينا في الثمانينيات.
 وماذا عن البطولات الخارجية (العربية) التي حققتها في الكبار؟
- سمعة كرة الطاولة اليمنية في إحدى السنوات بلغت مستوى عالياً في عهد المدرب الكوري بارك شيان الذي كان يتقن اللغة العربية. بكل صدق في عهده كانت المنتخبات العربية تهابنا، ولم يكن أحد يهاب الطاولة اليمنية حتى العام 2000. كنا يفصلنا مسافة قصيرة عن مستوى المنافسات في الناشئين، أما في الكبار فكنا بعيدين كل البعد حتى جاء المدرب الكوري بارك شيان، وهو بالمناسبة كان بطل آسيا، ومنذ قدومه في العام 2003 حققنا إنجازات كبيرة على مستوى الكبار.
وكنت أول لاعب يمني يحقق لقب بطولة العرب على مستوى بطولات الجامعات العربية في 2004 والتي كان يشارك فيها جميع لاعبي المنتخبات الوطنية الممثلين لجامعاتهم، كما حققت بطولة الديربي وبطولة الزوجي مع وائل القرشي.
 وبالنسبة للبطولات المحلية... ماذا حققت؟
- ليس فخراً أو غروراً؛ أنا اللاعب الوحيد الذي حافظ على مستواه، حيث حققت عشر بطولات على مدى 10 سنوات على التوالي، من العام 2000 حتى 2010 وأنا بطل الجمهورية، وهذا لم يحققه أي لاعب يمني. كما حققت بطولة النخبة وبطولة أبطال اليمن ثماني مرات على التوالي، وهاتان أيضاً كنت فيهما أكثر لاعب يمني يحققهما، حتى أن الكاتب الصحفي المرحوم حسين يوسف كتب في العام 2005: "الأهلي يمتلك درع الطاولة للأبد.. والحاشدي بطل الجمهورية كالعادة".
 من كان أبرز المنافسين لك؟
- في العام 2000 كان هناك منافسون لي أمثال وائل القرشي من الوحدة ومن الأهلي ياسر الصباحي ووليد عطاء، وعادل السنيدار من 22 مايو، وهم من الجيل الذي قبلي، وأيضا أحمد المطري وهاني الحمادي وإبراهيم الخولاني... وهؤلاء كلهم كان مستواهم متقارباً وكنت أفرق عنهم بنسبة بسيطة.
 وما هي الأندية التي كانت منافسة للأهلي غير الوحدة؟
- نادي الزهرة (22 مايو) وكان لديهم اللاعب عادل السنيدار، حتى أنه جاءت فترة قبل تركه اللعب حل في المركز الثاني خلفي في بطولة الجمهورية، وأيضاً كان لديهم يحيى جباري وهو لاعب مهاري، وصادق العلفي وتوفيق قشعة، كذلك نادي الشعلة بلاعبيه الكبار سهيل ومأمون الخطيب، والتلال بلاعبه المميز والكبير عادل خان، وهذا الأخير على ما أعتقد فاز على أحمد زايد وعندما لعبت ضده وأنا صغير في السن حصلت على دعم الجماهير وتمكنت من تجاوزه.
 ما سر تفوق أهلي صنعاء في كرة الطاولة؟
- الجانب الإداري بأهلي صنعاء كان مميزاً جداً على مستوى الجمهورية ويهتم باللعبة هذه، للأمانة. الأستاذ يحيى الحباري رئيس مجلس الشرف الأعلى كان يعطي الطاولة اهتماماً خاصاً، وأيضاً المرحوم الشيخ حسين الأحمر والمرحوم محمد عبدالله القاضي مروراً بالإدارة الأخيرة ممثلة بالأستاذ حسن الكبوس. طبعاً كانت كرة الطاولة تعتبر اللعبة رقم 2 في الأهلي وهذا التميز انعكس بتشريفنا للوطن خارجياً.
وللعلم أهلي صنعاء على مدى 33 سنة وهو بطل اليمن، وخلال الفترة التي كنت فيها لاعباً في الأهلي من عام 1996 حتى العام 2012 لم نخسر أي بطولة. الجيل الذي كان فيه أحمد زايد خسروا بعض البطولات، منها فوز الزهرة ببطولة الجمهورية عام 1993 وكان أحمد زايد وعبدالله مساعد يلعبان وأحمد العمري موقوفاً عن اللعب بحسب المعلومات التي عرفناها.
 ما الفارق بين جيلكم والجيل الحالي على مستوى المنتخبات أو النادي؟
- على مستوى جيلنا كان الفارق الفني كبيراً، نتيجة تطور اللعبة واللاعبين فنيا وتكتيكياً. حقيقة كانت إنجازاتنا غير، ومع احترامي للجيل الحالي هم لاعبون ممتازون، لكن ما نوع البطولة التي حققوها ونوع المشاركة؟! هم يحققون بطولات مفتوحة في الأشبال والناشئين، وهي أشبه بالنشاط وتجمع للاعبين الهواة من الصف الثالث والصف الثاني في المنتخبات الوطنية، وهذه ليست إنجازات حقيقية. هذا على مستوى المنتخبات.
على مستوى النادي، لسوء حظنا كنا ننافس ونأتي في وقتها السادس والسابع على مستوى الأندية العربية، وللأسف السبب الرئيسي أننا لم نحقق المراكز الثلاثة الأولى، وذلك لعدم قدرة النادي الأهلي على استقطاب لاعب محترف. كل الفرق العربية في البطولات العربية كان لديها لاعبون محترفون على مستوى كبير. اللاعب المحترف يأخذ 80% من قوة الفريق. وفي ذلك الحين لو كان بجانبي لاعب محترف لكنت أخذت المركز الأول على المستوى العربي.
 هل هناك في الأهلي كانت لحظة فارقة لك؟
- جاءت فترة في النادي الأهلي وتحديداً ما بين العامين 1998 و1999، فقد فيها النادي عمالقته في تنس الطاولة؛ أحمد العماد توفي، وأحمد زايد ترك النادي، وعبدالله مساعد أيضا ترك النادي وذهب لعمله، ولا يوجد أي لاعب. وهنا كانت المفاجأة، وحتى اللحظة ما زلت غير مستوعب! كنت حينها شبلاً وعمري لا يتجاوز الـ15 سنة، كان بجواري فقط إبراهيم الخولاني وياسر الصباحي وهاني الحمادي، وأنا كنت أصغرهم سناً، كان عمري لا يتجاوز 15 سنة، وفنياً كنت أتميز، وقتها كان وحدة صنعاء فريقاً قوياً ويضم لاعبين أقوياء، هم المخضرمون وليد عطاء وهاني موسى ووائل القرشي الذي كان أكثر خبرة مني تلك الفترة.
 وبالنسبة لفارق الزمن بين إدارة اتحاد كرة الطاولة؟
- إدارة نبيل الفقيه كانت جيدة، والإدارة الحالية لا بأس بها, بكل صراحة الإنجازات كانت في عهد نبيل الفقيه الذي جاء لتولي الاتحاد في العام 2000، أنا بدأت لعب كرة الطاولة في العام 1996 ولم أكن بعد قد عرفت إدارة الاتحاد في التسعينيات ولم أحتك بهم زيادة، وبالعكس شهدت الإدارة في من 2000 وما فوق. في الثمانينيات حتى بداية التسعينيات أفرزت نجوم وكان هناك مواهب، أحمد زايد كان فلتة، وأيضاً المرحوم أحمد العماد والشقيقتان لينا ولؤى صبري.
 هل تراجعت كرة الطاولة في الأهلي وبقية الأندية؟
- الأهلي لم يتراجع ما زال يحتل المركز الأول. يمكنك القول بأن اللعبة والرياضة تراجعت بالعموم نتيجة الأوضاع التي تمر بها البلاد.
 ما سر ابتعادك عن اللعبة والأهلي تماماً؟ هناك من يقول إنك حوربت...؟
- لا، بالعكس، لم تتم محاربتي. الأهلي بيتي الثاني، والإدارة كانت قد تواصلت معي للتدريب أو العمل الإداري في النادي، لكني وصلت لمرحلة التشبع في اللعب وتركت المضرب وأنا في قمة عطائي وذهبت بعد عملي في شركة كمران.
 والاتحاد بدوره كان يفترض أن يوليك على الأقل في منصب فني. هل تواصلوا معك بهذا الشأن؟
- المفترض بهم أن يتواصلوا معي؛ لكن لا أدري سبب عدم ذلك، كما أنهم لم يعرضوا علي العمل في الاتحاد. لعلهم متخوفون. قبل فترة جاءني ترشيح من الاتحاد العربي لكرة الطاولة لأكون ضمن لجنة اللاعبين العرب. التجاوب من الاتحاد العربي معي كان مهماً جداً، لأنهم يعرفون محمد الحاشدي ويعرفون تاريخي. طلب مني الاتحاد العربي مسالمة من الاتحاد اليمني لكرة الطاولة. لكن للأسف الاتحاد اليمني لم يتجاوب معي. المرشحون الخمسة في لجنة اللاعبين بالاتحاد العربي كانوا متفائلين أني سأكون معهم لمعرفتهم بشخصيتي القتالية في اللعب ورغبتهم بأن أكون معهم في اللجنة. وشخصياً كان يتواصل معي ويلح عليّ أن أعمل معهم سيد لاشين، بطل العرب وأفريقيا، والذي ما زال ما شاء الله عليه يلعب ويقود اللعبة بالنادي الأهلي المصري. وللأسف أقولها مراراً وتكراراً: لم يعطني الاتحاد اليمني لكرة الطاولة ورقة الترشح.
 هل تطمح يوماً لقيادة الاتحاد اليمني لكرة الطاولة؟
- كل شيء جائز. هذه اللعبة لعبتها لمدة 20 سنة، ولم تكن سنة أو سنتين. وبالتأكيد هدفي خدمة اللعبة والوطن، ورفع سمعة كرة الطاولة اليمنية.
 كلمة ختام الحوار؟
- أشكركم الشكر الجزيل على هذا الحوار.