عادل بشر / لا ميديا -
كعادتها لم تتأخر صنعاء في الرد على تهديدات وزير الدفاع «الإسرائيلي» يسرائيل كاتس، بتدمير البنية التحتية في العاصمة اليمنية ومدينة الحديدة الساحلية، واستهداف قيادات «أنصار الله»، إذ جاءه الرد في غضون سويعات بصاروخ فرط صوتي طراز «فلسطين2» طاول هدفاً حيوياً في قلب العدو، ما دفع وسائل إعلام عبرية إلى مطالبة «كاتس» والمسؤولين «الإسرائيليين» بعدم الإدلاء بتصريحات تتوعد صنعاء، بعد ثبوت تصاعد الهجمات اليمنية مع كل تصريح لمسؤول صهيوني ضد اليمن المساند للشعب الفلسطيني.
وأصيب ملايين المستوطنين، وفقاً للإعلام العبري، فجر أمس، بحالة من الذعر شملت يافا المحتلة «تل أبيب» وعشرات المستوطنات وسط فلسطين المحتلة، مع دوي صافرات الإنذار لحظة وصول الصاروخ من اليمن، حيث أُجبر مليونا مستوطن على الفرار إلى الملاجئ ما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تنفيذ عملية عسكرية على هدف عسكري «إسرائيلي» في يافا المحتلة.
وقال متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان متلفز، عصر أمس، إن «القوات المسلحة نفذت عملية عسكرية استهدفت هدفًا عسكريًا إسرائيليًا في يافا المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع فلسطين 2»، مؤكدا نجاح العملية في تحقيق أهدافها.
وأوضح أن هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وردًا على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء غزة.. مجدداً التأكيد على جاهزية واستعداد اليمنيين لمواجهة «العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني» على اليمن، إلى جانب استمرارهم في تأدية واجبهم الديني والأخلاقي والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، من خلال المزيد من العمليات العسكرية حتى وقف العدوان والحصار على قطاع غزة.
بيان القوات المسلحة اليمنية، سبقه اعتراف «إسرائيلي» بوصول الصاروخ اليمني إلى عمق الأراضي المحتلة.
وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن دوي صفارات الإنذار في «تل أبيب»، وفي بئر السبع والنقب، فيما اعترف متحدث قوات العدو بتفعيل الإنذارات في عدة مناطق وسط البلاد إثر إطلاق صاروخ من اليمن.
وذكرت صحيفة «ذا تايمز أوف إسرائيل» أن الصاروخ تسبب بحالة من الذعر على نطاق واسع في «تل أبيب» والمستوطنات المحيطة بها، وفرار الملايين إلى الملاجئ ما أدى إلى إصابات كثيرة بين المستوطنين.
وأوضحت مواقع ومنصات عبرية أخرى، أن أكثر من مليوني مستوطن هربوا إلى الملاجئ، فيما كشف الإسعاف «الإسرائيلي» عن إصابة أكثر من 20 شخصا خلال عملية الهروب، بينهم امرأة حالتها خطيرة.. مشيرة إلى أنه للمرة الرابعة خلال أسبوع ملايين المستوطنين في وسط «إسرائيل» يهرعون إلى الملاجئ بسبب إطلاق صاروخي جديد من اليمن.
كما تحدث الإعلام العبري عن إغلاق مطار اللد المسمى صهيونيا «بن غوريون» أمام حركة الطيران، أثناء وصول الصاروخ، وتداول مستوطنون مقاطع فيديو توضح لحظة وصول الصاروخ وضربه لهدف في قلب كيان العدو «تل أبيب».
وتشن القوات المسلحة اليمنية، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، ضربات منتظمة على كيان العدو، كما تفرض حظرا بحريا على موانئ الكيان، نصرة وإسنادا للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة لأكثر من عام.
وأمس الأول أعلنت صنعاء عن تنفيذ عمليتين عسكريتين ضد هدفين عسكريين للعدو «الإسرائيلي» في منطقتي عسقلان ويافا المحتلتين، بالطائرات المسيرة. وصباح السبت الفائت شنت القوات المسلحة اليمنية هجوما صاروخيا ضربت من خلاله هدفا عسكريا صهيونيا في «تل أبيب» بصاروخ فرط صوتي من طراز «فلسطين2» محلي الصنع.

اليمنيون لا يرتدعون
إطلاق الصاروخ الفرط صوتي، فجر أمس، جاء بعد ساعات من تهديدات أطلقها وزير الدفاع «الإسرائيلي» كاتس، توعد فيها بتدمير البنية التحتية في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة، واستهداف قيادات «أنصار الله» وقطع ما وصفها بـ«اليد التي تمتد لإسرائيل».
كما أدلى رئيس حكومة الكيان «بنيامين نتنياهو» بتصريحات يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول، تعهد خلالها بـ«التصرف بقوة وعزم وذكاء ضد الحوثيين».
وعلقت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، في تقرير لها، أمس، على تهديدات المسؤولين «الإسرائيليين»، مؤكدة أن صنعاء لا تظهر أي تراجع في ضرب «إسرائيل» أو تتأثر سلباً بخطاب نتنياهو وكاتس.
وقالت إن تهديدات نتنياهو وكاتس «لا تردع الحوثيين»، مضيفة: «لقد أثبتوا أنهم لا يُردعون فحسب، بل إنه كلما أدلى المسؤولون الإسرائيليون بتصريحات جريئة، أطلق الحوثيون صواريخ لإظهار أن هذه التصريحات لا تؤثر عليهم».
وأوضحت أن صنعاء «تدرك الصورة الاستراتيجية والتكتيكية، ومن المهم أن نفهم أن ما يفعله الحوثيون جديد نسبيًا في المنطقة، لقد نجحوا في تقليص قدرة العديد من الشركات على الشحن عبر البحر الأحمر. كما يهاجمون إسرائيل باستمرار ولم تردعهم الضربات الثلاث التي نفذتها إسرائيل ضدهم، بخلاف الضربات الأمريكية والبريطانية على مدى أكثر من عام، لأنهم استعدوا جيداً للحرب».
وتطرقت الصحيفة العبرية إلى هزيمة التحالف الذي قادته السعودية ضد اليمن مطلع 2015م، واستمر لسنوات طويلة، موضحة بالقول: «كانت السعودية تمتلك العديد من أحدث الطائرات الحربية والتكنولوجيا بفضل العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، ومع ذلك لم تتمكن الرياض من هزيمة صنعاء».
وأشارت إلى أن «الحوثيين متحصنون في مرتفعات جبال اليمن، وقد طوروا برنامجًا للصواريخ والطائرات بدون طيار أكثر تطورًا، كما أنهم يبعدون 2000 كيلومتر عن إسرائيل، الأمر الذي يتطلب تخطيطًا معقدًا لضربهم، ومن الصعب للغاية التنبؤ بما سيحدث. وقد يكون العثور على المخزونات والقضاء على قياداتهم أكثر صعوبة».
وقالت: «هناك حقيقة أخرى في هذه الحرب، وهي حقيقة لا يرغب أغلب من يدلون بتصريحات في الاعتراف بها، ومفادها أن الضربات الجوية الدقيقة لا تؤدي عادة إلى الفوز بالحروب. والواقع أن قوة النيران التي تشنها الطائرات الحربية ليست عصا سحرية لهزيمة الحوثيين، وكثيراً ما تخدع الجيوش وتجعلها تعتقد أنها قادرة على إنجاز أشياء لا يمكن إنجازها». مضيفة: «الحوثيون يشكلون تحديا كبيرا، وقد لا تكون الدروس المستفادة من الجبهات الأخرى في غزة ولبنان وسورية قابلة للتطبيق في اليمن».
وخلصت الصحيفة العبرية إلى القول: «الحقيقة أن اضطرار الملايين من الإسرائيليين في وسط إسرائيل إلى اللجوء إلى الملاجئ كل ليلتين ليس أسلوباً مقبولاً للعيش. وبدلاً من التباهي -من قبل مسؤولي الكيان- بهزائم العدو، فمن الأفضل أن نعتبر أن إسرائيل أصبحت في موقف ضعيف بسبب القوة المتزايدة لأعدائها».
من جانبه قال وزير الخارجية الصهيوني جدعون ساعر إن «إسرائيل» طلبت أمس من مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لإدانة الهجمات التي تشنها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني.
وأضاف جدعون ساعر: «الحوثيون يواصلون مهاجمة إسرائيل ويهددون حرية الملاحة والتجارة ويشكلون تهديدا للمنطقة والعالم بأسره» حد تعبيره.