عادل بشر / لا ميديا -
واصلت وسائل الإعلام العبرية، اليوم، تسليط الضوء على الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، والتي ارتفعت وتيرتها في الأيام القليلة الماضية، مستهدفة العمق الصهيوني بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، إضافة إلى الحصار البحري الذي تفرضه صنعاء على ميناء أم الرشراش المحتل.
في هذا الصدد أفردت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية مساحة واسعة للحديث عن القوة اليمنية الصاعدة، متسائلة: «هل بإمكان إسرائيل ردعها؟».
وذكرت الصحيفة، في مقال تحليلي بعنوان «لماذا يهاجم الحوثيون؟ وهل يمكن ردعهم؟»، أن من وصفتهم بـ»الحوثيين» في اليمن «ربما يظنون أنهم يستطيعون الإفلات من أي شيء دون دفع ثمن. لكن السؤال هو: ما هو الثمن الكافي لجعلهم يتوقفون؟»، مضيفة: «لا يبدو أن الحوثيين يريدون التراجع؛ بل على العكس من ذلك، فقد واصلوا هجماتهم حتى في الوقت الذي تلقى فيه وكلاء إيرانيون آخرون ضربات موجعة على يد إسرائيل».
وتتعمد وسائل الإعلام العبرية وأخرى غربية وعربية إطلاق مصطلح «وكلاء إيران» على محور المقاومة المناهض للكيان الصهيوني.
وأوضحت «جيروزاليم بوست» أن «إسرائيل تعتمد في هجماتها على الغارات الجوية إلى جانب العمليات البرية في معظم الحالات» كما حدث في غزة وجنوب لبنان، لكنها في الحالة اليمنية «لا تستطيع نقل قوات برية إلى اليمن»، بخلاف أن الجبال المحيطة بصنعاء تجعل من العاصمة اليمنية أقوى.
وقالت: «لقد تعلم الحوثيون على مر السنين أنهم قادرون على الإفلات من العقاب بهذه الهجمات بعيدة المدى. ومع ذلك، فإن إيقافها أمر صعب أيضاً. فبدون إنذار مسبق، لا يمكن لأحد أن يستبق إطلاق الصواريخ»، مشيرة إلى أنه «يمكن إعداد الصواريخ تحت الأرض، ثم نقلها على شاحنة ووضعها للإطلاق. وتم اكتشاف صعوبة إيقاف هذه الأنواع من الصواريخ بعيدة المدى قبل عقود من الزمان أثناء حرب الخليج عام 1991».
وأكدت أن القوات المسلحة اليمنية «أحرزت تقدماً في تكنولوجيا الصواريخ منذ زمن».
وعلقت الصحيفة العبرية على بيان القيادة المركزية الأمريكية، الذي زعمت فيه أنها «نفذت غارة جوية دقيقة ضد منشأة رئيسية للقيادة والتحكم بصنعاء»، حيث رأت «جيروزاليم بوست» أن «الضربة الجوية الأميركية مهمة؛ ولكن من غير المرجح أن تردع الضربات الجوية الدقيقة الحوثيين. فالحوثيون لديهم موارد تحت الأرض، وهم على استعداد للانتظار. والسؤال هنا هو ما إذا كان التكتيك الجديد قد ينجح».
والتكتيك الجديد الذي ذكرته الصحيفة يتمثل في تنفيذ عمليات اغتيال للقيادات البارزة في صنعاء، كما تم استهداف قيادات حزب الله في الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي تقرير آخر، ذكرت الصحيفة ذاتها أن «إسرائيل من المرجح أن ترد على صنعاء خلال الأسابيع المقبلة» في أعقاب الهجوم الصاروخي، أمس ، الذي زعم جيش الكيان أنه تمكن من التصدي له قبل دخول أجواء الأراضي المحتلة.
وقالت الصحيفة: «تشير التقديرات إلى أن الحوثيين أطلقوا نحو عشرة صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار على إسرائيل منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر، بما في ذلك العديد منها في الأسبوعين الماضيين، ورغم هذه الهجمات المتواصلة، فشلت إسرائيل في الرد منذ تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، كما فشلت حتى الآن الجهود الأميركية لوقف عدوان الحوثيين خارج بلادهم»، حدّ تعبير «جيروزاليم بوست».

خسائر فادحة
في خطٍّ موازٍ، تناولت صحيفة «معاريف» العبرية الهجمات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني، معترفة بالخسائر الاقتصادية التي تكبدتها «إسرائيل» جراء الحصار البحري المفروض على ميناء «إيلات» (أم الرشراش).
وقالت: «بعد ظهر الاثنين، اضطر حوالى مليوني إسرائيلي في جميع أنحاء الجزء الأوسط من البلاد إلى الفرار إلى المناطق المحمية بعد إطلاق صاروخ باليستي من اليمن على إسرائيل، وكان الحادث هو الثاني خلال ساعات بعد طائرة متفجرة أطلقها الحوثيون صباح اليوم ذاته».
وحذّرت الصحيفة مما وصفته بـ»تكتيكات اليمنيين الهادفة لتنفيذ عملية نوعية ضد هدف استراتيجي إسرائيلي، كميناءي حيفا أو أشدود أو منصات الغاز ومحطات توليد الكهرباء»، مؤكدة أن «اليمنيين تمكنوا من إلحاق الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي بشكل مثير للإعجاب، من خلال إغلاق الممرات الملاحية في الخليج العربي، ما أدى إلى إغلاق ميناء إيلات بشكل كامل».
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت، في بيان متلفز مساء أمس ، استهداف عمق الكيان الصهيوني بصاروخ فرط صوتي. وقالت إن العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد الاحتلال «الإسرائيلي»، مشيرة إلى أنها طاولت هدفاً عسكرياً في «تل أبيب» بصاروخ باليستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2».
وشدّد البيان على أن «القوات المسلحة اليمنية ومعها كافة أبناء الشعب اليمني على استعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي - أميركي يستهدف اليمن، بمزيد من العمليات العسكرية النوعية والمؤثرة».