عادل بشر / لا ميديا -
توقع معهد البحرية الأمريكي، أن تنتهي العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، بشروط "صنعاء"، نظراً لفشل البحرية الأمريكية والقوات الغربية الأخرى، في إيقاف هجمات القوات المسلحة اليمنية، المساندة للشعب الفلسطيني، إضافة إلى الخسائر والتكاليف الباهظة التي تتكبدها تلك القوى على مدار عام كامل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وقال المعهد في تقرير تحليلي، نشره اليوم الأول بعنوان "تأثير القوة البحرية في المواجهة مع الحوثيين"، إن من سماهم بالحوثيين "بدؤوا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م،  بمهاجمة السفن في البحر الأحمر. واستمرت الهجمات على الرغم من أن الولايات المتحدة ودولا أخرى نشرت قوات بحرية في المنطقة".. لافتاً إلى أنه "بالرغم من أن القدرات العسكرية لدى الحوثيين أقل شأناً، مقارنة بما تمتلكه القوى البحرية العاملة في المنطقة -الأمريكية والبريطانية وغيرهما- إلا أن تلك القوى فشلت في وقف هجماتهم".
وأضاف: "وهذا صحيح على الرغم من أن الولايات المتحدة ضربت الحوثيين في مناسبات متعددة بمزيج من القوة الجوية والضربات الصاروخية على الشاطئ".. مشيراً إلى أن هذا "أدى إلى طرح تساؤلات حول الرد الأميركي، وعلى نطاق أوسع، جدوى القوة البحرية".
وأفاد التقرير بأن العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الغربية "تصرخ" بأن "الحوثيين هزموا البحرية الأميركية" و"الحوثيون يحكمون الآن البحر الأحمر"، في حين يؤكد مقال رأي من هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمرافقة السفن يمكن الآن أن نعلنه فاشلا".
ولفت إلى أن مثل هذه التصريحات والعناوين قد تدفع القراء في أمريكا والغرب إلى "التذمر من عدم فعالية القوة البحرية".

قوة بحرية واقتصادية
تقرير معهد البحرية الأمريكي، وتحت عنوان فرعي "القوة البحرية والمواجهة مع الحوثيين" استرجع ما كتبه المؤرخ الأمريكي ألفريد ت. ماهان، قبل أكثر من قرن من الزمان، حيث أوضح ماهان أن "القوة البحرية تجمع بين العناصر البحرية والاقتصادية"، بمعنى أنها مزيج من القوة العسكرية والاقتصادية.
وقال التقرير: "لا ينبغي النظر إلى هذا الموقف باعتباره مفاجئاً. فالأسطول البحري ليس بمثابة الرصاصة الفضية التي ستنهي الأزمة بسرعة. بل إن القوة البحرية التي تعمل بمفردها تعمل على استنزاف الخصوم بهدوء". في محاولة من معد التقرير إلى تبرير فشل القوى البحرية في إيقاف الهجمات اليمنية التي تستهدف السفن الصهيونية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، إضافة إلى السفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وأضاف: "في العقود الأخيرة، أضافت زيادة مدى ودقة الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ التي تطلقها السفن وتلك المستخدمة في الضربات الجوية التي تطلقها حاملات الطائرات، طبقة أخرى إلى خيارات البحرية الأميركية عندما تعمل بمفردها. ولكن الضربات الدقيقة على الأهداف على الشاطئ لا تحقق عموماً نتائج سريعة ودائمة. وقد ثبت تاريخياً صعوبة استخدام القوة البحرية للتأثير بشكل مباشر على المواقف على الشاطئ، ولايزال هذا صحيحاً في البحر الأحمر".
ونقل التقرير عن المؤرخ جوليان كوربيت، أنه حذر من أن "تأثيرات القوة البحرية يجب أن تكون بطيئة دائماً، ومزعجة للغاية لكل من المجتمع التجاري والمحايدين، لدرجة أن الميل هو دائماً إلى قبول شروط السلام التي تكون بعيدة كل البعد عن كونها حاسمة".. لافتاً إلى أن "الحملات البحرية القائمة على الإرهاق هي شؤون مطولة غالباً ما تقدم نتائج أقل من المثالية".
وأكد تقرير معهد البحرية الأمريكي أن "العمليات في البحر الأحمر تحمل ثمنًا باهظًا، حيث يؤدي البحث عن طرق تجارية بديلة إلى تأخيرات في العبور، وتدفع السفن الراغبة في المخاطرة بالمرور عبر البحر الأحمر لشركات التأمين تكاليف تأمين أعلى، إضافة إلى ذلك، هناك التكاليف المرتبطة بالخسارة المحتملة لسفينة تجارية، وتشمل هذه القيمة الإجمالية للسفينة، وفقدان حمولتها، ثم هناك تكلفة صيانة السفن الحربية في المنطقة والإنفاق الكبير على الأسلحة المستخدمة لإحباط هجمات الحوثيين".
وخلص التقرير إلى القول بأنه ونظراً لكل تلك التكاليف "فمن المرجح أن تنشأ ضغوط قوية لإنهاء العمليات إلى حد ما بشروط الحوثيين".
ومنذ انخراط اليمن في الحرب ضد الكيان الصهيوني، إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة، على مدى أكثر من عام، أكدت القوات المسلحة اليمنية، مراراً وتكراراً أن عملياتها البحرية تستهدف، فقط، السفن "الإسرائيلية" وتلك المرتبطة بالكيان الصهيوني، أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ولاحقاً في كانون الثاني/ يناير الماضي، أُضيفت السفن الأمريكية والبريطانية إلى بنك أهداف صنعاء بعد عدوان الدولتين على اليمن، حماية للكيان الصهيوني.
كما تؤكد صنعاء أن عملياتها العسكرية ستستمر بحالة تصاعدية، طالما استمر العدوان والحصار على قطاع غزة، وكذلك العدوان على لبنان.