تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
لجأت البحرية الألمانية إلى الفرار بمجموعة مهام تابعة لها من البحر الأحمر، خشية إغراقها من قبل القوات المسلحة اليمنية، خصوصاً بعد التطور الكبير في القدرات العسكرية اليمنية، ونمو قوتها بشكل متواصل، لاسيما منذ بدء عملياتها البحرية المساندة للشعب الفلسطيني أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية، أن مجموعة مهام تابعة للبحرية الألمانية تتكون من سفينتين حربيتين عائدة إلى أوروبا من المحيطين الهندي والهادئ، لن تخوض معركة الصواريخ اليمنية في جنوب البحر الأحمر. وبدلاً من ذلك، ستتجه المجموعة جنوبًا حول رأس الرجاء الصالح، الطرف الجنوبي لأفريقيا.
وقال المتحدث باسم الوزارة الكولونيل ميتكو مولر، خلال مؤتمر صحفي دوري للحكومة الألمانية، إن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس «قرر أن عودة مجموعة المهام من الهند ستكون عبر السواحل الأفريقية» وهو الطريق الطويل البديل للبحر الأحمر.
وأضاف الكولونيل أن هذا القرار اتخذ بسبب «مستوى التهديد المرتفع جدا» في البحر الأحمر، في إشارة إلى عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني ضد السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وكذلك السفن الأمريكية والبريطانية.
وأوضح: «رأينا في الأيام والأسابيع والأشهر الأخيرة أنهم قادرون على شن هجمات معقدة للغاية لاسيما بالصواريخ البالستية التكتيكية والطائرات المسيرة».. لافتاً إلى أن الفرقاطة «بادن فورتمبرغ» بعد الالتفاف حول أفريقيا، ستبحر إلى المتوسط حيث ستقوم بمهمة لحساب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل).
أما سفينة الإمداد العسكرية «فرانكفورت» فستواصل طريقها إلى ألمانيا حيث يتوقع أن تصل مطلع كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
ومنذ أيار/ مايو الماضي، تم نشر السفينتين في المحيطين الهندي والهادئ في إطار مناورات ومهام التعاون الدولي.
وشاركت ألمانيا مع دول أوروبية أخرى في قوة بحرية للتحالف الأوروبي «أسبيدس» منذ شباط/ فبراير الماضي، كمحاولة لكسر الحصار البحري اليمني المفروض على الكيان الصهيوني، لتعلن في أيار/ مايو الماضي، إنهاء الدورة الأولى من مشاركتها في هذه المهمة، بعد مواجهات وصفتها بالصعبة والمعقدة مع القوات المسلحة اليمنية.

معركة الصواريخ الحوثية
إعلان وزارة الدفاع الألمانية تجنب مرور سفنها الحربية من البحر الأحمر، خشية الاستهداف بالصواريخ والمسيرات اليمنية، دفع صحيفة «التليغراف» البريطانية إلى التعليق على هذا الإعلان ووصفه بـ»المروع».
ونشرت «التليغراف»، أمس الأول، مقالاً للخبير العسكري والضابط السابق في البحرية البريطانية توم شارب بعنوان «قوة بحرية ألمانية تتجنب البحر الأحمر خوفا من الحوثيين.. وهذا ليس بالأمر الجيد».
وأرفقت الصحيفة صورة للفرقاطة الألمانية «بادن فورتمبرغ» وعلقت على الصورة بالقول: «لا يُعتقد أنها ستبقى على قيد الحياة في البحر الأحمر ضد تهديد الصواريخ اليمنية».
وقال شارب إن قرار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، بتجنب مرور مجموعة مهام تابعة للبحرية الألمانية من البحر الأحمر، كي لا تخوض معركة «الصواريخ الحوثية، يعود إلى عدة أسباب بعضها معقول وبعضها مشكوك فيه»، مضيفاً: «ولكن دعونا نبدأ بحقيقة لا مفر منها: إن الصورة مروعة. ذلك أن مجموعة المهام البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي غير راغبة في مواجهة الخطر».
وأوضح أن «الألمان كانوا من قبل جزءًا من مجموعة المهام البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي لمواجهة الحوثيين»، لافتاً إلى «هذا القرار بتجنب المنطقة تم اتخاذه على المستوى السياسي، حيث ينظر الساسة إلى المخاطر بشكل مختلف عن أولئك الذين يُطلب منهم إدارتها، وهذا ليس بالأمر الجديد. ففي وقت سابق من هذا العام، منعت وزارة الخارجية البريطانية حاملة الطائرات البريطانية إتش إم إس كوين إليزابيث من الانتشار في البحر الأحمر».
وأشار أيضاً إلى انسحاب السفينة الحربية الدنماركية HDMS  Iver Huitfeldt مبكرًا من انتشارها ضمن المهمة الأوروبية،في نيسان/ أبريل الماضي بسبب عدم قدرتها على التكامل الدفاعي ضد الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.
ووصف ضابط البحرية البريطانية السابق، المواجهات مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر بأنها «بيئة عمل صعبة». مضيفاً: «وبالرغم من ذلك كان المطلوب من الفرقاطة وسفينة الإمداد الألمانيتين، فقط المرور بسرعة».
وفيما وضع شارب حلولاً كان بإمكان البحرية الألمانية اللجوء لها حتى تستطيع عبور البحر الأحمر، ومن بينها الاستنجاد بالأسطول الخامس الأمريكي في البحرين لإرسال مقاتلات حربية لتغطية المجال الجوي اللازم لبضع ساعات لعبور المنطقة عالية التهديد، أو الحصول على فرقاطة أمريكية لمرافقتها، إلا أنه عاد ليؤكد أن «الحصول على سفينة حربية أميركية لمرافقة سفينتك الحربية ليس بالأمر الجيد أيضا»، لأن المخاطر ستكون أكثر، مع رصد قوات صنعاء لأي سفينة أمريكية حربية أو حتى تجارية.
وأكد أن هذا القرار «سيشعر البحارة في البحرية الألمانية بالخزي والعار» كما أنه سيُربك البحارة التجاريين الذين يؤمنون بأن القوات الدولية «أمريكية وأوروبية» ستوفر لهم الحماية.
وخلص شارب إلى القول بأن «البحر الأحمر يشكل إحراجاً لحلف شمال الأطلسي»، وأن القوات المسلحة اليمنية تكشف عن «عقود من نقص الموارد لقواتنا البحرية».. مختتماً مقاله بالقول: «والآن، لا بد أن روسيا والصين تنظران إلى البحر الأحمر وتتساءلان عما إذا كان عيد الميلاد قد جاء مبكراً».
ويأتي الإعلان الألماني تجنب بوارجه الحربية المرور عبر البحر الأحمر، تزامناً مع ما أكدته وسائل إعلام أمريكية بأن القوات المسلحة اليمنية كادت تغرق حاملة الطائرات «آيزنهاور» بصواريخ باليستية سقطت على مسافة 200 متر فقط من حاملة الطائرات دون أن تتمكن دفاعات حاملة الطائرات والفرقاطات المرافقة لها من التصدي لها.
وفي كلمته، أمس الأول، حول آخر التطورات والمستجدات الأسبوعية، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، أن جبهة الإسناد اليمنية للشعبين الفلسطيني واللبناني مستمرة، وأن العمليات العسكرية في البحار متواصلة لاصطياد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، مع ندرة حركتها في البحر الأحمر.
وأكد أن السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وشركائه، تحاول التهرب من جهة المحيط الهندي؛ لاتِّساعه الكبير، اتِّساعه الكبير جداً.. لافتاً إلى أن إجمالي عدد السفن المستهدفة، المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وبالأمريكي والبريطاني، وصل إلى «مائتين واثنتين».