تقرير عادل بشر / لا ميديا -
بعد أسابيع من الترقب والانتظار، والتهديد والوعيد، نفذ الكيان الصهيوني، فجر أمس السبت، عدواناً جوياً على إيران، بذريعة الرد على عملية الوعد الصادق 2، التي شنتها الجمهورية الإسلامية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، انتقاماً لدماء القادة الشهداء إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله وأطفال ونساء غزة.
وفي تفاصيل العملية التي أطلق عليها العدو الصهيوني "أيام الحساب"، أعلن كيان الاحتلال مهاجمة أهداف عسكرية "بشكل موجه" في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على الاحتلال الصهيوني في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن "جيش الاحتلال" أن الهجوم شاركت فيه أكثر من 100 طائرة، بما في ذلك طائرة إف-35.
وبالتزامن أعلن مسؤولون أميركيون و"إسرائيليون"، أن "إسرائيل" شنت 3 موجات من الضربات، تركزت على أنظمة الدفاع الجوي وقواعد الصواريخ والطائرات المسيرة ومواقع إنتاج الأسلحة، حدّ قولهم.

"أضرار محدودة"
 من جهتها أكدت إيران أن هجوما صهيونياً استهدف مواقع عسكرية في طهران ومناطق أخرى في البلاد و"تسبب بأضرار محدودة".
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أمس، إن بلادها "دولة قوية ومقتدرة لن تتأثر بأي أذى من هذا الكيان الغاصب"، موضحة: "حالياً الوضع طبيعي في إيران".
وأشادت مهاجراني، وفقاً لموقع قناة المنار "باقتدار ويقظة قوات الدفاع الجوي الذي يبعث الفخر والاعتزاز الوطني لدى الإيرانيين، عقب التصدي الناجح للاعتداء الصهيوني".

انتهاك للقانون والسيادة
بدورها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أن "العدوان على مقار عسكرية إيرانية هو انتهاك للقانون الدولي وسيادتنا"، وأن "من حق إيران الدفاع عن النفس ضد أي عدوان".
وأضافت: "نؤكد أننا سنستخدم كل إمكاناتنا للدفاع عن أمننا ومصالحنا والتزامنا بالأمن الإقليمي".
إلى ذلك أعلن الجيش الإيراني، أمس، استشهاد 4 عسكريين "أثناء تصديهم لمقذوفات الكيان الصهيوني المجرم، وذلك تضحيةً في سبيل الدفاع عن أمن إيران ومنع المساس بالشعب ومصالح إيران".
بدورها العلاقات العامة للدفاع الجوي الإيراني، أصدرت بياناً حول العدوان الصهيوني فجر أمس، أكد فيه "التصدي له بنجاح".
وجاء في البيان: "قام هذا الكيان المزيف هذا الصباح، في خطوة مثيرة للتوتر، بمهاجمة مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، على الرغم من التحذيرات السابقة من مسؤولي الجمهورية الإسلامية للكيان الصهيوني الإجرامي وغير الشرعي لتجنّب القيام بأيّ عمل مغامر "، موضحاً أنه "بينما تم اعتراض هذا العمل العدواني ومواجهته بنجاح من قبل المنظومة الشاملة للدفاع الجوي، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض النقاط، ويجري التحقيق في أبعاد الحادث".

هيئة الأركان الإيرانية تتوعد بالرد
وأصدرت هيئة الأركان الإيرانية بياناً مساء أمس حول العدوان الصهيوني، مؤكدة أن الغارات أدت إلى تضرر بعض الرادارات الحدودية في محافظتي إيلام وخوزستان وضواحي طهران.
وأوضح البيان أن العدو الصهيوني استخدم صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوساً حربية ضعيفة الانفجار، كما استخدم أجواء الجيش الأمريكي في العراق لشن ضرباته، مشيرا إلى أن "تل أبيب" نفذت ضرباتها من على بعد 100 كلم خارج أجوائنا.
وشدد البيان على أن إيران، إذ تحتفظ بحقها القانوني والمشروع في الرد في الوقت المناسب، تؤكد على تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في غزة ولبنان لمنع قتل الشعب المشرد والمظلوم.


صنعاء: العدوان على إيران محاولة فاشلة لإضعاف محور الجهاد والمقاومة
أدانت الحكومة اليمنية في صنعاء بشدة عدوان الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقالت الحكومة في بيان: "إننا نقف متضامنين مع الشعب والحكومة الإيرانية، اللذين تعرضا لهذا العدوان لالتزامهما الثابت بالدفاع عن حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني المضطهدين، فموقف إيران من القضية الفلسطينية معروف، ودعمها للمقاومة ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي يشكل منارة أمل لشعوب المنطقة".
واعتبر البيان عدوان الكيان الصهيوني على إيران محاولة يائسة لصرف الأنظار عن جرائمه الوحشية الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بما في ذلك احتلال أرضه ومحاصرته واعتقال آلاف الفلسطينيين في السجون الصهيونية، كما أنه محاولة فاشلة لإضعاف محور الجهاد والمقاومة الذي يعمل بلا كلل من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وكرامته وسيادته.
وأكدت صنعاء دعمها للشعب والحكومة الإيرانية في حقهما في الدفاع عن النفس ضد العدو الصهيوني داعية الأمة العربية والإسلامية إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا العدوان الذي لا يستهدف إيران فحسب، بل يستهدف المنطقة بأسرها وشعوبها.
وفي السياق اعتبر المكتب السياسي لأنصار الله العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمس، امتدادا للعربدة الصهيونية بحق شعوب المنطقة والسلم والأمن الدوليين.
وأدان سياسي أنصار الله في بيان له العدوان الصهيوني الصارخ على سيادة إيران.. موضحا أن هذا الاعتداء غير منفصل عن الانتهاكات المتوالية للقوانين الدولية التي لا يتوقف هذا الكيان المارق عن تجاوزها والاستهتار بمختلف عناوينها بدعم وتشجيع من أمريكا وقوى الهيمنة الغربية.
وأشار البيان إلى أن استهداف إيران، يأتي على خلفية موقف طهران الرسمي والشعبي الثابت والمبدئي تجاه القضية الفلسطينية، وموقفها الرافض لحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، والمساند لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتقرير المصير.
وأكد على التضامن المطلق مع الحكومة الإيرانية، وحقها المشروع في الرد على الاعتداءات الصهيونية المتوالية التي تهدف إلى فصل جبهات الجهاد والمقاومة عن بعضها، حتى يتمكن العدو من الاستفراد بكل جبهة على حدة، وهذا هو المستحيل بعينه.
وثمن بيان المكتب السياسي لأنصار الله شجاعة إيران شعبا وقائدا في إدارة هذه المواجهة المصيرية، مضيفا: "نحن على ثقة في أن مثل هذه الهجمات لن تكسر إرادة المقاومة ولن تحول دون المضي على خط القادة الشهداء، الذين امتزجت دماؤهم في سبيل فلسطين وعلى طريق تحرير مقدساتها".


إدانات عربية ودولية للعدوان على طهران:انتهاك لسيادتها ومخالفة للقوانين الدولية
أعربت العديد من الدول العربية والغربية عن إدانتها للعدوان الصهيوني على مراكز عسكرية في محافظات طهران وخوزستان وإيلام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
على المستوى العربي والإسلامي أصدرت العديد من الدول بيانات إدانة، من أبرزها "لبنان، العراق، سورية، السعودية، الأردن، اليمن، الإمارات، قطر، الكويت، مصر، سلطنة عمان، الجزائر، البحرين، ماليزيا، باكستان، تركيا، وإندونيسيا"، كما صدرت بيانات إدانة عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وأمين عام المؤتمر القومي العربي، وكذلك رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي.
وشددت البيانات في مجملها على أن هذه الهجمات الصهيونية "تشكل انتهاكًا لسيادة إيران وتهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وفي ردود الفعل الدولية، أدانت فنزويلا واليابان وسويسرا، العدوان الصهيوني على إيران، فيما أعربت روسيا عن قلقها إزاء تصاعد التوتر في المنطقة، فيما نفت الولايات المتحدة صلتها بالهجوم على إيران، مشددة على ضرورة أن يكون هذا "نهاية تبادل إطلاق النار المباشر".


الفصائل الفلسطينية: فشل عدوان الاحتلال يؤسس لمرحلة انتهاء الهيمنة
أدانت فصائل المقاومة الفلسطينية، الاعتداء "الإسرائيلي" على الجمهورية الإسلامية في إيران.
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بأشدّ العبارات العدوان الصهيوني الذي استهدف إيران، مؤكدةً أنّ "العدوان الإسرائيلي يعدّ انتهاكاً صارخاً للسيادة الإيرانية وتصعيداً يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها".
وأشادت حماس بجاهزية إيران ودفاعاتها الجوية وتصدّيها للهجوم الإسرائيلي والذي نجح في إبطال فاعليته.
من جانبها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة، العدوان الإسرائيلي على إيران أنه "اعتداء صارخ على شعوب أمتنا ومنطقتنا وتهديد خطير لأمنها".
وأشارت إلى أنّ العدوان على الأراضي الإيرانية هو محاولة فاشلة لكسر قوى المقاومة في المنطقة والتي سيزيدها هذا العدوان صلابة.
بدورها عبرت لجان المقاومة في فلسطين عن تضامنها الكامل مع إيران في وجه العدوان "الصهيوأميركي".
وباركت اللجان في بيانٍ لها لـ"الدفاعات الجوية الإيرانية نجاحها الباهر في التصدّي للطائرات والصواريخ الإسرائيلية وحماية المقدّرات الإيرانية وإفشال أهداف ومخططات العدو".
من ناحيتها، عدّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، العدوان الإسرائيلي على إيران أنّه "جريمة جديدة وجزء من سياق العدوان الاستعماري الشامل على شعوب المنطقة".
وقالت الجبهة في بيانٍ لها: "نتضامن مع إيران وشعبها وقيادتها وندعم حقّها الكامل في الدفاع عن النفس وفي معاقبة الكيان الإسرائيلي".
حركة المجاهدين الفلسطينية هي الأخرى أكدت أنّ العدوان المدعوم أميركياً في ظل مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة والعدوان على لبنان هو انتهاك خطير للسيادة الإيرانية، وجزء من الحرب المفتوحة على أمتنا بكلّ مكوّناتها ومقدّراتها.
واستنكرت حركة فتح الانتفاضة في فلسطين المحتلة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف عدداً من المواقع في إيران من دون تحقيق أي خسائر جدّية ولم يتعدَ أكثر من كونه تضخيماً إعلامياً لحكومة الاحتلال.