تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
أكد القائد السابق للأسطول الخامس الأمريكي، وقائد القوات البحرية المشتركة المكونة من 32 دولة في الشرق الأوسط، سابقاً، نائب الأدميرال كيفن دونيجان، أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت الآن أقوى وأفضل مما كانت عليه قبل «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، وأن صنعاء «تنتصر» بالرغم من مئات الضربات الجوية الأمريكية والبريطانية على الأراضي اليمنية، منذ دخول اليمن معركة الإسناد للشعب الفلسطيني، قبل نحو عام.
جاء هذا الاعتراف ضمن تقرير تحليلي لمعهد الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن حول استراتيجية الولايات المتحدة التي بإمكان الأخيرة تقديمها مع تصاعد محور المقاومة، والدروس التي تعلمتها واشنطن على مدى العام الماضي.
وفي التقرير الذي نشرته، أيضاً، «شبكة الأمن القومي -سيفر بريف- The Cipher Brief» الأمريكية، قال نائب الأدميرال كيفن دونيجان إن من وصفهم بـ«الحوثيين في اليمن» لم ينجوا، فقط، من الضربات الجوية التي شنتها قوات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على اليمن طوال تسعة أشهر ماضية، بل «إنهم يزدهرون ويصبحون أقوى».
وأوضح أن القوات المسلحة اليمنية، نجحت، أيضاً في «امتصاص الضربات الانتقامية التي شنتها إسرائيل على مرحلتين».
وأضاف: «وهذا ليس تقييما تعسفيا؛ بل إنه يتأكد من خلال مجموعة من المقاييس التي تُظهر أن الحوثيين أصبحوا أقوى ويمارسون نفوذا أكبر الآن مقارنة بما كانوا عليه قبل أن يبدأوا في شن هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي».. لافتاً إلى أن «هذا أمر لا يصدق نظرا إلى أن نجاح الحوثيين في إغلاق شحنات الطاقة والبضائع التجارية عبر البحر الأحمر، أدى إلى تحطيم مصلحة أساسية للولايات المتحدة تتمثل في الحفاظ على حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة، والتي استند إليها الرؤساء الأميركيون المتعاقبون جزئيا في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط».
وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أعلنت أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، دخول الحرب رسمياً ضد العدو الصهيوني، انتصاراً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وحصار في قطاع غزة.
واعتمدت جبهة الإسناد اليمنية، استراتيجية عسكرية تصاعدية مرنة، تماهياً مع التطورات الميدانية في غزة، فبدأت عملياتها العسكرية بضربات صاروخية وبالطائرات المسيرة على أهداف صهيونية في مدينة «أم الرشراش» المحتلة جنوبي فلسطين، تلى ذلك إغلاق البحرين الأحمر والعربي في وجه الملاحة الصهيونية، ثم استهداف جميع السفن المرتبطة بكيان الاحتلال أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، والسفن التجارية والحربية الأمريكية والبريطانية، بعد اعتداء واشنطن ولندن على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.

قدرات متصاعدة
القائد السابق للأسطول الخامس الأمريكي نائب الأدميرال كيفن دونيجان، قال في رأيه لمعهد الشرق الأوسط، الذي نشر بعنوان «الحوثيون ينتصرون»، إن صنعاء استوعبت 
ما وصفها بـ«الهجمات الدقيقة القوية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة» على أهداف زعم العدوان الأمريكي البريطاني أنها «منصات إطلاق الأسلحة ومناطق تخزين الأسلحة وأنظمة الاستهداف ومراكز القيادة والسيطرة وميناء الحديدة الرئيسي».. مشيراً إلى أن «القوات المسلحة اليمنية وخلال هذه الفترة، لم توقف هجماتها، بل عملت بدلاً من ذلك على توسيع نطاق الهجمات وفعاليتها».
وأفاد دونيجان، بأن صنعاء هي العضو الوحيد في محور المقاومة الذي هاجم « تل أبيب» بشكل مباشر بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار منذ بداية الحرب على غزة، واخترقت أنظمة الدفاع «الإسرائيلية».
وأضاف: «لقد أسقطوا العديد من الطائرات بدون طيار الأمريكية من طراز ريبر إم كيو 9، ولم يتراجعوا رغم  مطالبة  مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف هجماتهم على السفن».
نائب الأدميرال كيفن دونيجان، الذي شغل منصب قائد القيادة المركزية للقوات البحرية المشتركة، ومدير العمليات في القيادة المركزية الأمريكية، وقائد مجموعة حاملة الطائرات الهجومية المتمركزة في اليابان، أكد أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في «تثبيت القوات الأميركية في البحر الأحمر عندما كانت هناك حاجة إلى تلك القوات للتعامل مع النقاط الساخنة والصراعات الناشئة في أماكن أخرى، وقد اكتسبوا مكانة بارزة بين محور المقاومة وهم الآن يقدمون المشورة للمقاومة في العراق».
وقال: «لقد زادوا من قدرتهم على تصنيع الأسلحة في اليمن» مشدداً على أنه «في المستقبل، لا تستطيع البحرية الأميركية أن تستمر في تعريض بحارتها للخطر في الممر المائي الضيق للبحر الأحمر ومضيق باب المندب، في حين لا يتبقى أمامها سوى ثوانٍ للدفاع عن نفسها ضد وابل الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة من اليمن»، في إشارة إلى العمليات النوعية الذي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، واستهدفت من خلالها حاملة الطائرات الأمريكية «آيزنهاور» والمدمرة «يو إس إس غرافلي»، اللتين اعترفت البحرية الأمريكية بأن الصواريخ الباليستية كادت تغرقهما بعد نجاح الصواريخ في الوصول إلى مسافة قريبة جداً منهما.