تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
اعترفت البحرية الأمريكية، أمس، بمصرع اثنتين من طياريها كانتا على متن حاملة الطائرات «يو إس إس آيزنهاور» التي عادت مؤخراً من البحر الأحمر، بعد فترة اشتباك مع القوات المسلحة اليمنية، وصفتها بحرية واشنطن بأنها «الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية».
وقالت البحرية الأمريكية في بيان إن طيارتين اثنتين لقيتا مصرعهما في حادث تحطم وصفته بالـ«عرضي» خلال مهمة تدريبية بالقرب من جبل رينييه في واشنطن. مضيفة أن الطيارتين اللّتين قتلتا كانتا على متن حاملة الطائرات «آيزنهاور» في البحر الأحمر وشاركتا في «مهام عسكرية» خلال فترة المواجهات مع القوات المسلحة اليمنية التي امتدت لنحو تسعة أشهر، تعرضت فيها حاملة الطائرات لهجمات مباشرة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، أن الطيارتين القتيلتين هما الملازم أول ليندسي ب. إيفانز، 31 عامًا، والملازم أول سيرينا ن. ويلمان، 31 عامًا، زاعمة أنهما لقيتا مصرعهما بعد تحطم طائرتهما المقاتلة من طراز EA-18G Growler الثلاثاء الماضي. ولايزال سبب الحادث قيد التحقيق.
وأوضحت أن «الطيارتين قد عادتا للتو من الشرق الأوسط، حيث تم نشرهما على متن حاملة الطائرات الأمريكية دوايت دي آيزنهاور كجزء من سرب الهجوم الإلكتروني (VAQ) 130، للعمل ضد الحوثيين في البحر الأحمر».
ووفقاً للشبكة الأمريكية فقد شاركت ويلمان في المهام القتالية بالبحر الأحمر، فيما شاركت إيفانز في مجموعة واسعة من الضربات على اليمن خلال فترات متفرقة منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.
تدريب لمحترفين
الرئيس الأمريكي بايدن بدوره نعى الطيارتين القتيلتين، قائلاً بأنهما «كانتا من بين الأفضل»، وأضاف: «قد عادتا للتو من الانتشار في البحر الأحمر».
خروج بايدن لنعي طيارتين لقيتا مصرعهما في حادث زُعم بأنه «عرضي» عزز من شكوك محللين عسكريين بأن الطيارتين قُتلتا في اشتباك مع القوات المسلحة اليمنية، خصوصاً مع حديث بايدن صراحة بأنهما «عادتا للتو من الانتشار في البحر الأحمر»، في إشارة غير مباشرة إلى أن مقتلهما تم في البحر الأحمر، وتحاول إدارة بايدن إخفاء الحادثة، تجنباً لإثارة المجتمع الأمريكي، في وقت تجري السباقات بين مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري على منصب رئيس الولايات المتحدة.
واستغرب محللون عسكريون من مزاعم البحرية الأمريكية التي تفيد بأن الطيارتين قُتلتا في عملية تدريب بواشنطن، بينما البيان ذاته الصادر عن البحرية الأمريكية، متخم بعبارات الإشادة والتبجيل لقدرات الطيارتين ومهارتهما العسكرية العالية في مجالهما، ما يؤكد أن سردية الموت عرضياً، ليست سوى تضليل للرأي العام الأمريكي.
ويأتي إعلان مقتل الطيارتين الأمريكيتين، بعد أيام من اعتراف مركز مكافحة الإرهاب في الأكاديمية العسكرية بالولايات المتحدة، بأن حاملة الطائرات «آيزنهاور» تعرضت لهجوم في البحر الأحمر بصواريخ باليستية أطلقتها القوات المسلحة اليمنية، وكاد ذلك أن يتسبب بغرقها.. مشيرة إلى أن الصواريخ سقطت على بعد أمتار من حاملة الطائرات دون أن تتمكن الدفاعات البحرية الأمريكية من التصدي لها.
وجاء هذا الاعتراف ليحقق خرقا في جدار الإنكار الذي أقامته الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية في 31 أيار/ مايو الماضي تنفيذها هجوما ناجحا على حاملة الطائرات الأمريكية تمكنت خلاله من إصابة السفينة بدقة، قبل أن تستهدف السفينة بهجومين آخرين في حزيران/يونيو، اضطرت آزينهاور بعدهما إلى مغادرة البحر الأحمر، بينما باتت البحرية الأمريكية تعتبره منطقة خطرة على حاملات الطائرات.
حوادث غير قتالية
وليست المرة الأولى التي تعلن فيها البحرية الأمريكية مصرع جنود من طاقمها في البحر الأحمر، خلال فترة الاشتباك مع القوات المسلحة اليمنية، مرجعة أسباب ذلك النفوق إلى حوادث غير قتالية.
ففي آذار/ مارس 2024م، أعلنت البحرية الأمريكية عن مقتل أحد جنودها في البحر الأحمر، وزعمت أن الجندي الذي يعمل على متن المدمرة «يو إس إس ماسون» قتل في حادث غير قتالي، متمثلاً بسقوطه من على سطح المدمرة إلى الماء ووفاته على الفور.
وقبل ذلك في كانون الثاني/ يناير، أعلنت البحرية الأمريكية أن اثنين من قواتها فقدا في البحر الأحمر أثناء مطاردتهما لزورق اشتبهت البحرية الأمريكية بأنه يحمل أسلحة لمن وصفتهم بـ«الحوثيين»، حد زعمها.
وقالت واشنطن في بداية الأمر إن الجنديين المفقودين لا يعرف مصيرهما وأنه يجري البحث عنهما ثم لاحقاً أقرت أن الجنديين قتلا أثناء اشتباك البحرية الأمريكية مع المسلحين على متن القارب، وسقطا في المياه ولم يُعثر عليهما.
ويرى مراقبون بأن التصريحات الأمريكية بقتل جنودها في البحرية المشاركين في العمليات العسكرية ضد اليمن وادعاء أن الجنود يموتون بحوادث غير قتالية، تكشف مخاوف القيادة الأمريكية من التصريح علنا بأن الجنود يقتلون في البحر الأحمر بسبب الهجمات اليمنية التي وصفها قادة المدمرات الأمريكية أكثر من مرة بأنها هجمات مميتة.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، تخوض اليمن حرباً مع الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبريطانيا، دعماً وإسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية في قطاع غزة على مدى عام كامل.