تقريـر- عادل بشر / لا ميديا -
أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 22 مليار دولار على عملياتها العسكرية في المنطقة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لاسيما في المواجهة المباشرة للبحرية الأمريكية مع القوات المسلحة اليمنية، في البحر الأحمر.
وأعلن اليمن، أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، الالتحام بملحمة "طوفان الأقصى" الفلسطينية، وخوض الحرب ضد العدو الصهيوني، إسناداً للشعب الفلسطيني ومقاومته، بتنفيذ ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على مواقع للعدو في الأراضي المحتلة، بخلاف حظر الملاحة الصهيونية، ما دفع واشنطن إلى تشكيل تحالفات دولية والدفع بالأساطيل وحاملات الطائرات إلى البحر الأحمر، في إطار مساندة الإدارة الأمريكية للكيان الغاصب.
حجم الإنفاق الأمريكي الضخم على العمليات العسكرية في المنطقة، خلال العام الماضي، كشفه بحث صادر حديثاً عن جامعة "براون" الأمريكية الشهيرة.
ووفقاً لموقع "ذا هِل" الأمريكي، فإن بحث جامعة "براون" حول تكاليف الحرب، وجد أن الولايات المتحدة "أنفقت ما لا يقل عن 22.76 مليار دولار على العمليات العسكرية الداعمة لإسرائيل، بما في ذلك محاربة الحوثيين في البحر الأحمر، وكذلك توفير الأسلحة لإسرائيل".
وتُظهر البيانات، التي أوردها البحث، أن هذه التكاليف تغطي الفترة الماضية حتى 30 أيلول/ سبتمبر المنصرم، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قدمت ما لا يقل عن 17.9 مليار دولار لدعم الحرب الصهيونية على غزة ولبنان وفي الضفة الغربية.
ونقل موقع "ذا هِل" عن باحثين القول بأن المبلغ الذي قدمته الولايات المتحدة لكيان الاحتلال، في العام الماضي، هو الأعلى منذ بدء المساعدات الأميركية المباشرة له في عام 1959.
وأفاد بأن من بين الأسلحة والذخيرة التي قدمتها الإدارة الأمريكية للاحتلال "قذائف مدفعية وذخائر للدفاع الجوي وذخائر موجهة بدقة وقنابل ثقيلة، تم استخدامها بشكل مدمر في غزة، ونتج عنها مقتل عشرات الآلاف من المدنيين"، لافتاً إلى وجود شحنة من القنابل التي تزن الواحدة منها 2000 رطل، قامت إدارة بايدن بإيقافها في أيار/ مايو الماضي، لنتائجها الكارثية على المدنيين، في حال تم استخدامها في الحرب على غزة.
ومؤخراً ذكرت تقارير أمريكية أن واشنطن تتجه للإفراج عن هذه الشحنة، بناء على مطالبات متواصلة من الكيان الصهيوني بأنه في حاجة ماسة لاستخدامها لتدمير أنفاق "حماس" في غزة، و"حزب الله" في لبنان.

صواريخ باهظة
بحث جامعة "براون" الأمريكية كشف أن الولايات المتحدة أنفقت ما لا يقل عن 4.86 مليار دولار لدعم الأصول العسكرية في المنطقة والعمليات ضد من وصفهم معدو البحث بـ"الحوثيين" في اليمن.
وفي هذا الصدد ذكر موقع "ذا هِل"، في تقرير مختصر من ملخص البحث، أن القوات الأمريكية والمتحالفة معها نفذت ضربات متكررة في الأراضي اليمنية، بهدف "تدمير أو تقليص الأصول العسكرية اليمنية"، كما دخلت في مواجهات مع الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، التي تستهدف السفن المحددة في بنك أهداف صنعاء أو تلك المتجهة إلى العمق الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وأوضح أن البحرية الأمريكية أطلقت صواريخ باهظة الثمن قد تصل تكلفة الواحد منها إلى 4 ملايين دولار، لإسقاط طائرات "حوثية" مسيّرة رخيصة الثمن.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة نشرت نحو 43 ألف جندي في الشرق الأوسط، وعززت تواجدها في المنطقة، منذ "طوفان الأقصى" وبدء الحرب الصهيونية الإجرامية على قطاع غزة، وتشمل الأصول العسكرية الاستراتيجية المرسلة إلى المنطقة مجموعة حاملتي الطائرات "يو إس إس لينكولن" و"يو إس إس آيزنهاور" وسفن الهجوم البرمائية، وغواصة صواريخ موجهة، وغيرها من المعدات العسكرية والأسلحة، للدفاع عن "إسرائيل".
وبحسب موقع "ذا هِل" فإن البحث الصادر عن جامعة "براون" الأمريكية يُعتبر "تقديراً متحفظاً، ومن المرجح أنه لم يأخذ في الاعتبار التكلفة الكاملة للعمليات"، موضحاً أن الأرقام أعلاه "لا تأخذ في الاعتبار مبيعات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار والتي تم الإعلان عنها في آب/ أغسطس الماضي".

تحدٍّ غير متوقع
وبالتوازي مع موقع "ذا هِل" تناولت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية بحث جامعة "براون" حول حجم إنفاق واشنطن على العمليات العسكرية في البحر الأحمر والمنطقة، خلال العام الماضي.
وأوردت "بيزنس إنسايدر" الأرقام ذاتها الواردة في البحث، مؤكدة أن "القوات المسلحة اليمنية تنفذ عمليات عسكرية متواصلة ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها، في البحر الأحمر وخليج عدن، باستخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار رخيصة الثمن. ورداً على ذلك، تحاول القوات البحرية الأمريكية إسقاط هذه التهديدات بشكل روتيني وتنفيذ ضربات ضد قوات صنعاء باستخدام ذخائر تبلغ قيمتها في كثير من الأحيان ملايين الدولارات".
ووصفت الصحيفة الأمريكية القتال مع القوات المسلحة اليمنية بأنه "تحدٍّ معقد بشكل غير متوقع، ومكلف بشكل غير متكافئ".
ويأتي بحث جامعة "براون" الأمريكية تزامناً مع دراسة بحثية تفصيلية أصدرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حول "الحرب اليمنية ضد إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والشحن العالمي خلال عام"، بحسب توصيف معدي الدراسة.
وأكدت الدراسة أن القوات المسلحة اليمنية قدمت أداءً عسكرياً قوياً، خلال عملياتها المساندة للشعب الفلسطيني، سواء العمليات البحرية التي تستهدف السفن الصهيونية والمرتبطة بكيان الاحتلال والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، إضافة إلى السفن الأمريكية والبريطانية الحربية والتجارية، أو الهجمات بعيدة المدى على أهداف عسكرية صهيونية في عمق الأراضي المحتلة.
كما أكدت الدراسة أن "صنعاء أصبحت الآن أقوى وأكثر كفاءة مما كانت عليه في بداية الحرب"، وأن "اليمنيين سيواصلون هجماتهم طالما استمرت الحرب في غزة ولبنان، وكما كانوا أول من استهدف المدن الإسرائيلية الكبرى، بالصواريخ والطائرات المسيّرة، فإنهم سيكونون آخر من سيتوقف عن القتال، من بين قوى محور المقاومة".
ومؤخراً ذكرت تقارير أمريكية أن البنتاغون تعتزم تخصيص مبلغ مليار و200 مليون دولار لصيانة السفن الحربية وحاملات الطائرات التي خاضت المواجهات في البحر الأحمر طوال العام الماضي، إضافة إلى تعويض ذخائر معينة استهلكتها في الاشتباكات مع الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية.