تقـرير- عادل بشر / لا ميديا -
دخلت ملحمة "طوفان الأقصى" التاريخية عامها الثاني مخلدة في الذاكرة مشاهد بطولية لا تُنسى، مسطرة أنبل السرديات عن مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، ووحدة جبهات المقاومة من اليمن إلى لبنان والعراق، وموثقة سجلاً من العار والإذلال للكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا وبريطانيا ودول غربية وأخرى عربية.
وأحيت فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس، ذكرى مرور عام على ملحمة التي سطرها أبطال غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعمليات عسكرية نوعية داخل قطاع غزة، وضربات صاروخية طالت العمق الصهيوني في "تل أبيب"، فيما وجهت قيادات الفصائل خطابات وبيانات، حول السابع من تشرين الأول/ أكتوبر المجيد، مؤكدة أنه كان محطة تاريخية في المشروع النضالي الفلسطيني، ولحظة مفصلية لوحدة الساحات الحرة المقاومة، من بينها الجبهة اليمنية التي انخرطت في المعركة عسكرياً وشعبياً وإعلامياً، ضد الكيان الصهيوني وداعميه.

تضحيات جسام
في هذا الصدد، قالت حركة حماس، في بيان صادر عنها: "نثمّن ونقدّر عالياً جهاد وتضحيات إخواننا في حزب الله والمقاومة الإسلامية والجماعة الإسلامية في لبنان، وأنصار الله في اليمن، والمقاومة الإسلامية في العراق، من إسنادٍ وتضحيات جسام ومشاركة ودعم لشعبنا ومقاومته في طوفان الأقصى"، داعية قوى الأمَّة والأحرار فيها إلى الانخراط في هذه المعركة البطولية، لنيل شرف الدّفاع عن القدس والأقصى المبارك.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية لحركة حماس، خليل الحية، في خطاب متلفز: "نتوجه بالتحية إلى إخواننا في اليمن الثائر المقاتل، حيث شكلت ضرباتُ أنصار الله نقلةً حقيقيةً في طبيعة المعركة، فضلاً عن المَسيراتِ والمليونيات، التي ربما كانت الأضخمَ في التضامن مع شعبنا، وكانت أقوالهم أفعالاً وصواريخَ ومُسيّراتٍ تقطع آلاف الأميال، لتضرب في قلبِ مركزِ العدوِ ومدنِهِ وتجمعاتِه".
أما الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" فقد بارك، في كلمة مصورة له، جبهة اليمن ودورها الكبير في إسناد المقاومة والشعب الفلسطيني.
وقال أبو عبيدة: "نبارك جهود جبهة اليمن المباركة التي يخوضها إخوان الصدق بقيادة أنصار الله، ونثمن الحراك الشعبي المليوني لأهلنا الأحرار في اليمن المعطاء، والهتافات الصادقة، ونداءات أهل اليمن لله وللأقصى ترفع الرؤوس وتشهد لها الهمم".
وأوضح أن "العمليات التي تجري اليوم في الإقليم، ومشاركة جبهات اليمن ولبنان بشكل خاص، هي مواقف مشرفة ومقدرة من شعبنا وضميره".
وأشار إلى أن الجبهات المشتعلة في محيط فلسطين "تقاتل إلى جانب الشعب الفلسطيني وتسانده وتقطع أمل العدو بالبقاء مستقراً، جبهات تقاتل العدو مباشرة اليوم، وتلتحم معه وتكبده خسائر كبيرة وتسدد له الضربات المؤلمة من لبنان العظيم الشامخ، ومن اليمن الحر المقاتل، ومن عراق الحضارة والمجد".
وأضاف أبو عبيدة: "تحلق مسيّرات لبنان واليمن والعراق وصواريخها في سماء فلسطين المحتلة وتضرب مواقع وأهداف مهمة للعدو، فتستنزف قدراته الأمنية والدفاعية وتربك توازنه، وتكبده خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة، كما تفرض عليه تهجيراً وتغلق عليه المنافذ البحرية بشكل شبه كامل".

دور مميز
أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، وفي كلمة له بذكرى مرور عام على "طوفان الأقصى"، وجّه التحية إلى  أنصار الله في اليمن وفي مقدمتهم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قائلاً: "نُوجّهُ التحيةَ لإخوانِنا في اليمنِ ودورِهم المميزِ في إسنادِهم للشعبِ الفلسطينيِّ ومقاومته، وفي مقدمتِهم السيدُ العزيزُ والقائدُ الكبيرُ الأخ عبدالملك الحوثي، وشعبُ اليمنِ العظيمُ الذي لم يتردد في إسنادِ المقاومةِ بفرضِ حصارٍ على العدوِّ كان لهُ أثرٌ كبيرٌ ومهمٌ في معركتِنا المقدسة".
كما وجّه التحية للشهداء "جميعاً على كلِّ جبهاتِ القتالِ، في لبنانَ واليمنِ والعراقِ وغزة"، مؤكداً أن وحدةَ قوى المقاومةِ في المنطقةِ هي ضرورةٌ وواجبٌ للانتصار.
وفي الذكرى الـ37 لانطلاقتها والذكرى الأولى لـ"طوفان الأقصى" أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بياناً وجهت فيه التحية إلى اليمن قيادة وشعباً، الذين ساندوا صمود الشعب الفلسطيني ولم يتخلوا عن دعم المقاومة الفلسطينية.

وحدة الدم والمصير
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هي الأخرى، أصدرت بياناً، أكدت فيه أن وحدة الساحات تجلت بين فصائل محور المقاومة، من فلسطين ولبنان واليمن والعراق، بمشاركة فعالة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كما أصدرت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بياناً توجهت فيه بالتحية لجبهات المقاومة في "لبنان واليمن والعراق"، وأكدت فيه "وحدة الدم والمصير" بالتحام جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق مع المقاومة الفلسطينية، وإسنادها بالانخراط المباشر في المعركة مقدمة الشهداء والتضحيات على طريق القدس، إضافة إلى استهداف قوات الاحتلال وقواعده العسكرية وتكبيده خسائر كبيرة.
وأوضح البيان أن ذلك يؤكد أن "فلسطين ليست وحدها، وأن المعركة التي انطلقت شرارتها من غزة ستغير وجه المنطقة وستمهد لتحرير فلسطين وكسر الاحتلال".

عملية تاريخية
وكان العالم قد استيقظ في أوّل ساعات صباح السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على وقع عملية تاريخية في فلسطين المحتلة مازالت تداعياتها في أوجها إلى يومنا هذا؛ عملية عسكرية نوعية مُمتدة شنَّتها فصائلُ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حملت اسم طوفان الأقصى".
واختارت المقاومة الفلسطينية هذا الاسم دلالة الرد على انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
وهكذا عصفت عملية "طوفان الأقصى" بالكيان الصهيوني مسجلة أكبر هجوم على هذا الكيان منذ عقود وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا واقتحام أبطال المقاومة عدة مستوطنات في غلاف غزة.
وبعد أن استفاق الكيان الصهيوني من الصدمة التي ألحقتها به عملية "طوفان الأقصى"، جن جنونه واستشرس بكل ما أوتي من استبداد مطلقا عملية عسكرية ضد قطاع غزة، لم يحقق من خلالها، وعلى مدى عام كامل، شيئاً غير المجازر والإبادة الجماعية بحق المدنيين وتدمير شامل للبنية التحتية في القطاع.