تقرير / لا ميديا -
يواصل مجاهدو حزب الله تصعيد ملحمة النضال في مواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني على لبنان وفلسطين، مكبدين العدو الصهيوني خسائر كبيرة ومبشرينه بحرب استنزاف بلا نهاية.
وبرغم الهجمة الصهيونية الهائلة على حزب الله ولبنان إلا أن المقاومة متماسكة وتنفذ عملياتها ضد العدو الصهيوني دفاعا وهجوما دون ضعف.
وأعلن حزب الله، أمس، استهداف قوات صهيونية حاولت التوغل قرب عدة بلدات متاخمة للحدود وتحقيق إصابات مباشرة فيها، فيما دفع الاحتلال بفرقة ثالثة له باتجاه جنوب لبنان هي الفرقة 91 التي تضم 3 ألوية في ما قال إنه من أجل القيام بـ»عمليات برية مركزة ومحددة» في جنوب لبنان.
كما أطلق حزب الله رشقات صاروخية على بلدات حدودية وأخرى في الشمال وتحشدات ومواقع عسكرية للاحتلال، إذ دوت صافرات الإنذار بشكل دوري في مناطق بالجليل الأعلى والجليل الغربي جراء رشقات صاروخية ومسيرات مفخخة أطلقت من الأراضي اللبنانية.
ونفذ حزب الله خلال 12 ساعة 12 عملية نوعية وكبيرة، منها قاعدة نيمرا (إحدى القواعد الرئيسية في المنطقة الشمالية) غرب طبريا بصلية صاروخية، ومن ضمنها أيضا قصف مجموعة من الكريات شمال مدينة حيفا المحتلة.
في سياق متصل، قال ضابط ميداني في حزب الله لقناة «الميادين» إن مجاهدي الحزب أبلغوا أمس الأول، عن رصدهم تحركاً غير اعتيادي لقوات العدو الصهيوني خلف موقع عسكري لقوات اليونيفل الدولية في خراج بلدة مارون الراس الحدودية في جنوب لبنان.
وأضاف أن غرفة عمليات المقاومة الإسلامية طلبت من المجاهدين التريث وعدم التعامل مع التحرك، حفاظًا على حياة جنود القوات الدولية.
وتابع: «يحاول العدو الصهيوني يتخذ من قوات اليونيفل الدولية دروعاً بشرية للتغطية على فشله في التقدم باتجاه القرية، خصوصاً بعد محاولاته الفاشلة والمتكررة في أكثر من محور للتقدم باتجاه مارون الراس وخسارته العشرات من جنوده بين قتيل وجريح».
في سياق الفشل الصهيوني، أقر المتحدث باسم قوات الاحتلال مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك البرية في جنوب لبنان.

العدو يوسع عدوانه
دخل العدوان الصهيوني على لبنان يومه الخامس عشر، حيث واصل الاحتلال هجماته الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت ومدن وبلدات الجنوب اللبناني.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، أن حصيلة العدوان على البلاد بلغت 2,083 شهيدا و9,869 مصابا، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
كما ذكر بيان صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع للوزارة أن «غارات العدو الصهيوني أمس (الأحد) على بلدات وقرى محافظات جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان، أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 22 شخصا وإصابة 110 بجروح».
وفي جنوب لبنان شنت الاحتلال سلسلة غارات استهدف أكثر من 30 بلدة وقرية في قضاء صور، في غضون نصف ساعة وفق وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية.
وفي مقدمات لارتكاب جرائم وحشية وجرائم إبادة في لبنان كما حصل في قطاع غزة أعلن الاحتلال توسيع «المنطقة العسكرية المغلقة»، عند الحدود مع لبنان، وأعلن تصنيف عدة بلدات في الجليل الغربي كـ»منطقة عسكرية مغلقة»؛ وهذه البلدات هي بلدات رأس الناقورة وشلومي وحنيتا وأدميت وعراب العراشمة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها إعلان هذه البلدات منطقة مغلقة منذ إعلان بدء العمليات العدوان على لبنان، الأسبوع الماضي.
وشدد الاحتلال، في بيان صدر عنه، على أن «الدخول إلى هذه المنطقة ممنوع منعا باتا».
في السياق، أصدر الاحتلال تحذيراً عاجلاً للمستجمين والمتواجدين على شاطئ البحر، بمن في ذلك الصيادون وأي مستخدمي قوارب في جنوب لبنان، مهددا بأنه يعتزم مهاجمة المنطقة البحرية «في الوقت القريب».
وهدد الاحتلال بأن التواجد في البحر أو على الشاطئ من خط نهر الأولي جنوباً يمثل خطراً على حياة الأفراد، مشددا على ضرورة «الامتناع عن التواجد في هذه المناطق حتى إشعار آخر».

حزب الله وطوفان الأقصى
وأصدر حزب الله بياناً في ذكرى «طوفان الأقصى» أكد فيه الحق الكامل للشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكافة الأساليب لاستعادة حقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال.
وقال البيان: «يصادف اليوم مرور عام كامل على عملية طوفان الأقصى البطولية، والتي تجلّت فيها إرادة المقاومة الفلسطينية في ‏مواجهة العدوان والظلم والاحتلال الذي لحق بهذا الشعب المظلوم منذ العام 1948، وما تلاه من حروب ومآسٍ ودمار».
وتابع حزب الله: «سيكون لهذه العملية آثار تاريخية ونتائج استراتيجية على مجمل الأوضاع في المنطقة إلى أن يتحقق العدل بزوال ‏الاحتلال، وينال الشعب الفلسطيني حقّه المشروع في أرضه الحرة الكاملة من البحر إلى النهر». 
كما شدد حزب الله على أن «لا مكان للكيان الصهيوني المؤقت في منطقتنا وفي نسيجنا الاجتماعي والثقافي والإنساني»، وأنه كان وسيبقى غدة ‏سرطانية عدوانية قاتلة لا بد من إزالتها وإن طال الزمن.‏
واعتبر أن الولايات المتحدة ومن معها من حلفائها وأدواتها في العالم وفي المنطقة هم شركاء هذا الاحتلال في ‏عدوانه وفي جرائمه ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني وضد شعوب المنطقة وتتحمّل المسؤولية الكاملة عن القتل ‏والإجرام والظلم والمآسي الإنسانية المفجعة.
‏وجدد حزب الله تأكيد أن قراره فتح جبهة الإسناد في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة هو قرار إلى ‏جانب الحق والعدل والإنسانية التامة وفي الوقت نفسه هو قرار بالدفاع عن لبنان وشعبه دفعت فيه المقاومة وشعبها أثماناً ‏باهظة ومكلفة في بنيتها القيادية وفي بنيتها العسكرية والمادية، ونزوحاً قسرياً لمئات آلاف المدنيين الأمنيين، ودماراً ‏ثقيلاً في الأملاك والمباني الخاصة».
وختم حزب الله البيان بالقول: «واثقون إن شاء الله ‏بقدرة مقاومتنا على صد العدوان، وبشعبنا العظيم والمقاوم على الصبر والصمود والتحمّل حتى زوال هذه الغمة، وإننا ‏نرى اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة، فقد ولى زمن الهزائم وجاء نصر الله».‏

المقاومة العراقية تؤكد أهمية تفعيل العمليات المشتركة
من جانبه قال أمين عام كتائب حزب الله في العراق، أبو حسين الحميداوي، إن على المقاومة الإسلامية الاستعداد لاحتمال توسع الحرب مع العدو الصهيوني وحلفائه.
وأضاف: «يجب تفعيل العمليات المشتركة مع اليمن، لفتح جبهات جديدة واستنزاف العدو».
وتابع: «نقول للصهاينة: لا مكان لكم على هذه الأرض، وسنشد الرحال إلى الأقصى».
وأكد أن «الشعب العراقي عاد لممارسة دوره التاريخي الذي غيب عنه لعقود خلت، وأصبح اليوم رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في المعادلات الإقليمية والدولية».