تقرير- عادل عبده بشر / لا ميديا -
أكد مركز أبحاث أمريكي في تقرير حديث له، أن العمليات البحرية اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني، ليست قرصنة كما يحاول البعض توصيفها، كما أنها لا تهدف إلى تحقيق مكسب مادي، وإنما للفت الأنظار إلى الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وذكر المجلس الأطلسي الأمريكي للأبحاث الدولية ومقره واشنطن، في تقريره، أنه ومنذ دخول اليمن الحرب ضد الكيان الصهيوني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إسناداً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، شنت القوات المسلحة اليمنية عشرات الهجمات على السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني «وعلى الرغم من تدخلات البحرية الأميركية، والبحرية الملكية البريطانية، وبحرية الاتحاد الأوروبي، وغيرها من البحريات الغربية، استمرت الهجمات طوال الأشهر الثمانية الماضية وتسببت في إعادة توجيه واسعة النطاق للسفن إلى رأس الرجاء الصالح».
وأقر التقرير بأن الهجمات اليمنية تمكنت من لفت أنظار العالم لما يحدث من جرائم في قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، «كما اكتسبت الهجمات اهتماماً يتجاوز المجتمع البحري العالمي إلى عامة الناس في العالم الذين تعاطفوا مع محنة سكان غزة».
ونقل تقرير المجلس الأطلسي الأمريكي عن الأدميرال البحري المتقاعد نيلز وانج، وهو رئيس سابق للبحرية الدنماركية، القول بأن من وصفهم بالحوثيين في اليمن «يختلفون تماماً عن القراصنة وأي مهاجمين آخرين للسفن».. موضحاً أن الغرض من الهجمات اليمنية ليس القرصنة على السفن من أجل كسب المال، « وإنما لغاية أعلنوا عنها منذ البداية وتتعلق بما يحدث في فلسطين».
وأكد أن «الحكومات الغربية تجد صعوبة في صياغة استراتيجيات لردع هجمات الحوثيين».
من جهته نائب الأدميرال المتقاعد أندرو لويس، الذي تولى حتى عام 2021 قيادة الأسطول الثاني للبحرية الأميركية، وفي منصب سابق تولى قيادة مجموعة حاملة الطائرات الضاربة 12 التابعة للبحرية الأميركية، قال بأن «الحوثيين أصبحوا أكثر نشاطاً خلال السنوات الماضية، حيث استمروا في بناء قدراتهم العسكرية التي نراها الآن».
وأضاف: «في الواقع، وعلى الرغم من إطلاق عملية حارس الرخاء، تسارعت وتيرة هجمات الحوثيين»، لافتاً إلى أن «الجانب الجديد في هجمات الحوثيين لا يقتصر على أسلحتهم الحديثة نسبياً، بما في ذلك حقيقة أنهم أول جماعة تطلق صواريخ باليستية مضادة للسفن، بل أيضاً في القدرة على إلحاق الضرر بالسفن المستهدفة».
وقال نائب الأدميرال المتقاعد دنكان بوتس، الذي كان حتى عام 2018 المدير العام لتطوير القوات المشتركة في القوات المسلحة البريطانية وقاد سابقا مهمة مكافحة القرصنة في الاتحاد الأوروبي: «الفرق بين القرصنة والحوثيين هو أن القرصنة جريمة. إنها لكسب المال. ومثل أي نموذج أعمال آخر، إذا ارتفعت التكلفة والمخاطر بشكل كبير، فما عليك سوى الانتقال إلى مكان آخر. ولكن بالنسبة للحوثيين، فإن الهجمات لا تتعلق بالمال، إن أولوية الحوثيين ليست حتى إغراق السفن، وإنما جذب الانتباه العالمي لحدث ما»، في إشارة إلى الحرب الصهيونية على غزة.
وأوضح التقرير أن «الأسلحة التي يمتلكها اليمنيون حاليا تمثل تحسنا كبيرا، حيث يمتلكون مزيجاً من الصواريخ المتقدمة للغاية والطائرات بدون طيار». مشيراً إلى أن اليمنيين أثبتوا أن ضرب هدف متحرك مثل سفينة بصاروخ باليستي ليس أمرا بالغ الصعوبة كما كان يُعتقد سابقاً، وإنما سهل للغاية.
وتطرق التقرير إلى الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، موضحاً أن اليمنيين ردوا بهجوم معقد للغاية، يتألف من طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه وصواريخ كروز وباليستية مضادة للسفن.
وأضاف: «في الواقع، أثبت الحوثيون أنهم قادرون على الاستمرار في التصعيد، ووسعوا نطاق هجماتهم مستهدفين السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالإضافة إلى تلك المرتبطة بإسرائيل والمتجهة إلى موانئها». مشيراً إلى أن الضربات الأمريكية والبريطانية التي هدفت إلى «تقليص ترسانة الحوثيين» لم تستطع تحسين ما وصفه التقرير بأمن الشحن في البحر الأحمر، حيث بدا أن اليمنيين غير رادعين واستمروا في شن ضرباتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار، بشكل شبه يومي، ما أدى إلى انخفاض عدد السفن المعرضة للهجوم بشكل كبير في البحر الأحمر، وفقاً لتقرير المجلس الأطلسي الأمريكي.