تكتيكات «الحوثيين» غير المتكافئة لتحدي ترسانات الخصوم الأكثر تطوراً
- تم النشر بواسطة اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا

اليمن بالحبر الغربي -
الهجوم الحوثي المميت بطائرة بدون طيار على «تل أبيب»، كان ذا ثقل رمزي، ليس فقط لأنه كان المرة الأولى التي يقتل فيها الحوثيون «إسرائيلياً»؛ ولكن أيضاً لأن الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» كانت تحمي المركز الاقتصادي والثقافي من جميع الضربات المتفرقة تقريباً.
أثبتت الضربة أيضاً أن الحوثيين قادرون على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. فقد أعلنوا عن عمليات ضد السفن في البحر الأبيض المتوسط في مايو، لكن الهجمات لم يتم تأكيدها بشكل مستقل. ولسنوات، امتلك الحوثيون عدة أنواع من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يمكنها نظرياً الوصول إلى هذا الحد؛ لكنهم لم يثبتوا هذه القدرة حتى جاءت ضربة «تل أبيب».
وبرغم أن الضربة كانت تصعيداً، إلا أنها كانت تتناسب مع النمط العام لهجمات الحوثيين المتخصصة في التكتيكات غير المتكافئة التي ساعدتها على تحدي الخصوم بترسانات أكثر تطوراً وقوات أكبر.
الضربة على «تل أبيب» تعكس براعة الحوثيين وكيف أن الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» المتقدمة ومتعددة الطبقات ليست غير قابلة للاختراق.
غير أن الجانب الأكثر حداثة في الهجوم هو مسار الرحلة غير المباشر للطائرة بدون طيار من اليمن، حيث سافرت الطائرة بدون طيار غرباً فوق البحر الأحمر إلى إريتريا، ثم اتجهت شمالاً وحلقت فوق السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط ثم اقتربت من «تل أبيب» من الغرب، وفقاً لتحقيق أجرته القوات الجوية «الإسرائيلية»، التي تركز بشكل أكبر على الهجمات من الشمال من قبل حزب الله، ومن الشرق من قبل الجماعات العراقية ومن الجنوب من قبل الحوثيين. لذا، كان الهجوم من الغرب أمراً غير معتاد.
بالنسبة لـ«إسرائيل» فإن مزيجاً من حماس وحزب الله -والآن من مكان أبعد: تهديدات الحوثيين- هو مظهر آخر لما أطلق عليه «الإسرائيليون» تسمية «حلقة النار»، حيث تواجه «تل أبيب» تحدياً مزدوجاً يتمثل في عدم تفاقم الشعور بانعدام الأمن بين مواطنيها وفي الوقت نفسه إعادة إرساء الردع.
وبالنسبة لـ«إسرائيل» فإن مكاسب الحوثيين ومناوراتهم تشكل تطورات غير مرغوب فيها في سلسلة الأزمات والمعضلات التي رافقت الحرب. فمن ناحية، يبعد الحوثيون مسافة 1000 ميل ولا يشكلون التهديد الأمني الأكبر الذي تواجهه «إسرائيل»، حيث تشكل حماس واستقرار الضفة الغربية وحزب الله أولويات أعلى- ولكن التكنولوجيا الأكثر تقدماً في أيدي الجماعة تمثل تهديدات بعيدة المدى ذات عواقب أعظم من ضربة الطائرات بدون طيار في «تل أبيب».
المعهد الأمريكي للسلام
المصدر اليمن بالحبر الغربـي / لا ميديا