
تقرير / لا ميديا -
يافا تعيد إلى يافا اسمها. الصهاينة يصفون العملية بـ"الخطأ البشري"، والتوصيف دقيق، لكن ليس للعملية وإنما لهم، فالكيان الصهيوني هو الخطأ البشري الذي سيصوبه اليمنيون تماما ويعيدون للأشياء والأماكن مسمياتها في فلسطين. فلا "إيلات" ولا "تل أبيب" ولا "أورشليم"، وإنما هناك يافا وهناك القدس وهناك أم الرشراش، وهناك بحر ونهر، وصواريخ وطيران مسير ليس فقط تجيد صداع الرؤوس وإنما تصديعها أيضا.
أصداء واسعة لاقتها العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في عمق كيان العدو الصهيوني الغاصب، في مدينة يافا المحتلة المُسماة صهيونياً "تل أبيب" بالطائرة المُسيرة الجديدة "يافا"، القادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو.
شعبيا، تحول الشارع العربي من أقصى المغرب إلى الأردن، فضلا عن عواصم ومدن محور المقاومة، إلى مظاهرات تبارك العملية وتشيد بها، وإلى ترندات على مواقع التواصل الاجتماعي تتداول مشاهد للدمار في منطقة الانفجار وسط يافا المحتلة "تل أبيب" وبلسان حال يقول: بوركتم أيها اليمانيون وبوركت عمليتكم النوعية التي تعتبر تحولاً نوعياً وتبرهن على قدرة القوات المسلحة اليمنية على اختراق العمق الصهيوني، كما تكشف عن انهيار منظومة الردع الصهيونية، وعجز العدو عن توفير الأمن لكيانه المهترئ.
وأما إعلاميا، فقد تناولت صحف وقنوات الأخبار العالمية والإقليمية، فضلا عن العربية، الحدث بكل تفاصيله وتحليلاته، معتبرة إياه عملية نوعية تكشف عن تحول استراتيجي في المعركة مع العدو، حيث لم تستطع التكنولوجيا ومنظومات القباب الحديدية التي يمتلكها العدو كشف الطائرة المسيرة إلا بعد بلاغات من مستوطنين عن وقوع انفجار وسط عاصمة الكيان.
موقع "آكسيوس" الأمريكي وصف الهجوم على "تل أبيب" فجر الجمعة، بأنه إحدى أخطر الهجمات منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فيما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن الهجوم من اليمن على "تل أبيب" "إحدى أكثر الهجمات تخريبا لأمن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر".
أما وسائل إعلام العدو الصهيوني فقد أكدت وجود "فشل عملياتي خطير لدى جيش الاحتلال"، إذ "لم يكن هناك إنذار أو رصد من أي راداراته على الأرض، في الجو، أو في البحر"، لافتة إلى أن جيش الاحتلال أُصيب بـ"عمى كامل في فترة كل المنظومات فيها مستنفرة على نحو مرتفع"، ومحذّرةً من أنّ "الأمر لا يتعلق بمدرسة في إيلات أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة"، وإنما بقلب الكيان الحصين.
واعتبرت أنّ "انفجار الطائرة المُسيّرة هو فشل كبير.. لا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجارها"، موضحا أنه مع كل التكنولوجيات التي يتباهون بها هنا في "تل أبيب" لم يكتشفوا اختراق الطائرة المسيرة، ليضيف ساخرا: "كل البلد استيقظ من نومه تبقى فقط أن نتأكد ما إذا كان وزير الحرب يوآف غالانت قد استيقظ".
إعلام الاحتلال ينشر معلومات جديدة عن طائرة "يافا"
ونشر الإعلام الصهيوني، أمس، معلومات جديدة عن "يافا"، أشارت إلى أن الطائرة المسيرة التي أطلقت من اليمن وانفجرت في "تل أبيب"، فجر الجمعة، قطعت نحو 2000 كيلومتر، وسلكت مسارات جديدة لتضليل أنظمة الرصد التابعة لجيش الاحتلال.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن تقديرات "إسرائيلية" تفيد بأن المُسيرة سلكت في بعض الأحيان مسارات جديدة مقارنة بالمرات السابقة، لتضليل أنظمة الكشف والرصد التابعة لجيش الاحتلال، وأنه تم تصميم رأس الطائرة الحربي الذي يزن بضعة كيلوغرامات بما يتلاءم مع رحلة طويلة متوقعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن "جيش" الاحتلال يواصل التحقيق في مسار الرحلة بالكامل. ولكن وفقًا للتقديرات الأولية، فقد مرت المُسيرة عبر سيناء، وعبرت البحر الأبيض المتوسط أمام الساحل الجنوبي لفلسطين المحتلة.
ومن ثم حلقت على ارتفاع منخفض، وعند وصولها إلى شواطئ تل أبيب، هبطت إلى ارتفاع عدة عشرات من الأمتار فوق خط المياه، حتى لا يتم اكتشافها، وفق الصحيفة.
بدورها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي -عبر منصة إكس- أن وزن المُسيرة قدر بنحو 10 كيلوغرامات، وقد سارت 10 ساعات تقريبا أثناء رحلتها من اليمن إلى "تل أبيب".
صحيفة "معاريف" الصهيونية أكدت أنّ مسيّرة "يافا"، التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت بها "تل أبيب"، هي "طلقة البداية"، مشددةً على أنّ اليمنيين كشفوا "سلاحاً كاسراً للتوازن".
بدورها، رأت صحيفة "هآرتس" الصهيونية أنّ العملية اليمنية بواسطة المُسيّرة "تعكس مرحلةً جديدةً من الحرب الدائرة بين "إسرائيل" وأعدائها منذ السابع من أكتوبر 2023"، موضحةً أنّ هذه الحرب "تتخذ على نحو متزايد شكل حرب إقليمية ومتعددة الجبهات".
طوفان يماني جديد
وكشفت صحيفة "كالكاليست" الصهيونية -نقلا عن مصدر كبير في جيش الكيان- أن هجوم المسيّرة اليمنية "يافا" على "تل أبيب" يُعد بمثابة عملية طوفان الأقصى التي استهدفت الكيان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ووصف مسؤول كبير في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" العملية اليمنية التي استهدفت “تل أبيب” الجمعة، أنّها “7 أكتوبر الدفاع الجوي الإسرائيلي”.
وحسب ما أوردته الصحيفة نقلا عن المصدر ذاته، فإن "نجاح الحوثيين بإطلاق مسيّرة مفخخة تقطع مسافة أكثر من ألفي كلم وتصل حتى وسط البلاد يعدّ فشلا مدويا لأنظمة الدفاع الجوي، وينذر بانتهاء عصر السماء الصافية"، في إشارة إلى طبقات أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي الكيان.
المصدر العسكري الذي وصفته الصحيفة "بالكبير" أضاف أن هذا التطور يضع حدا للتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي من خلال عجز وسائل الإنذار المبكر عن اكتشاف المسيّرة، كما أن هناك فجوة في المعلومات الاستخباراتية وفجوة في التنسيق مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر، التي كان يُفترض أن تُبلغ إسرائيل في حال رصد أي جسم مشبوه.
بدوره، تساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع "والاه" الصهيوني، أمير بو حبوط: "ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الحرب في تل أبيب؟"، مضيفاً: "حادثة المسيّرة تثبت أن الردع انهار".
سياسيا، أكد زعيم المعارضة الصهيونية، يائير لابيد، أنّ "من فقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضاً في قلب تل أبيب"، مشدداً على أنّ "انفجار المسيّرة دليل آخر على أنّ الحكومة لا تستطيع توفير الأمن".
في السياق ذاته، قال عضو "الكنيست" ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان إنّ "من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب ألا يتفاجأ بوصولها إلى تل أبيب".
المصدر لا ميديا