تقرير / لا ميديا -
تواصلت، اليوم، الاحتجاجات الغاضبة في مدينة عدن المحتلة لليوم الثالث على التوالي، تنديدا بتدهور الخدمات وعلى رأسها الكهرباء المنقطعة عن المدينة في ظل موجة حر خانقة حولت الحياة إلى جحيم.
وقالت مصادر محلية إن المحتجين قطعوا الشوارع الرئيسية في مديريات خور مكسر وكريتر والمنصورة والشيخ عثمان والشعب وإنماء، وأحرقوا الإطارات وأشجار الزينة بالشوارع.
كما هتف المحتجون برحيل قوات الاحتلال السعودي الإماراتي ورئاسي وحكومة الفنادق وما يسمى «المجلس الانتقالي» عن مدينتهم.
وأضافت أن التظاهرات تعرضت لإطلاق نار من قبل مرتزقة الإمارات المسيطرين على المدينة، بهدف تفريق المحتجين، واحتواء تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المدينة التي تتصاعد فيها حدة الغضب والغليان الشعبي نتيجة تدهور الخدمات وانقطاع الكهرباء.
وكانت فصائل انتقالي الإمارات هددت، اليوم، باستخدام القوة ضد المحتجين، متهمة إياهم بـ»التخريب وافتعال الفوضى» حسب تعبيرها.
وأصدر ما يسمى أمن عدن بيانا حذر فيه من «الاعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة وممتلكات المواطنين والانجرار لعمليات تخريبية تستغل حالة الفوضى»، حسب تعبيره.
وتزامن البيان مع تسويق مزاعم حول ضبط “إرهابيين” كانوا يعدون لتفجيرات في عدن في محاولة لتخويف المحتجين أو تبريرا لعملية قمع مرتقبة للاحتجاجات.
في المقابل أكد المحتجون مواصلة تظاهراتهم المنددة بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ما تسبب بخروج عدد من المستشفيات عن الخدمة بالإضافة إلى حدوث وفيات بين المواطنين جراء موجة الحر القاتلة مع دخول فصل الصيف، دون أن تحرك حكومة الفنادق ومجلسها الرئاسي وسلطات الارتزاق ساكنا للبحث عن حلول ولو ترقيعية لأزمة الكهرباء.
وكان الإعلامي لبيب محمد علي شهاب المذيع في قناة عدن توفي بذبحة صدرية إثر انقطاع الكهرباء، بعد اضطراره كغيره من المواطنين للمبيت في الشارع هربا من جحيم المنازل في ظل انقطاع التيار الكهربائي عنها لـ22 ساعة في اليوم الواحد.
وألقت أزمة الكهرباء بظلالها على أدوات الاحتلال في المدينة، حيث يتهم كل طرف منها الطرف الآخر ويحمله المسؤولية.
ومع أن انتقالي الإمارات حاول استغلال التصعيد الشعبي لصالحه وتغليفه بمطالب خدمية على رأسها الكهرباء التي انهارت تماما، إلا أن توقيت استغلال أزمة الكهرباء ذو دوافع سياسية ومحاولة من الزبيدي لتعزيز حصته من نفط مأرب وحضرموت.
وكان رئيس انتقالي الإمارات المرتزق عيدروس الزبيدي أصدر توجيهات بفرض إقامة جبرية على رئيس حكومة الفنادق المرتزق أحمد عوض بن مبارك ومنعه نهائيا من السفر عبر مطار عدن، ما استدعى من الأخير الاستنجاد بالسفير الأمريكي ستيفن فاغن.
وأفادت مصادر في مكتب بن مبارك بأن فاغن دخل على خط الأزمة بعدن لتهدئة الأوضاع بين انتقالي الإمارات وحكومة الفنادق، مشيرة إلى إجرائه اتصالا مرئيا بالزبيدي.
وأوضحت أن فاغن هدد الزبيدي بوضعه على قائمة العقوبات الدولية والتدخل ضد مجلسه رسميا في حال صعد ضد رئاسي وحكومة الفنادق وتحديدا ضد بن مبارك الذي تعتبره أمريكا صبيها المدلل وفرضته رئيسا للحكومة، في الوقت الذي زعمت فيه وسائل إعلام الانتقالي بأن اتصال السفير الأمريكي بالزبيدي كرس لمناقشة التطورات في عدن.
ويأتي تدخل فاغن عقب تطورات أبرزها منع بن مبارك من مغادرة المدينة واحتجاز رحلته في مطار عدن، حيث كان يعتزم الفرار إلى الرياض، إضافة إلى قيام عناصر الانتقالي بتطويق قصر معاشيق، مقر إقامة المرتزق رشاد العليمي واستهدافه بالقنابل وإحراق الإطارات ومنع الدخول والخروج منه تمهيدا لاقتحامه.
وقالت المصادر إن الزبيدي أجبر على السماح لبن مبارك بالمغادرة على الرغم من كونه توعده بفرض إقامة جبرية عليه، فحزم بن مبارك حقائبه وغادر عدن بتأشيرة من السفير الأمريكي.
المصادر أكدت أن بن مبارك غادر عدن اليوم متوجها إلى الرياض بعد اتصال فاغن بالزبيدي وإلزامه لأدوات الاحتلال باتخاذ حلول سريعة للعمل على تفادي تعميق الأزمة بينهم وخروج الأوضاع عن السيطرة في ظل احتقان الشارع، فتم تزويد محطات الكهرباء في المدينة بالوقود لأيام، كحلول إسعافية عاجلة، ريثما يتم التنسيق مع الرياض والبحث عن دفعة مازوت جديدة يبحثها بن مبارك هناك.
وكان قيادي في انتقالي الإمارات كشف الشهر الماضي نقلا عن تصريح غير رسمي لبن مبارك أن سلطات الرياض غير راغبة أصلا في توفير الكهرباء، وتعمل على إدخال المدينة في جحيم صيفي قاتل.