تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
مع دخول الحرب الصهيونية على قطاع غزة شهرها السادس، وتوازياً مع مخطط كيان الاحتلال للتصعيد في حرب الإبادة والتجويع، تتجه اليمن إلى التصعيد أكثر في عملياتها العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني، ضمن معركة «النفس الطويل» ضد «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا، وإدخال أسلحة نوعية ستفاجئ دول العدوان الثلاث، وفقاً لمصدر في القوات المسلحة اليمنية.
يأتي ذلك في وقت توعد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، «إسرائيل» وأمريكا وبريطانيا، باستمرار الحرب البحرية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، مشيراً، في كلمته أمس الأول الخميس، بشأن مستجدات العدوان الصهيوأمريكي على غزة، إلى أن «الحرب مع دول العدوان الثلاثي لاتزال في بداياتها في ظل معركة النفس الطويل».
وكشف السيد القائد عن استخدام القوات المسلحة اليمنية أسلحة جديدة في العمليات البحرية الأخيرة التي استهدفت سفنا أمريكية وبريطانية وصهيونية، مؤكدا أن الأمريكي والبريطاني تفاجأ بها.
وأشار السيد عبدالملك إلى أن من الإنجازات المهمة للجبهة اليمنية المساندة لغزة هو الإنجاز التقني والتكتيكي والاختراق الكبير والذي اعترف به الأمريكي، حيث عبر عسكريون أمريكيون عن اندهاشهم.. لافتاً إلى أنه تم استهداف 61 سفينة في عمليات معقدة ومحيّرة للأعداء.. ومجدداً التأكيد بعدم تأثير العدوان الأمريكي البريطاني على القدرات اليمنية، والعمليات البحرية التي ستستمر في البحرين الأحمر والعربي، في ظل استمرار العدوان والحصار على غزة، بدعم من الولايات المتحدة.
وكثّفت اليمن عملياتها البحرية ضد السفن العسكرية الأمريكية والبريطانية، رداً على العدوان الأمريكي البريطاني على عدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية، مع التلويح بإغراق بوارج عسكرية أمريكية وبريطانية عما قريب. والتزاماً بتعهدها منع عبور السفن المتّجهة إلى «إسرائيل» وتلك الأمريكية والبريطانية، من البحر الأحمر وخليج عدن، حتى فك الحصار عن قطاع غزة، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، الأربعاء المنصرم، استهداف سفينة «ترو كونفيدانس TRUE CONFIDENCE» الأمريكية في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وإصابتها إصابة دقيقة، ما أدى إلى نشوب حريق فيها، وذلك بعد رفض طاقمها الرسائل التحذيرية.
وجددت القوات المسلحة اليمنية تنبيهها إلى كافة السفن بالتجاوب مع نداءاتها، وعلى طواقم السفن المستهدفة سرعة مغادرتها بعد الإصابة الأولى.. مؤكدة الاستمرار في تنفيذ واجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني، وأن عملياتها في البحرين الأحمر والعربي لن تتوقف إلا عند توقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة.
وتأتي هذه العملية بعد يوم من استهداف مدمرتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة، وسبق ذلك بنحو 24 ساعة استهداف سفينة MSC SKY الصهيونية في البحر العربي وإصابتها بدقة ومباشرة، تزامناً مع عملية نوعية أخرى تم خلالها استهداف عدد من الفرقاطات الحربية الأمريكية في البحر الأحمر بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
وتؤكد اليمن مراراً حرصها على سلامة الملاحة البحرية لجميع الدول باستثناء السفن المشمولة بقرار الحظر «الصهيونية والأمريكية والبريطانية والسفن المتجهة إلى موانئ الاحتلال».

رهان أمريكي فاشل
وفي خط موازٍ قال قائد لواء الدفاع الساحلي اللواء الركن محمد علي القادري في تصريحات حديثة، إن «اليمن معني بالدرجة الأولى في حماية البحر الأحمر وباب المندب وحريص على استمرار حركة التجارة الدولية وحريص أيضا على إنهاء البلطجة الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي»، مؤكداً أن القوات البحرية والدفاع الساحلي والقوة الصاروخية والقوات الجوية والطيران المسير «لديها من القدرات والإمكانيات ما يحقق ذلك وما يجسد كلام قائد الثورة الذي أكد أن هناك تجاوزا لتقنيات الأمريكي الذي يحاول أن يحد أو يتصدى لقدراتنا العسكرية».
وشدد اللواء القادري على أن الرهان الأمريكي في عدوانه على اليمن هو «رهان فاشل ولن يصل إلى نتيجة أبدا لا في الحد من القدرات، ولا في وقف العمليات».. موضحاً أن العمليات اليمنية «انتقلت من التحذير الى الإغراق وإمكانياتنا متطورة وقادرون على ضرب أكثر من هدف في وقت واحد وهناك نقلات مذهلة تتيح تنفيذ عمليات نوعية وصادمة للعدو».

الأسوأ مازال قادماً
في السياق توقع موقع «Breaking Defense» الأمريكي المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الأيام القادمة ستحمل مفاجآت سيئة للقوات الأمريكية المتواجدة في البحر الأحمر والشرق الأوسط.
ونقل الموقع عن خبراء عسكريين أمريكيين القول إن «المدى الذي أظهرته صواريخ الحوثيين، والدقة في التصويب، يعرض القواعد الأمريكية في المنطقة للخطر».
ووصف الموقع استهداف سفينة «True Confidence» الأمريكية في خليج عدن، الأربعاء الفائت، واشتعال الحريق فيها، بأنها «عملية سيئة» للقوات الأمريكية.. وأضاف: «يقول الخبراء العسكريون إن الأسوأ لايزال قادماً، وذلك بفضل القفزات التكنولوجية المثيرة للإعجاب التي أظهرها الحوثيون في مجال الصواريخ الباليستية».
وقال الموقع: «لقد صنع الحوثيون التاريخ بالفعل عندما أصبحوا أول جماعة تنجح في ضرب سفينة بحرية بصاروخ باليستي».
وأكد الخبراء لذات الموقع أن الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة اليمنية أظهرت نطاقاً كافياً للوصول إلى القواعد الأمريكية في المنطقة.. لافتين إلى أن استخدام اليمنيين للصواريخ الباليستية في استهداف السفن «يُعد الأول من نوعه في تاريخ الحرب الصاروخية»، كما أن مدى الصواريخ الباليستية اليمنية زاد خلال السنوات القليلة الماضية بشكل كبير.
وقال الخبراء الأمريكيين إن «المدى والدقة للصواريخ الباليستية التي يستخدمها الحوثيون ووكلاء إيران الآخرون -في إشارة إلى محور المقاومة- يضعان من الناحية الفنية جميع نقاط الاختناق الاستراتيجية الثلاث في الشرق الأوسط -مضيق باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس- في متناول اليد، وجميع القواعد الأمريكية في المنطقة تقع فعليًا ضمن النطاق».