تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
بوتيرة عالية يواصل اليمن عملياته العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، ضمن مسار متوازٍ مع تصاعد الإجرام الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، والإمعان الأمريكي البريطاني في العدوان على اليمن. وكما نجح الأخير في الميدان بفرض قواعد اشتباك جديدة أذهلت اثنين من أقوى الجيوش في العالم، فقد امتدت سيطرته ليحتل العناوين الرئيسية في الإعلام الغربي والصهيوني.
وبينما لم يكن التحالف الأمريكي البريطاني الصهيوني قد استفاق من معركة الأيام الثلاثة مطلع الأسبوع المنصرم، والتي تعرض فيها لخسائر وصفها الإعلام الغربي بـ»الكبيرة»، عقب إغراق سفينة بريطانية واستهداف سفينتين أمريكيتين وأخرى صهيونية، وإسقاط طائرة (MQ9) الأمريكية، فوجئ بضربات نوعية امتد مسرح عملياتها في آن واحد من شمال البحر الأحمر إلى جنوبه فخليج عدن.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس الأول الخميس، تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية نوعية، في فلسطين المحتلة وخليج عدن والبحر الأحمر.
وذكر متحدث القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، أنّ القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر أطلقا عدداً من الصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة على أهدافٍ متعددةٍ للاحتلال الصهيوني في منطقة «إيلات» (أمِّ الرشراش)، جنوبي فلسطين المحتلة.
أمّا العملية الثانية فنُفِّذت في خليج عدن، حيث استهدفت القوات البحرية السفينة البريطانية «آيلاندر» (ISLANDER)، بعدد من الصواريخ البحرية، وأصابتها بصورة مباشرة، الأمر الذي أدّى إلى نشوب الحريق فيها. وفي العملية الثالثة تم استهداف مدمرة أميركية في البحر الأحمر، بعددٍ من الطائرات المسيّرة.
وأوضح العميد سريع أن هذه العمليات تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض للعدوان والحصار، ورداً على العدوان الأميركي البريطاني على اليمن، مجدداً تأكيد استمرار القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ واجباتها الدينية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن اليمن في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.
وجاء بيان القوات المسلحة بعد ساعات من تأكيد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العمليات اليمنية المساندة لغزة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ومضيق باب المندب مستمرة، وتم الاتجاه فيها للتصعيد.

إعلام صهيوني
في السياق، اعترفت وسائل إعلام صهيونية بالقصف الصاروخي الذي استهدف مدينة أم الرشراش المحتلة، زاعمة أن منظومة «حيتس» تصدت لصاروخ بالستي وأسقطته خارج المدينة.
وعلق المحلل العسكري الصهيوني أمير بوخبوط، في موقع «والاه»، بأن من يستخف بـ«الحوثيين» وتنظيمهم العسكري لا يفهم الصورة الشاملة، مضيفاً: «نحن لا نزال في قتال».
وأوضح أن القوات اليمنية «جيش جاد ومنظم، فهو لا يمتلك صواريخ كروز أو صواريخ بحرية فقط، بل يمتلك نقطة توازن مهمة وهي الطريق البحري في البحر الأحمر وباب المندب»، مشدداً على أنه «يجب على إسرائيل عدم الاستهانة بالتهديدات القادمة من اليمن».
في الأثناء، هاجم إعلام صهيوني القوات الأمريكية لفشلها الذريع في ردع القوات اليمنية وإيقاف الهجمات التي تنفذها على السفن الصهيونية والمتجهة إلى موانئ الاحتلال.
وقال موقع «إسرائيل دفينس» إن الأسطول الأميركي لا ينجح في التعامل مع القوات المسلحة اليمنية، متسائلاً حول ما إذا كان لدى البحرية الأميركية القدرات اللازمة للتعامل مع اليمنيين.
وأضاف الموقع الصهيوني أن «القتال ضد اليمنيين هو بمثابة حقل اختبار للأميركيين، واستعداد لمواجهة مستقبلية محتملة، حيث ذكرت وسائل إعلام أن البحرية الأميركية أطلقت منذ أيلول/ سبتمبر الماضي 100 صاروخ أرض- جو SM على أهداف يمنية، ويبلغ سعر كل منها نحو أربعة ملايين إلى ستة ملايين دولار».
ومن جهتها، اشتكت القيادة المركزية الأميركية من ارتفاع نفقات العمليات العسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، إلى أكثر من نصف مليار دولار خلال المدة الماضية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها نفذت نحو 200 هجوم جوي على 10 محافظات يمنية خلال الفترة من 11 تشرين الثاني/ نوفمبر وحتى 11 شباط/ فبراير الجاري، مشيرة، في إحصائية صادرة عنها، إلى أن نحو 27 طائرة شاركت في هذه العمليات، ضمنها طائرات «أواكس» الخاصة بالتجسس ومقاتلات مختلفة. كما تستخدم البحرية الأميركية غواصتين نوويتين و19 بارجة وسفينة حربية، بينها حاملة الطائرات «آيزنهاور»، في عملية «حارس الازدهار» في البحر الأحمر وخليج عدن.

إعلام غربي
في السياق أفردت مجلة «ناشونال انترست» الأمريكية تقريراً كاملاً للحديث عن القدرات اليمنية، سواء في استهداف السفن المتحركة بصواريخ بالستية، أو العمليات بعيدة المدى إلى الأراضي المحتلة.
وقالت المجلة: «أثبت الحوثيون أن الصواريخ البالستية قادرة على ضرب السفن المتحركة»، مشيرة إلى أن الهجمات اليمنية في البحر «سارت بشكل أفضل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث أطلقوا مئات من صواريخ كروز والصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار على السفن في البحر الأحمر أو خليج عدن».
وأضافت: «من المحير أن الحوثيين لم يطلقوا المزيد من صواريخ كروز»، متسائلة : «هل يحفظونها لمفاجآت لاحقة».
وأكدت المجلة أن المهام الدفاعية للبحرية الأمريكية ضد الصواريخ والمسيرات اليمنية كفلت الولايات المتحدة ذخيرة تقدر بملايين الدولارات، مشيرة إلى أن «التحديات المتعددة مع صواريخ الحوثيين تشبه الصعوبات التي تواجهها إسرائيل مع صواريخ حماس، حيث استخدمت إسرائيل لسنوات طويلة أجهزة اعتراضية لمنع الصواريخ التي تحلق فوقها والغارات الجوية لتدميرها على الأرض، ولكن أيا من الإجراءين لم ينجح قط في الحد من إطلاق الصواريخ».
من جهتها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن جو بايدن يواجه خياراً صارخاً بشأن هجمات الحوثيين الجريئة بشكل متزايد.
ونقلت الصحيفة عن علي فايز، مدير مشروع إيران في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في واشنطن، وكيفن دونيجان، نائب الأميرال المتقاعد الذي قاد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط كقائد للأسطول الخامس من عام 2015 إلى عام 2017، قولهما إن الطريقة الأكثر فاعلية للحد من تهديد الحوثيين هي وضع حد للحرب في غزة.
وبيّن دونيجان: «علينا أن نعمل على حل الصراع في غزة أو إيقافه بطريقة ما»، مؤكداً أن «هذا هو الشيء الوحيد الذي سيسمح بتغيير ما يحدث».