لا ميديا -
«قدِم بدران إلى البلد قبل أشهر من انطلاق انتفاضة الأقصى. كان قبلها يتعلّم ويعمل في الأردن. وهناك، التقى صدفةً بمقاتلٍ شيشاني يحمل في جعبته دفتراً صغيراً، كتبَ فيه طرقاً لتصنيع المتفجرات.
سأله الشيشاني: هل أُعلّمك أسرار هذا الدفتر؟
أجاب بدران: وما ينفعني وأنت ترى الأوضاع هادئةً عندنا؟!
قال الشيشاني: وما يدريك، ربّما تشتعل يوماً فيكون لديك ما ينفع الناس!».

وُلد فواز بدران عام 1974، في بلدة دير الغصون بطولكرم في الضفة الغربية المحتلة، ودرس في مدارسها، تميز بين أقرانه بحب العلم والفطنة والذكاء، واستهوته رياضة «الكاراتيه».
انتقل إلى الأردن لإكمال دراسته الجامعية، والتحق بجامعة عَمّان الأهلية، وبدأ الدراسة في تخصص الحاسوب. وبعد عام تحول إلى كلية الشريعة وحاز فيها على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية. وفي عام 1999، حصل على درجة الماجستير في علم الحديث، ثم عمل مدرسا في مدرسة بضاحية الروضة في عمان.
عام 2000، عاد إلى فلسطين واستقر في طولكرم. واشتعلت الانتفاضة الثانية وفق «نبوءة» الشيشاني. في عزّ أيام اشتعالها، حمل دفتره وأسرار أستاذه الشيشاني، ووضعها بين يدي القائد القسامي في طولكرم عبّاس السيد، وبعد تردد وطول تفكير وافق، وأخذ بدران يصنع المتفجرات وانطلقا يُجهزان المقاومين بمادتهما الجديدة التي سمياها «أم يحيى».
نفذ مجاهدان عملية فدائية في نتانيا في آذار/ مارس 2001، وأسفر عن العملية مقتل 4 صهاينة وجرح ما يزيد عن 40 آخرين.
بعد أن تبينت قوة فعلها وأثرها المدهش تم التنسيق بين قيادة طولكرم ونابلس لاستقبال فواز في نابلس والاستفادة من خبرته وتكونت هناك الخلية الثانية. وطافت «أمّ يحيى» أنحاء فلسطين المحتلة، لتحدث فارقاً نوعياً في أسلحة الفقراء.
استنفر الاحتلال أجهزته الأمنية لوضع حد لما يجري، وفي 13/ 7/ 2001 اغتالته من خلال وضع عبوة داخل سيارة بالقرب من منزله فاخترقت الشظايا جسده كله. وبعدها قامت أجهزة السلطة بعمليات تفتيش واسعة فوجدت كميات كبيرة من المتفجرات.