تقرير  عادل بشر / لا ميديا -
"لا تراجع يمني عن قرار حظر الملاحة الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، حتى يتوقف العدوان والحصار عن قطاع غزة في فلسطين"، هذا ما تؤكده العمليات البحرية المتصاعدة والنوعية لقواتنا المسلحة اليمنية ضد العدو الصهيوني والتحالف الأمريكي البريطاني، ولا تخلو الوتيرة التصاعدية للعمليات العسكرية اليمنية من علاقة طردية مع تداعيات العملية العسكرية للاحتلال الصهيوني في رفح.
في هذا الإطار أعلنت القوات المسلحة اليمنية، أمس، عن أربع عمليات عسكرية في يوم واحد كان من نتائجها استهداف سفينتين أمريكيتين وسفينة بريطانية، في خليج عدن وإسقاط طائرة "درون" أميركية في محافظة الحديدة.
وأوضح ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيانين متلفزين منفصلين، تنفيذ أربع عمليات عسكرية نوعية خلال 24 ساعة، منذ منتصف ليل أمس الأول، استهدفت بثلاث عمليات سفينتينِ أمريكيتينِ ، الأولى "سي تشامبيون Sea champion" والأخرى "نافيس فورتونا Navis Fortuna"، وسفينة بريطانية "RUBYMAR" في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، نتج عنها إصابات دقيقة ومباشرة للسفينتين الأمريكيتين وإصابة بالغة للسفينة البريطانية ما أدى إلى توقفها بشكل كامل، وهي معرضة للغرق في خليج عدن.. موضحاً أن القوات البحرية اليمنية حرصت خلال العملية على خروج طاقم السفينة بأمان.
وفي عملية منفصلة تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة أمريكية "MQ9" بصاروخ مناسب أثناء قيامها بمهام عدائية ضد اليمن لصالح الكيان الصهيوني.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية أنها لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات العسكرية وتنفيذ المزيد من العمليات النوعية ضد كافة الأهداف المعادية دفاعاً عن اليمن وتأكيداً على الموقف المساند للشعب الفلسطيني.
وشدد العميد سريع على أن العمليات في البحرين الأحمر والعربي لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار على قطاع غزة.
وعقب بيان القوات المسلحة اليمنية، أعلنت الشركتان المالكة والمشغلة للسفينة "RUBYMAR" البريطانية، أنهما تدرسان خيارات لقطر السفينة، ما يؤكد حديث ناطق القوات المسلحة العميد سريع بأن السفينة معرضة للغرق.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شركة الأمن الخاصة بالسفينة "روبيمار" القول إن "أضرارا لحقت بسفينة الشحن التي ترفع علم بليز بعد إطلاق صاروخين عليها من اليمن غير أن الطاقم تمكن من إخلائها".
وذكر متحدث باسم شركة الأمن البحري أن الصاروخين أصابا مؤخرة السفينة ولم يكن على متنها أي شيء قابل للاشتعال. مضيفاً: "لسنا متأكدين (من حالة السفينة). ولا يوجد أحد على متنها الآن وتدرس الشركتان المالكة والمشغلة خيارات لقطرها".
وقالت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري إن سفينة شحن مسجلة في المملكة المتحدة أبلغت عن تعرضها لهجوم في مضيق باب المندب، بينما أفادت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأن طاقمها ترك سفينة بعد انفجار.
وأوضحت أمبري أن سفينة شحن عامة ترفع علم بليز ومسجلة في المملكة المتحدة ويديرها لبنان أبلغت عن تعرضها لهجوم في مضيق باب المندب.. مشيرة إلى أن السفينة كانت قادمة من "خورفكان" في الإمارات عندما وقع الهجوم.
ونقلت قناة "الميادين" عن مصادر وصفتها بالخاصة، أن السفينة البريطانية "RUBYMAR" المستهدفة في خليجِ عدن كانت تحمل الأمونيا.
وقالت المصادر إنه إثر استهدافها بالأسلحة البحرية اليمنية اشتعلت وبدأت بالغرق في البحر بعد فشل إنقاذها.
وفي ما يخص المعلومات المتعلقة بالطائرة الأميركية من طراز "MQ9"، كشفت المصادر أنّه بعد إسقاط طائرات عدة من النوع عينه في وقت سابق في اليمن، عملت واشنطن على تطويرها وتحديثها، وقد اطلع الجيش اليمني على ذلك، مشيرة إلى أنّه وبعد عودتها مباشرة إلى الخدمة، تم إسقاطها مرة أخرى بعد تحديث أسلحة يمنية دفاعية جديدة.
وهذه هي العملية الثانية التي تسقط فيها الدفاعات اليمنية طائرة من هذا النوع منذ 8 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ومع استهداف الثلاث السفن الأمريكية والبريطانية، يرتفع عدد السفن المعلن استهدافها نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته ورداً على العدوان على اليمن إلى 32 سفينة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، بحسب بيانات المتحدث باسم القوات المسلحة.

أكبر معركة أمريكية
بالتزامن مع استهداف القوات المسلحة اليمنية سفينتين أمريكية وسفينة بريطانية في خليح عدن، أعلن مسؤول كبير في "البنتاغون" أن القتال ضد اليمن في البحر الأحمر هو أكبر معركة تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال نائب قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، في مقابلة لبرنامج "60 دقيقة" عرضتها شبكة "سي بي إس" الأميركية، إن القتال ضد اليمن في البحر الأحمر هو أكبر معركة تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضح كوبر أن البحرية الأمريكية أرسلت نحو 7 آلاف بحار إلى البحر الأحمر، و أطلقت نحو 100 صاروخ أرض-جو قياسي ضد صواريخ "الحوثيين" وطائراتهم المسيّرة.

غواصات مُسيرة
من جهة أخرى صرحت القيادة المركزية الأمريكية بامتلاك القوات المسلحة اليمنية غواصات بحرية ذاتية الحركة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان مقتضب، مساء أمس الأول: لأول مرة نلحظ استخدام سفينتين غير مأهولتين واحدة منها (تحت الماء) في استهداف السفن من اليمن منذ بدء الهجمات في 23 أكتوبر.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤول بالدفاع الامريكية قوله إن دخول سفن مسيرة سيمثل تعقيدا جديدا للعمليات الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي، مؤكدا أن الجيش الأمريكي سيواجه صعوبة أكبر لاكتشاف السفن المسيرة تحت الماء مقارنة بالصعوبة التي يواجهها في اعتراض الطائرات المسيرة.
وعلى الرغم من عدم تأكيد قواتنا المسلحة دخول هذا النوع من الأسلحة إلى المواجهة الحالية ضد القوات الأميركية البريطانية في البحرين الأحمر والعربي، إلا أن التصعيد المتوقع بين الجانبين، قد يكشف عن أوراق قوة إضافية تمتلكها اليمن.
يذكر أن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حذر أمريكا وبريطانيا من التورط في العدوان على اليمن، والتدخل لحماية السفن الصهيونية، والتي فرضت اليمن عليها حظرا ردا على حرب الإبادة الوحشية التي يشنها العدو الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.