تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
توازياً مع التصعيد الأمريكي البريطاني بالغارات الجوية ضد اليمن، وفي إطار الرد على أي تصعيد صهيوني محتمل في مدينة رفح بقطاع غزة، تستعد القوات البحرية اليمنية للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة مع البحريتين الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وتنفيذ عمليات عسكرية استراتيجية ضد أهداف صهيونية في فلسطين المحتلة، في حال إصرار الكيان المؤقت على اجتياح رفح والإيغال في سفك الدم الفلسطيني.
في هذا الإطار أعلنت قواتنا المسلحة، أمس الأول، استهداف سفينة بريطانية تحمل اسم «LYCAVITOS» في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، مؤكدةً إصابتها بشكل مباشر.
وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في بيان متلفز أن «عملية الاستهداف تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وإسناداً لإخواننا الصامدين في قطاع غزة، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا»، مشدداً على الاستمرار في منع الملاحة «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن قطاع غزة.
وأكد بيان القوات المسلحة، أنها وضمن حق الدفاع المشروع عن اليمن، بصدد اتخاذ المزيد من الإجراءات رداً على العدوان الأمريكي البريطاني وتأكيداً على الموقف العملي المساند للشعب الفلسطيني.
يأتي هذا فيما واصلت المقاتلات الأمريكية والبريطانية، أمس، عدوانها الجوي مستهدفة بسبع غارات مناطق متفرقة في محافظة الحديدة.
ومنذ دخول اليمن الحرب ضد كيان العدو الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة ومجازر يومية للشهر الخامس على التوالي، نجحت قواتنا المسلحة في فرض حظر على سفن الاحتلال أو المرتبطة به، علاوة على استهداف سفن أمريكية وبريطانية ضمن بنك الأهداف بعد عدوان «واشنطن» و«لندن» على صنعاء وعدد من المحافظات في خارطة السيادة اليمنية.
ونفذت القوات المسلحة منذ الـ19 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023م وحتى 15 شباط/ فبراير الجاري، عمليات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، تمكنت خلالها من استهداف 28 سفينة، منها ثلاث سفن مملوكة للكيان الصهيوني و11 سفينة أمريكية منها بارجات حربية، و4 سفن بريطانية، و10 سفن كانت متجهة إلى موانئ الكيان في فلسطين المحتلة.

أسلحة أكثر خوفاً
في سياق ذي صلة، أقر قائد حاملة الطائرات الأمريكية «أيزنهاور» في البحر الأحمر امتلاك اليمن أسلحة مخيفة ومميتة ويصعب تعقبها.
ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن الأدميرال مارك ميغيز: «إن الزوارق المسيّرة اليمنية من بين الأسلحة الأكثر إثارة للخوف».. مضيفاً أن هذه الزوارق «تهديد غير معروف وليس لدينا الكثير من المعلومات عنه ويمكن أن يكون مميتًا للغاية».
وأشار إلى أن لدى القوات المسلحة اليمنية طرقا للسيطرة على «الزوارق المسيّرة» تمامًا مثلما يفعلون مع الطائرات دون الطيار.. وتابع: «هذا أحد أكثر السيناريوهات المخيفة، أن يكون لديك سفينة سطحية محملة بالقنابل وغير مأهولة يمكنها السير بسرعات عالية جدا. وإذا لم تكن على الفور في مكان الحادث، فقد يصبح الأمر بشعاً بسرعة كبيرة». موضحاً أن «المعلومات قليلة جداً في ما يتعلق بمخزونات الحوثيين من السفن المسيّرة الانتحارية».
من جهتها أقرت قائدة البحرية الأمريكية الأدميرال ليزا فرانشيتي بنجاح الأسلحة اليمنية في اختراق الأنظمة الدفاعية للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية، وإصابة السفن التجارية التابعة للدولتين أو المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني.
ونقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية عن ليزا فرانشيتي القول إن «حركة ترسانة الحوثيين تجعلهم هدفًا صعبًا لتحديد موقعها وضربها قبل إطلاقها» مضيفة: «لذلك سيستمرون في إطلاق النار بشكل دوري».
وفي تقرير آخر في ذات الصحيفة، ذكر توم شارب وهو خبير عسكري سبق أن تولى قيادة أربع سفن حربية بريطانية، أن الصواريخ الباليستية اليمنية تحتوي على مزيج من رؤوس البحث الكهروضوئية السلبية والأشعة تحت الحمراء، وبالتالي لا تعلن عن وصولها الوشيك، الأمر الذي يتطلب مجموعة مختلفة من الاستجابات» مشيراً إلى أنه «في كل مرة يتم فيها استخدام سلاح من اليمن، يجب معرفة فئة التهديد في الثواني القليلة التي يتعين فيها تصنيف الهدف قبل اختيار التعامل معه، وهو أمر صعب للغاية».

أمريكا تغرق في رمال الشرق الأوسط
من غضون ذلك قالت مجلة  «تايم - Time» الأمريكية، إن البحرية الأمريكية تغرق في رمال منطقة الشرق الأوسط، في إشارة إلى الاستنزاف أمام محور المقاومة وتحديداً القوات المسلحة اليمنية، من ناحية العديد والذخائر والقطع البحرية المختلفة.
وذكرت المجلة أن «لدى الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات للتعامل مع الحوثيين في اليمن، لكن أياً منها ليس جيداً. لكن الحملة الطويلة من الضربات البحرية والاعتراضات ضدهم، كما تطرحها الآن إدارة بايدن وخبراء خارجيون، هي بالتأكيد أسوأ رد فعل على الإطلاق. وذلك لأنه يعني استمرار البحرية الأمريكية في الغرق في رمال الشرق الأوسط لتحقيق هدف بعيد المنال، بينما تخسر الأرض في منطقة المحيط الهادئ الأكثر أهمية بكثير».
وأكدت المجلة أن «إدارة بايدن تضع خططاً لمواجهة طويلة على الرغم من الاعتراف بأن هزيمة الحوثيين غير قابلة للتطبيق».
وكانت متحدثة الدفاع الأميركية، صابرينا سينغ، أكدت خلال لقاء مع قناة «الحرة»، منتصف الأسبوع الفارط، امتلاك «أنصار الله» قدرات عسكرية كبيرة، وترسانة أسلحة. وفي الإطار نفسه، نقلت قناة «بي بي سي» البريطانية عن طيارين يعملون على متن البارجة الأميركية «باتان» تأكيدهم امتلاك الحركة القوة والقدرة على تنفيذ عمليات غير متوقعة.
ووصف الطيار الأميركي، إيرل إيرهارت، المواجهات مع القوات اليمنية بأنها تُرتّب مخاطر كبيرة. وقال إن القوات الأميركية تحاول التكيّف مع الوضع الجديد حتى لا تتعرّض للخسائر، موضحاً أنها اضطرت إلى تعديل طائرات من طراز «هاريير» لاستخدامها لاعتراض الطائرات المسيّرة، في ظل فشل أنظمة الدفاع الجوي.