تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
تأكيداً لصوابية موقف القيادة اليمنية مواصلة العمليات العسكرية المساندة لفلسطين، في ظل الإصرار الأمريكي على دعم الكيان الصهيوني والدفاع عن جرائمه بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية، لجأت واشنطن مجدداً إلى محاولات ابتزاز صنعاء بملف السلام، بهدف ثني الأخيرة عن موقفها المناصر للشعب الفلسطيني، بعد فشل العدوان الأمريكي البريطاني وثماني دول أخرى، في تحقيق ذلك.

بالمقابل، ركزت وسائل إعلام بريطانية اهتماماتها على تورط المملكة المتحدة في العدوان على اليمن، كاشفة عجز قدراتها العسكرية البحرية عن خوض حرب حقيقية مع القوات المسلحة اليمنية، مؤكدة في الوقت ذاته أن ما يجري في البحرين الأحمر والعربي مرتبط بالحرب الصهيونية على غزة، وأن عمليات البحرية الأمريكية والبريطانية هناك هدفها حماية كيان الاحتلال.

ابتزاز أمريكي
في هذا الصدد قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، إنه لن يكون بالإمكان تحقيق سلام في اليمن إذا استمرت العمليات البحرية اليمنية، وهو ما اعتبره مراقبون تأكيداً واضحاً على أن الولايات المتحدة هي التي تعرقل التقدم في مسار السلام بين اليمن ودول العدوان السعودي الإماراتي، بغرض الابتزاز والمساومة.
ويشير تصريح المبعوث الأمريكي إلى حجم المعضلة التي تواجهها واشنطن في العدوان على اليمن وفشلها الذريع في منع القوات المسلحة اليمنية أو حتى الحد من قدراتها على تنفيذ المزيد من الهجمات البحرية على السفن الصهيونية وتلك المتجهة الى موانئ الاحتلال ومؤخراً السفن الأمريكية، بالإضافة إلى فشلها في حماية بوارجها وسفنها التجارية من الاستهدافات المباشرة بالصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.
وفي السياق، استهجنت وزارة الخارجية في حكومة تصريف الأعمال بصنعاء، تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، بشأن موقف صنعاء من القضية الفلسطينية، وقوله بأنها اختارت أسلوبا خاطئا في معاقبة المجتمع الدولي الذي لا علاقة له بما يحدث في قطاع غزة.
وحملت الوزارة في بيان لها، أمس، المجتمع الدولي مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة، بسبب الدعم اللامحدود سياسياً وعسكرياً ومادياً ولوجستياً، الذي تقدمه واشنطن وعدد من العواصم الموالية للكيان الصهيوني.

فضائح بريطانية
في غضون ذلك تناولت وسائل إعلام بريطانية، أمس، ما وصفته بـ"تورط الحكومة البريطانية" في الحرب على اليمن.
وقالت صحيفة "التليغراف" إن السفن الحربية الملكية لا تمتلك القدرة على ضرب أهداف برية في اليمن، وهو ما وصفه مسؤولون عسكريون سابقون في المملكة المتحدة بأنه فضيحة مخزية، وأنه بمثابة إحضار سكاكين إلى قتال بالأسلحة النارية!
وكشفت الصحيفة أن الفرقاطة "إم إس دايموند" التي نشرتها بريطانيا في المنطقة في إطار التحرك ضد اليمن ليست قادرة على إطلاق صواريخ على أهداف برية، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة وحيدة في هذا السياق، فيما تكتفي بريطانيا بإرسال طائرات من على بعد آلاف الأميال.
ونقلت الصحيفة عن وزير دفاع بريطاني سابق قوله إن "من المخزي ألا تكون السفن البحرية مجهزة حالياً بصواريخ أرض أرض". كما نقلت عن مسؤول بريطاني سابق قوله إن "من الواضح أنها فضيحة وغير مرضية على الإطلاق".
وبحسب كريس باري، وهو ضابط كبير سابق في البحرية البريطانية، فإن السفن الحربية البريطانية تعتبر "مكشوفة"، بسبب عدم امتلاكها قدرات هجومية كافية، مشيرا إلى أن هذا يعني أن بريطانيا لن تكون قادرة على خوض مواجهة مع خصوم مثل روسيا والصين.
وأضاف أنه عندما يرى الأعداء فرقاطة بريطانية فلن يقلقوا، بل سيقولون: "إنها تحتوي على مدفع رشاش في المقدمة ولا تمتلك صواريخ أرض أرض، فلماذا نقلق؟!"، لافتاً إلى أن "الوضع الآن يشبه إحضار سكين إلى معركة بالأسلحة النارية".
وتؤكد هذه المعلومات أن بريطانيا انخرطت في العدوان على اليمن فقط بدافع الالتزام بالتحرك للدفاع عن الكيان الصهيوني، وأنها لم تضع في حسبانها حتى جاهزيتها العسكرية لخوض مواجهة بحرية مع اليمن، وهو ما يجعل ورطتها أسوأ بكثير.
كما تفسر هذه المعلومات سبب غياب السفن الحربية البريطانية عن مرافقة ودعم السفينة البريطانية "مارلين لواندا" التي أحرقتها القوات المسلحة، الأربعاء الماضي، في خليج عدن، حيث تولت سفن البحرية الأمريكية والهندية والفرنسية تقديم المساعدة للسفينة ومحاولة إخماد حريقها الذي استمر أكثر من 20 ساعة.
وفي السياق أكدت صحيفة "مورنينج ستار" البريطانية أن العمليات التي ينفذها اليمن في البحرين الأحمر والعربي مرتبطة بالحرب "الإسرائيلية" على غزة، وأن عمليات البحرية الأمريكية البريطانية هناك هدفها حماية كيان الاحتلال.
وقالت الصحيفة إن "النزاع في اليمن جزء من النزاع العسكري الإقليمي الأوسع مع غزة كمحور رئيسي، ومن السخف أن يدعي السياسيون الغربيون أن الأعمال في البحر الأحمر وضد اليمن منفصلة عن الهجوم الإسرائيلي على غزة".
وأوضحت أن من سمتهم "الحوثيين" جعلوا الرابط بين عملياتهم وحرب غزة واضحاً، مشددة على أن أي شخص يدعي أنهم ينفذون هجماتهم على بعض السفن لمجرد نزوة، بينما يعلمون وقد جربوا العواقب المخيفة، هو شخص أحمق أو يعامل مستمعيه على أنهم كذلك.
وأشارت إلى أن العمليات ضد الشحن في البحر الأحمر مصممة بعناية، مع استهداف السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة إلى جانب الشحن الأميركي، وفي حالة واحدة استهداف سفينة بريطانية تبحر تحت علم جزر كايمان، وهذا العمل مصمم بوضوح ليرى كجزء من الجهد العسكري لدعم الفلسطينيين.