
تقرير/عادل بشر / لا ميديا -
أكدت القوات المسلحة اليمنية مساء أمس استهداف سفينة نفطية بريطانية بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وإصابتها إصابة مباشرة، ما أدى إلى احتراقها في خليج عدن.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان له إنه «انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، نفذت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية وبعون الله تعالى عملية استهداف لسفينةٍ نفطية بريطانية «مارلين لواندا» (MARLIN LUANDA) في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة وكانت الإصابة مباشرة ما أدَّى إلى احتراقها بفضل الله».
وأكد العميد سريع أن القوات المسلحة اليمنية ستواصل عملياتها في البحرين الأحمر والعربي ضد السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتـلة حتى وقف العدوان وإدخال الغذاء والدواء إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة.
في السياق, أحبطت القوات المسلحة اليمنية محاولة أميركية لكسر الحصار المفروض على السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال، في معركة مباشرة مع عدد من المدمرات والسفن الحربية الأمريكية، الأربعاء المنصرم، استمرت فيها الاشتباكات ساعتين متواصلتين، لتنجح بذلك القوات البحرية في قطع الإمدادات العسكرية للعدو الصهيوني عبر البحر الأحمر، إلى جانب الحصار الاقتصادي الذي تفرضه اليمن على كيان الاحتلال منذ 19 تشرين الأول/ نوفمبر الماضي، بمنع سفنه وتلك المتجهة إلى موانئه من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، حتى إيقاف عدوانه ورفع حصاره على غزة.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أنها خاضت اشتباكا مع مدمرات وسفن حربية أمريكية في خليج عدن وباب المندب أثناء قيام تلك السفن بتقديم الحماية لسفينتين تجاريتين أمريكيتين، مشيرة إلى أن عملية الاشتباك نتج عنها إصابة سفينة حربية أمريكية إصابة مباشرة، وإجبار السفينتين التجاريتين على التراجع.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن عملية الاشتباك الذي استمر أكثر من ساعتين، استخدم فيه عدد من الصواريخ البالستية، مؤكداً وصول عدد من تلك الصواريخ إلى أهدافها، رغم محاولة السفن الحربية اعتراضها.
وأوضح سريع أن هذه العملية تأتي انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وضمن الرد على العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في منع الملاحة «الإسرائيلية» أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا الفلسطيني.
وبذلك يرتفع عدد السفن الأمريكية التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية إلى 6 منذ العاشر من كانون الثاني/ يناير الحالي، عقب تعرض ثلاثة قوارب بحرية يمنية لاعتداء من قبل القوات الأمريكية واستشهاد وفقدان عشرة أفراد من منتسبي القوات البحرية في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأقرت شركة «ميرسك» للشحن بأن السفينتين اللتين استهدفتهما القوات المسلحة اليمنية تابعتان لفرعها الأمريكي، وكانتا تحملان معدات عسكرية أميركية، وتحاولان العبور من باب المندب، مشيرة إلى أن السفينتين عادتا أدراجهما بعد هجوم بالصواريخ، وأن البحرية الأمريكية رافقتهما في طريق العودة إلى خليج عدن.
وتُعدّ هذه هي المرة الثانية التي تنجح فيها القوات اليمنية في إفشال وصول إمدادات عسكرية أمريكية إلى كيان الاحتلال، خلال أسبوع، حيث تمكنت، بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير الجاري، من استهداف سفينة الشحن العسكرية الأمريكية «أوشن جاز» في خليج عدن، لتتكشف الحقائق بعد ذلك بأن السفينة المستهدفة كانت تحمل معدات عسكرية أمريكية للكيان الصهيوني.
وفيما يؤكد حاجة العدو الصهيوني المستعجلة للعتاد العسكري، لم تنتظر أمريكا سوى يومين فقط من فشلها في تمرير الشحنة على متن سفينة «أوشن جاز»، لتدفع بسفينتين أخريين محملتين بشحنتي سلاح كبيرتين للمرور عبر باب المندب والبحر الأحمر، تحيط بهما البوارج والسفن الحربية الأمريكية والبريطانية، دون سلوك طريق الرجاء الصالح الذي يستغرق عبوره أكثر من 3 أسابيع حتى تصل السفينتين إلى موانئ الاحتلال؛ غير أن القوات البحرية اليمنية كانت لها بالمرصاد وتمكنت من إعادتها وقطع خط الإمداد العسكري للكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر.
تكتيكات عسكرية
وفي اعتراف بأن الخبرة العسكرية اليمنية وتكتيكاتها فاقت مثيلتها لدى أمريكا وبريطانيا، التي تمتلك أحدث الأسلحة ودعماً لوجستياً واستخبارياً دولياً من قوى عظمى، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أنهم بدؤوا بتطبيق تكتيكات الجيش اليمني العسكرية على مستوى الجيش الأمريكي.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن «الحوثيين أتقنوا تكتيكات الحرب غير النظامية خلال سنوات الصراع ضد التحالف الذي تقوده السعودية» ضد اليمن. ونقلت عن قادة عسكريين أمريكيين القول: «لسنوات قام الحوثيون بعمل جيد في إرباك الشركاء الأمريكيين في الشرق الأوسط، لدرجة أن مخططي الحرب في البنتاغون بدؤوا في تقليد بعض تكتيكاتهم».
وأضافت نقلاً عن قيادات في البنتاغون: «بعد أن تمكن الحوثيون من تسليح أنظمة الرادار التجارية المتوفرة عادة في متاجر القوارب وجعلها أكثر قابلية للتنقل، تحدى قائد أمريكي كبير قوات مشاة البحرية التابعة له أن يكتشفوا شيئاً مماثلاً، وبحلول أيلول/ سبتمبر 2022 كان مشاة البحرية في بحر البلطيق يتكيفون مع أنظمة الرادار المتنقلة المستوحاة من الحوثيين».
وأوضحوا: «لهذا السبب، بمجرد أن بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، عرف كبار مسؤولي البنتاغون أنه سيكون من الصعب مواجهتهم».
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، الذي قاد القيادة المركزية للجيش الأمريكي من عام 2016 إلى عام 2019، بينما كانت المملكة العربية السعودية تحاول هزيمة «الحوثيين» في اليمن: «هناك مستوى من التطور لا يمكنك تجاهله»، فيما قال فابيان هينز، خبير الصواريخ والطائرات بدون طيار والشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن: «إنه أمر مذهل، تنوع ترسانتهم».
وشبهت الصحيفة محاولة أمريكا إحداث تأثير في قدرة الجيش اليمني على ضرب السفن المستهدفة التجارية والحربية من دون جر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد، بأن هذا الأمر مثل من يحاول بشكل مستحيل إدخال خيط عريض في إبرة صغيرة للغاية.
المصدر عادل عبده بشر / لا ميديا