الإمارات تسبق السعودية بخطوة الوفاء للكيان الصهيوني

تقرير : مارش الحسام / لا ميديا -
عدوان الكيان الصهيوني البربري على غزة لا يوازيه جرماً ولا بشاعة سوى تلك التي الجرائم التي ارتكبها أذنابه (السعودية والإمارات) في اليمن على مدى تسع سنوات لم تلجأ فيها القوات المسلحة اليمنية إلى استخدام سلاح البحر الأحمر لردع العدوان على بلدنا، وهو السلاح الذي دخل حيز التنفيذ خلال العدوان على غزة، وهو ما ينم عن أهمية فلسطين وقضيتها لدى شعبنا وقيادتنا الثورية والسياسية.

كيان بلا بحر أحمر
ردا على جرائمها في غزة، توعدت القوات المسلحة اليمنية بإغلاق أهم الطرق البحرية أمام الملاحة الصهيونية، وبدأت فعلا التحرك باتجاه الوفاء بالتزاماتها تجاه فلسطين منذ 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، باحتجاز السفينة الصهيونية "جالاكسي ليدر" واقتيادها إلى سواحل الحديدة، وتلاها ضرب سفينتين صهيونيتين وتحييد البوارج الأمريكية المرافقة لها، في عملية نوعية للقوات اليمنية في البحر الأحمر، أعلن عنها ناطقها العسكري العميد يحيى سريع واعترف بها جيش العدو الصهيوني ووزارة الدفاع الأمريكية.
 
المعادلة اليمنية التاريخية
المعادلة اليمنية البحرية التاريخية، التي فرضها الجيش اليمني من البحر الأحمر إلى البحر العربي ضد السفن الصهيونية، أسفر عنها تداعيات كارثية لخنق كيان العدوان، وسط اعتراف رسمي بعجزه عن مواجهة المعادلة اليمنية، ليراهن بذلك على الدور الأمريكي (الراعي الرسمي للعدوان على غزة) والذي عجز هو الآخر عن مواجهة المعادلة اليمنية في ظل إخفاق بوارجه وأساطيله في حماية السفن الصهيونية من بأس المقاومة اليمنية.

عجز فاضح
العجز الصهيوني والأمريكي في مواجهة التهديد البحري اليمني، معناه الموت البطيء لاقتصاد الكيان، وبشكل أو بآخر يمكن اعتباره سبباً كافياً كفيلاً بإيقاف عدوانهما على غزة، وبلا شك دافعاً لهما في مواجهة هذا التحدي القادم من اليمن.

تحالف ثلاثي
يقر الكيان الصهيوني بعدم امتلاكه استراتيجية تسمح له بفتح جبهة جديدة في اليمن، وأنه بات يعول على تحالف أمريكي سعودي إماراتي لتنفيذ المهمة.
ونشر عدد من وسائل الإعلام العبرية مقالاً موحداً بعنوان "رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكي بايدن: الحوثيون في اليمن جبهتكم وليس جبهتنا".
وجاء في الرسالة المفتوحة أن "الجميع في إسرائيل مشغول هذه الأيام بحرب صعبة، وعودة المختطفين ومصير سكان الحدود وإدارة اقتصاد الحرب، ولا يوجد أي مبرر لفتح جبهة خامسة في اليمن البعيد".
وأضافت: "الآن ليس فقط لا يوجد سياح، بل إن سكان إيلات لأول مرة منذ 75 عاماً يبحثون عن ملاجئ"، في إشارة إلى الهجمات اليمنية خلال الأيام الماضية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة.
الرسالة قالت: "السيد رئيس الولايات المتحدة، نحن مقتنعون بأنكم ستحظون بالدعم في الانتخابات، للبدء في القضاء على التهديد الموجه ليس فقط ضد إسرائيل، بل أيضاً ضد السعودية ودول شبه الجزيرة العربية، وبعضها التي وقعت الاتفاقية الإبراهيمية مع إسرائيل".

"الجزيرة العبرية"
الرسالة المفتوحة لم تتناقلها وسائل الإعلام العبرية فقط، وإنما تناقلها بشكل أو بآخر عدد من وسائل الإعلام العربية، فقد بثت قناة "الجزيرة" القطرية تصريحات لمسؤول سابق في الموساد الصهيوني في مقابلة أجرتها معه قناة عبرية، أكد فيها أن الكيان يعوّل في وقف استهداف اليمن لسفنه على ثلاث دول حليفة، هي الولايات المتحدة والسعودية والإمارات، مضيفاً أن على الحكومة الصهيونية أن "تتحرك باتجاه ما سمّاه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي للتعامل مع هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، باعتبار إسرائيل جزءاً من ذلك التحالف"، حسب قوله، متهماً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب.

تحرك لإنقاذ الكيان
ويؤكد مراقبون أن أمريكا بدأت فعلاً التحرك باتجاه إنقاذ الكيان الصهيوني من الخطر اليمني من خلال الإيعاز إلى أذرعها في المنطقة العربية (السعودية والإمارات) لتحريك مليشياتها في اليمن، وهو ما أظهرته زيارة طارق عفاش، الذي يقود مليشيات مسلحة تمولها الإمارات في الساحل الغربي لليمن، إلى جيبوتي خلال الأيام الماضية، ولقاؤه ضباطاً صهاينة وأمريكيين، ناقش معهم المهمات الموكلة إليه بشأن التعامل مع التهديد الحوثي.

الإمارات تسبق السعودية بخطوة
مصادر مطلعة أكدت أن الإمارات كانت سباقة في تلقي المهمة الموكلة إليها من الكيان الصهيوني، حيث طلبت من قواتها الحليفة التابعة لطارق عفاش في الساحل الغربي، والقوات التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" بوضع خطط لحماية مرور السفن الصهيونية في البحر الأحمر وباب المندب، ومواجهة "الحوثيين" بالنيابة عن الكيان، وتحت يافطة "حماية ممرات الملاحة الدولية".
وأوضحت أن الإمارات تتحرك في هذا المضمار بطلب من واشنطن و"تل أبيب"، بهدف الحصول على دعم أمريكي صهيوني في ظل صراعها مع السعودية.

تحريك دُمى الإمارات
وأفادت مصادر مطلعة بأن الإمارات شرعت فعلا بتحريك مليشياتها في اليمن لمواجهة القوات المسلحة اليمنية نيابة عن الكيان. وأكدت المصادر أن طارق عفاش، الموالي للإمارات، وبعد لقائه ضباطا من "الموساد" خلال زيارته إلى جيبوتي، عاد لتنفيذ برنامج مدعوم من الإمارات يشمل تفجير خطوط القتال وكذا تدريب مليشيات بحرية تقوم بمهمة تأمين مرور السفن الصهيونية.
في المقابل أكد رئيس ما يسمى "الانتقالي الجنوبي"، المرتزق عيدروس الزُبيدي، الخميس، خلال لقائه مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جاهزية مليشياته الممولة إماراتيا للعب دور محوري في تأمين مرور السفن الصهيونية، جنبا إلى جنب مع الشركاء الإقليميين والدوليين ضد الهجمات من قبل القوات المسلحة اليمنية.

صنعاء ترد
وفي أول رد من العاصمة المقاومة صنعاء على تشكيل تحالف عسكري في البحر الأحمر، قال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد الحوثي في تدوينة على "إكس": "التهديد بتشكيل قوة يؤكد فشل القوة التي شكلت وتحالفت ضد شعبنا اليمني قبل المواجهة الحالية المباشرة مع الكيان".
وأضاف: "ما لم يستطع العدوان الأمريكي السعودي تحقيقه في تسع سنوات لن يحققه بعد ذلك بإذن الله".