أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني السيد هاشم صفي الدين، أن الصراخ الذي نسمعه من العدو الصهيوني نتيجة ضربات المقاومة الإسلامية في لبنان القوية والهادفة والصائبة والتي تصيبه بمقتل لا ينبغي أن تخيفنا، بل إن هذه الصراخات هي التي تجعله مردوعًا ومذعورًا وخائفًا من أن يخطئ خطأً كبيرًا بحق لبنان.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية عن السيد صفي الدين في كلمة له خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الحلوسية الجنوبية، اليوم السبت، قوله: إنه طالما هناك حرب على غزة وتهديد لأهلها وقتل للأطفال والنساء، فإن كل قوى المقاومة الشريفة في منطقتنا سوف تبقى تضغط على العدو الصهيوني بأية وسيلة ممكنة، وهذا لن يتوقف، ولا مجال اليوم للتحدّث عن إيقاف جبهة دون جبهة، وعن إيقاف ضغط مع إعطاء الصهيوني كامل الحرية في القتل واستهداف غزة.

وأضاف: وبالتالي، فإن الضغط المستمر من قبل أطراف المقاومة في منطقتنا على الصهيوني والأمريكي، هو في الحقيقة قوة إضافية لكل محور المقاومة، نحتاجها جميعًا للحاضر والمستقبل، ولهذا نعتقد أن العدو في نهاية المطاف لن يبقى أمامه خيارات، لا سيما وأنه بعد 43 يومًا من حربه على غزة، لم يحصل لغاية الآن على المستوى العسكري على أي شيء سوى قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت وارتكاب المجازر التي نشاهدها.

واعتبر السيد صفي الدين أن قوة الجيوش ليست فقط في امتلاك آلات الدمار والقتل، وإنما في الضباط الذين يمتلكون عقيدة وقناعة، وفي الجنود الذين يقاتلون في الميدان بصلابة دون تردد وخوف ووجل، بينما الصهاينة اليوم في الطرف الآخر من الحدود لا ينامون الليالي في معظم الأوقات، وبالتالي، فإن جيش العدو مُنهك.

وأوضح أن هذا الإنهاك ليس حصيلة يوم أو يومين، وإنما حصيلة العقود والسنوات الماضية، فالضربة التي تلقاها عام 2000 ليست قليلة، وكذلك التي تلقّاها في العام 2006 كانت من أعظم الضربات التي أنهكت هذا الجيش الذي يعمل على تحسين صورته، ولم يتمكّن إلى الآن، والدليل ما يحصل في غزة.

وأكد السيد صفي الدين أن الإمكانات والدعم الأمريكي لا يُخيفنا كمقاومة، ولا أبناء المقاومة المجرّبين، ولا يجعلنا في موقع أن ننظر إلى هؤلاء أنهم قادرون على إحداث تغيّرات كبيرة في المنطقة، التي أصبحت منذ زمن طويل على موعد مع الانتصارات الكبرى للمقاومة ومحورها.

وأضاف: "نحن سنكون جميعًا على موعد مع إنجاز جديد جراء نتائج عملية "طوفان الأقصى"، نرى فيه إنهاكًا إضافيًا على المستوى العسكري والأمني لجيش العدو، وعندها تتحطم الثقة بين الجيش والصهاينة، ولا يبقى أمامهم طريق إلاّ الرحيل، وهذا يحتاج إلى وقت وزمن وصبر وحكمة وشجاعة، وكل هذه الأمور إن شاء الله موجودة في مقاومتنا".

واختتم السيد صفي الدين كلمته بالقول: "يبقى حُزننا على هذه المجازر من قتل للأطفال والنساء، فالذي يحصل لا شك أنه يدمي القلوب، ولكنه يشحذ فينا قوة إضافية من أجل أن نقاوم أكثر، وأن نزداد قوة انتقامًا لهذه الدماء، وإحقاقًا للحق الذي نعتقد به".