تقرير / لا ميديا -
مضى أسبوعان على عملية «طوفان الأقصى»، التي هزّت كيان الاحتلال الصهيوني وصورته العسكرية أمام العالم، حيث لم يرَ هذا الكيان أمامه لترميم هذه الصورة الفاشلة إلا شن عدوان همجي على قطاع غزة، مُخّلِفاً آلاف الشهداء والجرحى، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وإضافة إلى الثبات والنجاح الكبير لكتائب القسام وبقية فصائل المقاومة، أمام العدوان الكوني على غزة، وحالة الارتباك والخوف الذي يعيشه الكيان من القيام بعملية برية في القطاع، يتكشف، يوماً بعد آخر، القلق العميق داخل مؤسسات صناعة القرار في كيان الاحتلال، مِن جرّاء إمكانية فتح حزب الله معركة كبيرة على الجبهة الشمالية للأراضي المحتلة.

الكيان يعترف:«حزب الله» الرقم الصعب وصواريخه تُغطّي كل مكان في فلسطين
كشفت «القناة 13» العبريّة، أمس، النقاب عن أنّ المؤسسة الأمنيّة في حكومة الاحتلال الصهيوني باتت متأكّدةً من أنّ «حزب الله» سيخوض المعركة الشاملة مع الكيان، وأنّ السؤال ليس «هل سينضم؟»، وإنّما هو «متى؟»، لافتةً إلى أن «اجتياح القطاع» برياً سيكون بمثابة قوّة دفع لحزب الله للبدء في المعركة بكل قوته.
وفي السياق، نشرت صحيفة «هآرتس» العبريّة تحقيقاً عن أسلحة حزب الله الفتاكة، واستذكرت أنه في العام 2010 قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، لنظيره الصهيوني إيهود باراك، إن حزب الله يملك أسلحة تفوق الأسلحة التي تمتلكها معظم دول العالم.
وتابعت الصحيفة، التي اعتمدت على مصادر صهيونية وأخرى أجنبية، أنه منذ ذلك الحين وحتى اليوم يُواصِل الحزب تعاظم قوّته العسكرية، وأن مخزن الأسلحة الذي يمتلكه بات كبيراً جداً، ليس كمّاً فقط، بل من ناحية الكيفية، مشيرة إلى أن حزب الله لديه «أكثر من 150 ألف صاروخ، معظمها تصل إلى عشرات الكيلومترات، في حين أنه يملك الصواريخ التي يصل مداها إلى مئات الكيلومترات، أي أن كل موقع في إسرائيل باتت في مرمى صواريخ حزب الله».
على صلة، قال المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبريّة، يوسي يهوشع، إن ما وصفها بـ»المناوشات» التي تجري يومياً شمال الأراضي المحتلة، معظمها تنفذه حركتا الجهاد الإسلامي وحماس، من الأراضي اللبنانية؛ لكنه يرى أن حزب الله وافق عليها.
وتابع بالقول: «إن الكيان ومنذ 2006 تجنّب الدخول مع حزب الله في أي مناوشات قد تؤدي إلى سقوط قتلى بين عناصره، حتى لا تتفاقم الأوضاع».
وتطرّق إلى الفشل المجلجل على أيدي أبطال القسام في أول أيام عملية «طوفان الأقصى»، قائلاً: «لقد نمنا أثناء الحراسة، وباغتونا وسروالنا في الأسفل، في يوم عيد سمحات توراة، شهد الجيش الإسرائيلي يوم الغفران 2023. بعد خمسين عاماً ويوماً من فشل تلك الحرب، ورغم عقود من الحديث عن الدروس المستفادة وفشل المفهوم، وجدت إسرائيل  نفسها في مواجهة وسروالها في الأسفل».
ومضى قائلاً: «من المستحيل أن نقول ذلك بكلمات أكثر وضوحاً وألماً وحِدّةً من هذه الكلمات: أقوى جيش في الشرق الأوسط، وأحد أكثر الجيوش تقديراً في العالم، استيقظ في السابع من أكتوبر على مفاجأة كاملة. لقد تحطمت في وجوهنا كل التقديرات التي تقول إن حركة حماس (مردوعة) وغير معنية بالحرب وتُريد أن تحكم قطاع غزة ولا تنزلق إلى الصراع. الصورة الاستخبارية التي سيطرت على المنظومة، والتي أدت إلى نقل القوات من غزة إلى الضفة الغربية المشتعلة، تبيَّن أنها خاطئة من الأساس. وثمن هذا الخطأ حدث لم نعرف مثله في الجيل الماضي».
ومن ناحيته، قال المحلل السياسي الصهيوني ميرون رابوبورت إن «هذا المستوى من المباغتة لم يحدث، ولا حتى في حرب 1973»، موضحاً أن أجهزة استخبارات الكيان، رغم مرور أسبوعين على الهزيمة، مازالت «في حالة من الذهول»، وأن الثقة الصهيونية بجيشهم «اهتزت حتى النخاع».

الأمريكيون يُحذّرون:«القبة الحديدية» مرهَقة وترسانة «نصر الله» تطغى عليها
ذكرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن القبة الحديدية (الدفاعات الجوية للكيان الصهيوني) مهددة بالتعرض لإرهاق الهجمات الصاروخية، إذا امتدت الحرب المتصاعدة في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.
وأضافت الوكالة: «مثل أي نظام دفاع جوي، يعتمد نظام القبة الحديدية على مخزون كافٍ من الصواريخ الاعتراضية، ويمكن تجاوزه إذا كان الهجوم القادم كبيراً بدرجة كافية»، مشيرة إلى أن المقاومة في غزة أطلقت «كميات كبيرة من الصواريخ في الهجوم، وهي زيادة كبيرة عن العمليات السابقة. كما أن صواريخ حماس، حالياً، أكثر تقدماً مما كانت عليه في المعارك السابقة».
وأكدت الوكالة أن المسؤولين الأميركيين يشعرون بالقلق إزاء احتمال قيام حزب الله بإطلاق صواريخ دقيقة التوجيه على «المستوطنات» الصهيونية.
وأوضحت «بلومبرغ» أنه «حتى الانخفاض الطفيف في معدل اعتراض القبة الحديدية إلى نحو 80٪ سيعني أن العديد من الصواريخ ستصل إلى أهدافها، إذا بدأت حماس أو غيرها جولة أخرى من الهجمات المكثفة».
وقالت إن «حزب الله هو الطرف غير الحكومي الأكثر تسليحاً في العالم»، ولديه مخزون كبير ومتنوع من الصواريخ غير الموجهة والصواريخ البالستية والمضادة للطيران والمضادة للدبابات»، مشددة على أن «دخول حزب الله الحرب يعني أن صواريخه ستطغى على دفاعات القبة الحديدية».

مقر «فرقة غزة» تحت سيطرة القسام.. تقرير صهيوني يعترف بالضربة النوعية
اعترف تقرير صهيوني بالضربة النوعية التي وجهتها كتائب القسام لقيادة فرقة غزة، في اليوم الأول من معركة «طوفان الأقصى»، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي.
وقال المحلل العسكري الصهيوني ألون بن ديفيد إن قوة النخبة في كتائب القسام اقتحمت مقر قيادة «فرقة غزة»، الذي يقع في «مستوطنة ريعيم»، وقتلوا الجنود بداخله، بينما أغلق قائد الفرقة غرفته على نفسه بعد أن عرف باقتحام المقر.
وكشف بن ديفيد أن المجندات المسؤولات عن المراقبة لم يعرفن شيئاً، بعد أن تعطلت الشاشات المرتبطة بمنظومات المراقبة أمامهن، وأكد أن الهجوم كان «مفاجأة من العيار الثقيل».
وذكر أن قائد الفرقة أغلق على نفسه مقر القيادة المركزية، الذي يقع تحت الأرض، بزعم أنه «يريد قيادة المعركة»، بينما تجول مقاتلو النخبة وقتلوا الجنود والمجندات وخاضوا معركة ضارية حققت لهم سيطرة على المقر، لعدة ساعات، دون أن ينجح جيش الاحتلال في السيطرة عليه.
خلال الهجوم كان لدى المقاتلين الوقت للكتابة على المقر بعد أن نجحوا في السيطرة عليه، يقول التقرير الذي عرض صوراً من الدمار الواسع الذي لحق به والكتابات التي تركها المقاتلون: «أبو إبراهيم مر من هنا» أبو أنس مر من هنا «كتائب القسام».
ويقول المحلل الصهيوني: «مكثوا في المقر نصف يوم، وكان لديهم وقت للكتابة والضحك».
ويعترف بأن الهجوم القسامي الصاعق لم يسمح للجنود حتى بالقتال، ومن حاول منهم الاشتباك مع قوة النخبة قُتل.
وتعتبر فرقة غزة المسؤولة المباشرة عن التعامل مع قطاع غزة في مختلف الملفات المتعلقة بالحرب والاستخبارات وتجهيز الخطط والهجوم والتنسيق مع هيئة الأركان في قوات الكيان الصهيوني.

خسائر الاحتلال خلال 11 يوما فقط ناهزت خسارته الكاملة في حرب لبنان
أفاد مدير صندوق التعويضات في كيان الاحتلال، أمير دهان، بأن إجمالي خسائر الكيان الصهيوني خلال 11 يوماً الأولى من حرب الكيان على غزة، بلغ نحو 373 مليار دولار أمريكي.
وأشار إلى أن التكلفة الكبيرة «تضاهي خسائر تل أبيب في الحرب الكاملة، التي شنتها على لبنان عام 2006، واستمرت 34 يوماً».
ونقلت صحيفة «كالكليست» العبرية عن دهان قوله: «تلقينا 15 ألف طلب تعويض، ونتوقع أن يصل هذا العدد إلى 45 ألفاً في نهاية الحرب، أي ضعف ما دفعناه في حرب لبنان 2006».
وزعم أن الأراضي المحتلة «تعرضت للقصف بنحو 240 صاروخاً في المتوسط خلال اليوم الواحد من أيام حرب لبنان الثانية، أما الآن فإننا نتحدث عن 25 ألف صاروخ يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر فقط»، حد قوله.

مكتب نتنياهو يحرق وثائق لمداراة فشله
طالبت «الحركة الديمقراطية» في الأراضي المحتلة، المستشارة القضائية في الكيان الصهيوني، بالتحقيق في إحراق ديوان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وثائق بعد هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وقالت الحركة إن ديوان نتنياهو أحرق وثائق عقب هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لتقليص مسؤوليته عن الإخفاق.
ولم يعلن نتنياهو حتى الآن تحمل المسؤولية عن الإخفاق، ويحاول التهرب من ذلك باقتراف مجازر دموية في قطاع غزة.