صــلاح الدكاك -

يا عرين الشام بالأسَدِ
كعبةً للمجد دُمْ وسُدِ
دُمْ على هام العُلا عَلَماً
أخضرَ العينين للأبدِ
ظافراً خيطانُه نُسجت
من نياط القلب والكبدِ
واخلدي سوريةٌ بلداً
يعربيَّ النبض والخلَدِ
خافقاً يُحيي العروبةَ قد
جَلَّ عن أحضانها البَددِ
طائرُ الفينيق أنتِ له
في رماد التَّيْه والرمدِ
كلما شتَّت عروبتُنا
بُعِثت سوريَّةُ الرشَدِ
شعبُكِ الخلّاقُ من شِيمٍ
وحَّدَ الأعراقَ في جسدِ
أمميّ العيش أضلُعُهُ
ضمَّتِ البلدان في بلدِ
عالميّ الفكرِ عن يدِهِ
قد جرَت بالحرفِ كلُّ يدِ
يا دمشق الرفض يا زمناً
من حريرٍ محكمِ الزَّرَدِ
يا سماءً من وضاءتها
خالَها الرائي بلا عمَدِ
صهينتْ لولاك أمَّتَنا
طفرةُ المازوت والرَّغدِ
عثمنتها مِلَّةٌ جُبِلت
من خوازيقٍ ومن عُقَدِ
ومحت آثارَها جزرٌ
شمخت طفواً على زَبدِ
يا دمشق الماء أيُّ هوىً
فيك يُذكي النار من برَدِ؟!
دوزنت أوتارُ مِزهرِه
أغنياتِ البلبل الغرِدِ
دمعةٌ من مقلتَيْ بَرَدى
برعمت “قاسيون” من جَلَدِ
لي بلادان وعفوَهما
إن أكُن ثنَّيتُ في العددِ
أنا إن شأَّمتُ في يمنٍ
خافقي أرسى ولم يحدِ
وطني هذا وذا وطني
بلدي هذا وذا بلدي