أكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الأعداء يريدون أن يصبح الشعب اليمني بلا هوية ولا انتماء كوسيلة للسيطرة عليه فيصبح شعباً مفككاً ليس لديه ما يجمعه.
وقال قائد الثورة، في خطاب له مساء اليوم عشية ذكرى المولد النبوي الشريف، إنه «لا مشكلة لنا مع الجمهورية، لأن الذي يهمنا هو قيام الحق والعدل وتحقيق الخير للبلد، وليس لدينا مشكلة مع الجمهورية، فنحن نريدها جمهورية تجسد الانتماء الإيماني الأصيل لشعبنا».
وأضاف: «نريد للجمهورية أن تحقق آمال شعبنا في الحرية والاستقلال والعيش الكريم، وأن تجسد انتماء شعبنا الإيماني وتحقق تطلعاته».
وشدد على مبادئ الهوية الإيمانية كونها مبادئ تحررية، حيث يأبي الشعب اليمني أن يستعبده أحد، ولا يرضى العبودية لغير الله، وهو من أكثر الشعوب في العالم حفاظًاً على أخلاقه وقيمه الإيمانية، وهذا يتجلى في مدى تفاعله مع مناسبة ذكرى المولد النبوي.
وتابع السيد القائد: «حديثنا عن الهوية الإيمانية هو حديث عن محل فخر لشعبنا العزيز، ومسؤوليةٌ علينا الحفاظ عليها ليتوارثها أجيال بلدنا جيلاً بعد جيل»، مشيراً إلى النظرة المتأثرة بالأعداء التي تأتي في سياق الحرب على شعبنا ومؤسسات دولته هي نظرة تقدم تصوراً سلبياً قاتماً وكأن ليس هناك أي إنجاز.
وبخصوص الحرب الناعمة التي يشنها الأعداء للتقليل مما تحقق من إنجازات أكد السيد عبد الملك الحوثي أن أصحاب النظرة السلبية لن يعترفوا بأي إنجاز في الفترة الماضية، حتى بتطور القدرات العسكرية التي شاهد شعبنا جزءاً منها في العرض العسكري، مضيفاً أن الأعداء شاهدوا قدراتنا العسكرية وشهدوا ضرباتها التي وصلت إلى العمق السعودي والإماراتي رغم وجود منظومات دفاعية متطورة، وأن حجم الإنجاز الكبير في المجال العسكري يرسخ الأمل لشعبنا أن هناك أملاً بتغيير حقيقي وإصلاح فعلي في مؤسسات الدولة.
وبخصوص التغييرات الجذرية المرتقبة تحدث قائد الثورة في خطابه اليوم عن مقدمة لما سيتم الإعلان عنه في خطابه عصر اليوم، مشيراً إلى أن التغيير الجذري يجب أن يترافق مع توجه شعبي من أجل تغيير الواقع، وأن هذا التغيير يتطلب تحركاً شاملاً من الجميع.
ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أنه في إطار التغيير سيكون هنالك اهتمام بأولويات منها مواصلة السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة، مؤكداً أنه إذا لم تنجح  المفاوضات فلشعبنا الحق بالعمل بكل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال.
وأشار إلى أن استعادة اللحمة الوطنية وتحقيق الاستقلال التام هما ضمن أولويات التغيير الجذري.
وأضاف: «سيبقى الوضع الاقتصادي والهم المعيشي ضمن الأولويات، وكذلك السعي بالوصول بالبلد إلى بلد منتج في كل الجوانب»، مشيراً إلى أن الشعب اليمني على موعد في كلمة الغد (اليوم) للإعلان عن المرحلة الأولى من التغيير.
عبر قائد الثورة عن أمله أن تساعد مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على إصلاح الواقع في مؤسسات الدولة.
وقال: «نحن على موعد غداً (اليوم) للحديث عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري الذي كان ضرورة منذ البداية»، مؤكدا أن مسألة التغيير الجذري ليست مسألة تعود لمستجدات أو ضرورة جديدة، فالخلل قديم، والمواطن يصيح منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أن  الخلل يعود للعمق وهناك الكثير من الأنظمة والقوانين واللوائح والمفاهيم السلبية المترسخة في الأداء الرسمي لمؤسسات الدولة.
ولفت قائد الثورة إلى أن غياب معيار الكفاءة من أهم أسباب المشاكل في كل مؤسسات الدولة، فلا الدستور يشترط ذلك ولا أي قانون.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: «لا ينبغي أن يستمر الحال في مؤسسات الدولة كما هو عليه؛ لأن هناك اختلالات عميقة في الأنظمة والقوانين والإجراءات وكل شيء».
وعبر السيد عبدالملك الحوثي عن أمله في حضور الشعب اليمني حضوراً واسعاً في كل ساحات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عصر اليوم.