اليمن بالحبر الغربي -
سلط مركز «ستراتفور» الأمريكي، المتخصص في البحوث السياسية، الضوء على احتدام التنافس الإقليمي بين السعودية والإمارات، مشيرا إلى أن التوترات المتزايدة بين البلدين ستؤدي إلى زيادة المنافسة الاقتصادية والدبلوماسية والدفاعية، ما يجعل من الصعب على بعض الشركات العمل في البلدين معاً، ويؤدي إلى تفاقم المخاطر الأمنية في دول مثل السودان واليمن.
وذكر المركز، في تقدير، أن تصريحات ولي العهد السعودي، التي نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال» مؤخرا بشأن توتر العلاقات مع الإمارات، «تحركها المنافسة بين نماذج التنمية الخاصة بهما وسياساتهما الخارجية المتباينة».
وأشار إلى تزايد التنافس بين الرياض وأبوظبي، كمركزي أعمال إقليميين، على الاستثمار والسياح والعمالة الماهرة والسمعة، حيث تتداخل نماذج التنويع الاقتصادي الخاصة بكل منهما. وللبلدين أيضاً سياسات خارجية متضاربة، بما في ذلك الخلافات طويلة الأمد حول كيفية التعامل مع الحرب في اليمن والانقسامات الأخيرة حول الجهة التي تتلقى الدعم في الصراع الأهلي المستمر بالسودان.
ونمت علاقات السعودية والإمارات بشكل وثيق بعد صعود الأمير محمد بن سلمان إلى سدة السلطة في السعودية عام 2016، حيث أدرك البلدان تهديدات متبادلة من إيران وقطر والإسلام السياسي. وفي ذلك الوقت رأت الرياض وأبوظبي في انتخاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، فرصة لتعزيز علاقاتهما مع واشنطن، وبالتالي إعادة تشكيل البيئة الاستراتيجية للمنطقة لصالحهما.
وضغط البلدان معاً لدعم خروج إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني (2015)، وتدخلا في الحرب اليمنية وحاصرا قطر في الفترة 2017 - 2021.
في اليمن، تقترب السعودية من الحكومة المعترف بها دولياً، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يؤيد انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وفي كلتا الحالتين، يشعر السعوديون براحة أكبر في العمل مع الدول والقادة المعترف بهم دوليا لتحقيق أهدافهم، حتى لو كانت هذه الدول فاسدة أو غير فعالة، في حين يبدو الإماراتيون أكثر استعداداً لاستخدام «وكلاء» قد يهددون وحدة الدول التي ينشطون فيها، لتحقيق أهدافهم.
وفي حين تهدف السعودية إلى تأمين أراضيها من هجمات الحوثيين وتقليص دورهم في اليمن، يركز الإماراتيون بشكل أكبر على تطوير الموانئ اليمنية والسيطرة عليها، واستهداف الحركات الإسلامية السياسية، مثل حزب الإصلاح اليمني، وتطوير جنوب اليمن كشريك اقتصادي محتمل في حال انفصاله.
وفي عام 2019، أفادت تقارير بأن الإمارات أغضبت السعودية عندما سحبت قواتها من القتال ضد الحوثيين للتركيز على مصالحها في الجنوب.
وبدون نهج موحد تجاه اليمن، سيتجرأ المجلس الانتقالي الجنوبي على تحدي الحكومة اليمنية الضعيفة، التي تدعمها السعودية، لزيادة حكمه الذاتي أو حتى إعلان الانفصال.
وبحسب تقدير «ستراتفور»، فإن هذا الانفصال قد يصبح أكثر ترجيحاً إذا أصبحت السعودية عدوانية تجاه الإمارات، مشيرا إلى أن الإمارات عملت على إبلاغ الرياض بمخاطر مثل هذا النهج من خلال تهديد وحدة الجار الجنوبي للمملكة.

مركز «ستراتفور» الأمريكي