صلاح الدكاك -

إذا لم يسالمك الخليجُ فحاربِ
وباعِد إذا دانَى حجيجُ التقاربِ
أرى كفَّةَ الثوَّار تلوي ذراعَها
أكفُّ السياسيين من كلِّ جانبِ
أرى شوكةَ الكيَّالِ بالقِدرِ أخسرت
على طاولاتِ السِّلمِ قَدرَ المُحارِب
‏ظمئنا فأظمأنا الرياضَ بنفطها
فكيف انكفأنا نجتدي فضلَ شاربِ؟!
صرفنا «جنابي» ثأرنا عن ضروعها
ورحنَا بها نبغي رؤوسَ الحوالبِ
ومن لم يُصب أظلافَها في «خليجها»
أيُدمي قروناً في بلاد الأجانبِ؟!
جَبرنا قصورَ النفط مِن كسْرها وقد
تعافت، وبتنا فوق ردم الخرائبِ
‏تمخضت السبعُ السماوات رحلةً
سباعيةً والبحرُ سبع مراكبِ
فلا الحربُ صانت للثرى ثرواتِهِ
ولا السِّلمُ واسى شعبَنا بالرواتبِ
ولا ردَّ عفريتٌ من الجنِّ عرشَنا
ولا عِلمُ ذي عِلمٍ أتانا بماربِ
فَرِحنا بـ«ساعات الوفود» هَديّةً
فلم نجنِ منها غير سُمِّ العقاربِ
بلادٌ عليها الليلُ أرخى سُدوله
وأهدابُها شاخت بوعدِ الكواكبِ
يَمنُّ عليها المتخمون بفضلةٍ
ومن لحمها تُطهى كبارُ المآدبِ
يُمزمزها الداني ضروعَ جبايةٍ
ويلهو بها القاصي حقولَ تجاربِ
وما نالها الغازي الغريبُ بمكرِهِ
وأثخنها في الظهرِ مكرُ الأقاربِ