صلاح الدكاك / لا ميديا -
سكت وإلى الأبد قلبُ «الجمهورية»،لن ينبض مجدداً، ولن يواسي بخفقانه دورة دمها التي مزقتها أنياب الحرب أوردةً وشرايين بامتداد الجمهورية المنفى.
من يعزينا في غيابك يا عدنان؟! وأنت كنت حضوراً غامراً في الغياب الطويل الذي يلفح أرواحنا بوحشته طيلة عقد من الشتات القسري؟!
أنعزي فيك؟! ومن نعزي؟! وهل نعيش إلا لنموت مراراً في أصدقاء كبار بقامتك يا عدنان، تفجعنا أخبار رحيلهم على غفلةٍ من قلوبنا المثخنة بموات الأيام وانفلات ملامح الحلم في وطن يلتئم جرحَنا المفتوح بلا نهاية على المزيد من الجراح؟!
وهل نعيش إلا موتنا في أصدقاء بدفء روحك وعنفوان وفائها العصي على مكر العاصفة؟!
عدنان يا آخر ابتسامة على مباسم الحالمة التي يلفها العبوس.. بأي ثغر سماوي تتجمل المدينة بعدك يا صديقي؟!
كنت “جمهوريتنا” ولا جمهورية لنا اليوم نَحِنُّ إليها ونعتنقها حقاً.. والشتات اكتملت فصوله برحيلك والحرب التي غفت لبرهة استعادت ضراوة يقظتها القاتلة وشبقها لمضاجعة رفات الأحياء الموتى!
قلت لك في آخر رسالة: “كلنا عدنان ولن نخذلك ولن نسمح للموت أن يستشري خلف أضلاعك وينفرد بك ونحن عصبة” وكان جوابك الفاجع: “فات الأوان يا صديقي ولا جدوى”!
وها أنت ترحل بـ”كلِّنا” وتتركنا وحيدين وفرائس لسياط ضمائرنا التي كبلتها عزةُ نفسك عن أن تمتد أيادي بالعون أو النجدة فنزعم أننا قد فعلنا شيئاً ونتملق وجعنا بعزاء وقوفنا إلى جانبك وأنت تحتضر صامتاً عزيزاً محباً مواسياً لضمائرنا العاجزة!
وداعاً يا صديقي ولنا لقاء، رافقتك إليه أرواحنا وتخلفت عنه أجسادنا لتعيش موتك وتموت بك حسرةً قبل أن تتعافى بموتها!
وداعاً قلب جمهوريتنا الذي سكن.. وداعاً عدنان أحمد علوان اليوسفي.