تقرير / لا ميديا -
يوماً بعد آخر، تتكشف حقيقة ما تُسمى «الحملة الأمنية» لسلطة الخونج، على قرى عُزلة شرجب بمديرية الشمايتين في محافظة تعز المحتلة، بحجة البحث عن مطلوبين في جريمة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، مؤيد حميدي، ظهر الجمعة الموافق 21 تموز/ يوليو الجاري، بمدينة التربة، مركز المديرية الخاضعة لأدوات الاحتلال.
وشهدت منازل المواطنين في شرجب على مدى أيام الأسبوع المنصرم، حملة اقتحامات نفذتها عناصر الخونج تطورت إلى عبث متعمد وعمليات سلب ونهب للممتلكات، وأبرزها منزل الشهيد الشيخ أحمد سيف الشرجبي، واعتقال العشرات من أبناء المنطقة بينهم 12 شخصاً من أسرة الرمز الوطني أحمد سيف، بخلاف ترويع النساء والأطفال، الأمر الذي عده مراقبون، تجاوزاً للأخلاق والعادات والتقاليد، واستهدافا ممنهجا لتاريخ الشهيد أحمد سيف الشرجبي وأبناء منطقته العصية على نفوذ الخونج.
مصادر محلية أفادت أن عشرات الأطقم الأمنية وأخرى يستقلها ملثمون يرتدون ملابس مدنية، اقتحمت منازل المواطنين وأبرزها منزل الشهيد الشرجبي، وقامت بتحطيم كل ما وقعت عليه أيديهم من أثاث المنزل، ونهب المقتنيات الخاصة بمتحف الشهيد أحمد سيف الشرجبي، وما يحتويه من أنواط وأوسمة حصل عليها خلال مسيرته النضالية من قيادات سياسية يمنية ومصرية، بينها درع «النيل» الذي منحه الرئيس جمال عبدالناصر، كما نهبوا الكثير من الوثائق التاريخية التي تسرد تاريخ ونضال الشعب اليمني قاطبة وأبناء الحجرية خاصة.
وأكد ذلك نجل الشهيد الشرجبي الذي ظهر في «فيديو» مصور بمنزل والده مع مجموعة من مشائخ وأعيان شرجب، بعد عملية الاقتحام، حيث اتهم الشرجبي ما تُسمى «الأجهزة الأمنية» التابعة للخونج باستهداف تاريخ الشهيد أحمد سيف.
وأشار عبدالوهاب الشرجبي إلى أن الملابس التي كان يرتديها والده لحظة استشهاده، وقامت الأسرة بالاحتفاظ بها مضرجة بدمه، تم سرقتها من قبل منفذي الحملة، متسائلاً بنبرة حزن: «احتفظنا بها كذكرى، ليش يشلوها، ليش تسرق ثياب أحمد سيف؟»، لافتاً إلى أنه تم نهب «البندق» الخاصة بوالده ومقتنيات أخرى بالإضافة إلى الذهب الخاص بأسرته.
وقال: «هذه ليست حملة أمنية للبحث عن مطلوبين، وإنما استهداف لتاريخ الشهيد أحمد سيف الشرجبي».
وأظهر مقطع الفيديو المتداول لمنزل الشهيد الشرجبي، حجم الضرر الذي ألحقته قوات «الإخوان» بأثاث المنزل والعبث بمقتنياته.
وفي هذا الصدد أصدر مشائخ ووجهاء الحجرية بياناً شديد اللهجة أدان الممارسات الشنيعة التي ارتكبها الخونج بحق شرجب، واقتحامهم لمنازل المواطنين والعبث  بمحتوياتها ونهب مقتنيات ثمينة وترويع النساء والأطفال وتنفيذ اعتقالات عشوائية للمواطنين بدون أي مسوغ قانوني وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية ومحاولة تصفية الحسابات الشخصية والمناطقية مع الحجرية وأبنائها.
كما أدان البيان الانتهاك السافر والهجوم الذي تعرض له منزل الشهيد الشيخ أحمد سيف الشرجبي واعتقال عدد من أبنائه وأحفاده، واستحداث نقاط عسكرية جوار البيت في محاولة لتشويه التاريخ الوطني والرصيد النضالي لهذه الأسرة واتهامها بتنفيذ تصفية المسؤول الأممي.
وأكد البيان أن ما يحدث لشرجب وأبنائها هو استهداف للحجرية خصوصاً وتعز بشكل عام وأن على جميع مشائخ ووجهاء تعز واليمن وشخصياتها الاجتماعية والمنظمات والمجتمع إدانة ما تتعرض له شرجب وأبناؤها والوقوف بحزم ضد الانتهاكات والاعتقالات التعسفية للمواطنين.
وطالب مشائخ ووجهاء الحجرية بإيقاف أفراد وقيادات تلك الحملة، ومحاسبتهم وإعادة الاعتبار لرمز الحجرية والجمهورية العملاق الشرجبي، وإعادة المنهوبات، ومحاسبة جميع المتورطين بهكذا عبث ليس له أي علاقة بمزاعم البحث عن مطلوبين، لا وجود لهم من الأساس.
وأكدوا إدانتهم بأشد العبارات الجريمة النكراء التي استهدفت مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي في مدينة التربة، مطالبين بسرعة القبض على المتهمين والمنفذين الرئيسيين والتحقيق في الحادثة ونشر الاعترافات للرأي العام وكشف الملابسات والتفاصيل والطرف الذي يقف خلف هذه العملية.
واعتبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث في منطقة شرجب من انتهاكات لأبنائها ورمزها الشيخ أحمد سيف، سيناريو لطالما استخدمته سُلطة الخونج في مناطق سيطرة الاحتلال بتعز، لفرض نفوذها وتصفية خصومها. مؤكدين أن عزلة شرجب ومدينة التربة ومديرية الشمايتين بشكل عامل، كسرت شوكة «الإصلاح» الذين فشلوا في إخضاعهم، رغم استحداثهم نحو 10 معسكرات في المديرية بغرض إرهاب أهلها.
في السياق ذاته كشفت وثيقة رسمية مرفوعة من مأمور ضبط قضائي، وعاقل عزلة شرجب أحمد خالد الشرجبي، إلى قيادة ما تُسمى شرطة تعز، جانباً من ممارسة الخونج في شرجب.
ووصفت الوثيقة ما حدث من «استفزازات متعمدة وممارسات عبثية وغير قانونية صدرت من أفراد الحملة الأمنية» بأنها «لا تمت للمؤسستين العسكرية والأمنية بأي صلة وذلك من خلال قيامهم بتفتيش منازل ليست من ضمن المنازل المطلوب تفتيشها ودون أي مسوغ قانوني وقيامهم بالعبث بأدوات تلك المنازل ونهب بعض المقتنيات الثمينة».
وأضافت الوثيقة أن التفتيش «لا يتم إدارته بالشكل الصحيح ويتم دخول عشرات الأفراد لتلك المنازل وكذا قيام بعض الأطقم المنتشرة باعتراض كل من يصادفون من المارة واحتجازهم لحجج واهية دون أي دواع لذلك».