لا ميديا -
خلف الاجتياح الصهيوني للبنان وخروج قوات الثورة الفلسطينية عام 1982، مرارة على جيل بكامله. تفجّرت تلك المرارة غضباً  بعد أهوال مجزرة صبرا وشاتيلا في 16/ 9/ 1982. ولّدت كل تلك الظروف العاصفة لدى الفلسطينيين حالة بضرورة الردّ، وإثبات أن المخيم الفلسطيني رغم المجازر والحرائق يحضن العنقاء، وأن طريق الثورة لايزال سالكاً للسائرين عليه، واثقين من الوصول.
ولدت فرانسواز هنري كاستيمان عام 1956 في مدينة نيس بفرنسا. درست في بلدها وعملت في مجال التمريض، وانضمت إلى الحزب الشيوعي الفرنسي.
جاءت إلى لبنان وعملت كممرضة في الهلال الأحمر الفلسطيني بمخيم الرشيدية. انضمت إلى حركة فتح وتزوجت من الشهيد النقيب فتحي خليل ضاهر.
بعد معايشتها لضحايا الاعتداءات الصهيونية المتكررة، طلبت من فتح تدريبها على السلاح لتنخرط في العمل الفدائي المسلح. وتُوجت مهاراتها بإطلاق الصواريخ باختيارها للمشاركة في تنفيذ عملية فدائية في عمق فلسطين المحتلة.
في 23 أيلول/ سبتمبر 1984 (الذكرى الثانية لمجزرة صبرا وشاتيلا)، انطلقت المجموعة المكونة من 5 فدائيين، أحدهم زوجها، بواسطة زورق إلى ساحل حيفا المحتل (مستعمرة بتاح تكفا) لتنفيذ عملية هدفها أسر «مستوطنين» غاصبين صهاينة ليتم مبادلتهم بالأسرى في سجون الاحتلال.
بسبب الرقابة المكثفة والحصار المشدد تعذر وصول المجموعة إلى الهدف المحدد، فقررت تغيير هدفها ومهاجمة معسكر صهيوني عند نهر الأوّلي شمال صيدا، وخاضوا لساعات اشتباكاً شرساً مع الموقع، نتج عنه مصرع قائد الموقع الصهيوني وإصابة ثلاثة جنود. واستشهدت هي وزوجها وفدائي ثالث، وأُسر الفدائيان الآخران قبل أن يُطلقا بعملية تبادل للأسرى عام 1985.
ظلت جثامين الشهداء الثلاثة أسيرة لدى قوات الاحتلال إلى أن تدخّلت السفارة الفرنسية في بيروت لتحرير جثمان فرانسواز حصراً. حضرت والدتها إلى بيروت لتشارك في تشييعها، ودُفنت في مقبرة الشهداء في شاتيلا بحسب وصيتها. أما جثمانا الشهيدين الآخرين فعادا في صفقة تبادل الأسرى عام 2008.