حالة من اليأس والإحباط أصابت الكثير من رواد التواصل الاجتماعي، وأوساط شبابية وطلابية، نتيجة موقف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في حكومة الإنقاذ، من قرار كلية الإعلام في جامعة صنعاء، بالفصل بين الطلاب والطالبات، وتحديد ثلاثة أيام في الأسبوع للذكور وثلاثة أيام للإناث، خلال العام الدراسي الجديد، الذي يبدأ اليوم 22 يوليو/ تموز 2023م.
ففي الوقت الذي كانت تلك الأوساط ترتقب بياناً رسمياً من وزارة التعليم العالي، ظهر الوزير حسين حازب، منتصف نهار الخميس 20 تموز/ يوليو الجاري، بتغريدة على منصة تويتر، كشف خلالها عدم معرفة قيادة الوزارة بقرار كلية الإعلام، مبدياً في ذات الوقت عدم اعتراضه على الفصل بين الذكور والإناث، ولكن بالقانون.
وقال الوزير حازب: "لا مشكلة في الفصل بين الذكور والإناث كهدف نتفق معه جميعا للتخفيف أو منع ما يؤدي لرواج الحرب الناعمة ولتعزيز الهوية الإيمانية التي هاجرت عند البعض"، مضيفاً: "لكن من قام بهذا الفصل في كلية جامعية قد منح الآخر مادة -بدون تعب- في مجال الحرب الناعمة على مستوى الوطن بالكامل، فردود الأفعال بين مؤيد ومعارض حول ما حصل، حرب ناعمة شاملة بامتياز!".
وأعرب وزير التعليم العالي، في ذات التغريدة، عن أسفه، قائلاً: "للأسف يا إخوان بسبب سوء تصرفات البعض منا نفتح المجال لهذه الحرب ولغيرها وهي عوافي، وهناك نصوص قانونية ولائحية لو يتم تطبيقها لقضينا على الثلثين من احتمالات الحرب هذه وخففنا الضرر في أكثر من موضوع وبالقانون"، مشدداً بالقول: "نعم وبالقانون".
واستطرد: "حتى من قام بهذه التصرفات فعاده يحتاج أن نشرع له أو نعطف له القانون أولا"، مختتماً تغريدته بالقول: "يا صحبي ويا ربعي ويا مؤمنين، المثل يقول: مع صاحبك نص شورك وما خاب من استشار أو استخار".
رواد مواقع التواصل الاجتماعي أبدوا خيبة أملهم الكبيرة من موقف وزير التعليم العالي، واصفين هذا الموقف بـ"الهزيل"، متسائلين في ذات الوقت: أين موقع وزارة التعليم العالي مما يحدث في جامعة صنعاء، وما الذي تخشاه قيادة الوزارة من إصدار بيان رسمي حول قرار كلية الإعلام.
تغريدة الوزير حازب تركت الباب موارباً، أمام حالة الجدل التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي منذ صدور هذا الإعلان مساء الاثنين 17 تموز/ يوليو الجاري، ولن يُنهي هذا الجدل، وفقاً لناشطين، سوى قرار حازم ومسؤول من وزارة التعليم العالي، خصوصاً بعد أن تحول الأمر إلى رأي عام.
الصمت المخيم على حكومة الإنقاذ، سبقه موقف لرئاسة جامعة صنعاء وعمادة كلية الإعلام، وُصف بـ"الضعيفة"، حيث أبدى رئيس الجامعة القاسم عباس شرف الدين، معرفته بقرار الفصل بين الجنسين، لكنه أكد عدم صدوره من مكتبه.
وقال شرف الدين في تصريح لـ"لا" نشرته الصحيفة الأربعاء الفارط: "هذا الموضوع صادر من كلية الإعلام نفسها"، موضحاً أن رئاسة الجامعة "لا تستطيع اتخاذ مثل هذا القرار"، لأنه "قرار كبير وعليه تبعات مادية".
من جهته أرجع عميد كلية الإعلام عمر داعر البخيتي، قرار كليته للفصل بين الطلاب والطالبات، إلى محاربة ما وصفه بـ"الحرب الناعمة" ومنع الاختلاط. قائلاً لـ"لا" : "الاختلاط بيحصل فيه إشكاليات كبيرة، أحيانا من بعض الطلاب، في معك طلاب تربيتهم ليست سليمة 100%، ولدينا بعض النماذج الأخرى، لذلك نحن نحاول أن نحد من هذه الإشكالية والقضاء عليها بطرق سليمة وسلسة وهادئة".
وتحت مبرر مكافحة "الحرب الناعمة" و"منع الاختلاط" خرج الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي عن السيطرة، وبلغ ببعض المدافعين عن قرار كلية الإعلام، إلى توجيه الإساءات للمنتقدين لهذا القرار، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى وضع كلية الإعلام خاصة، ومختلف كليات الجامعة، في موضع "الشُبهه" وهو ما اعتبره الكثير، إساءة للمجتمع اليمني المحافظ على القيم والعادات والهوية الإسلامية.