تقرير / لا ميديا -
مناورة في الهامش يسعى من خلالها انتقالي الإمارات إلى لفت أنظار الاحتلال السعودي بالقول بأنه مازال موجودا على الأرض. ولأن القضية 
الجنوبية هي ورقة المزايدة الكبرى بالنسبة لـ«الانتقالي»، فلا بأس أن يستخدمها هذه المرة أيضا، لاسيما وأن تصريحات لمرتزق اسمه العليمي جاءت لتقول بضرورة ترحيل تلك القضية إلى وقت آخر.

أغلقت فصائل الاحتلال الإماراتي، أمس، قصر معاشيق في مدينة عدن المحتلة، والذي يتخذ منه رئاسي وحكومة الفنادق مقرا لهما.
وبحسب المصادر، فإن إغلاق القصر جاء تحسبا لهجوم من قبل فصائل الانتقالي، بعد تلويح المجلس بطرد حكومة الفنادق والانسحاب من سلطة العمالة.
يأتي ذلك إثر توعد ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، باقتحام القصر وطرد حكومة الفنادق رفضا لتصريحات المرتزق رشاد العليمي بشأن القضية الجنوبية.
وأفادت مصادر إعلامية بأن فصائل ما تسمى «العاصفة» التابعة للاحتلال، والتي تتولى حماية قصر معاشيق، منعت موظفي القصر من الدخول ومنحتهم إجازة مفتوحة، بعد ساعات من فرار المرتزق معين عبدالملك متوجها إلى القاهرة.
بدورها، طوقت فصائل ما تسمى «الحزام الأمني» الشوارع والطرق المؤدية إلى قصر معاشيق في منطقة كريتر، بمختلف الآليات والمدرعات العسكرية، في تصعيد خطير ينذر بانفجار الموقف بين انتقالي الإمارات والفصائل التابعة للاحتلال السعودي وسط عدن.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر «الانتقالي» أغلقوا معظم الشوارع الرئيسية في عدن، وسط انتشار كثيف للآليات بالمدينة.
وردا على الخطوة التصعيدية من قبل الانتقالي، استنفر الاحتلال السعودي مجاميعه التكفيرية مما تسمى قوات «درع الوطن»، وتوجيهها برفع الجاهزية، استعدادا لخوض معركة حاسمة مع ما تبقى من فصائل لـ»الانتقالي» في المدينة المحتلة.
وبحسب مراقبين، فإن تصريحات المرتزق العليمي حول ترحيل ما تسمى القضية الجنوبية كانت هي الفرصة التي انتظرها انتقالي الإمارات بفارغ الصبر لإعادة تقديم نفسه للشارع الجنوبي بعد أن استنفد كل ما لديه من خلال ارتهاناته للاحتلال الإماراتي والسعودي على حد سواء، والآن يريد أن يبدو هو صاحب الحق الحصري في الحديث عن القضية الجنوبية، مهددا بفض الشراكة مع العليمي ومجلسه وحكومته.
وتصاعدت الأصوات داخل «الانتقالي» بفض الشراكة وفرض ما تسمى الإدارة الذاتية ومنع عودة العليمي إلى عدن، لاسيما بعد فرار رئيس حكومة الفنادق أمس الأول إلى القاهرة.
ويرى المراقبون أن الخطوة الأخيرة التي أقدم عليها «الانتقالي» بإغلاق قصر معاشيق وتسريح موظفي القصر الغرض منها إرباك المشهد لدى الاحتلال السعودي في عدن، والقول بأن المجلس مازال حاضرا.
إلى ذلك، أكدت مصادر داخل انتقالي الإمارات أن المجلس أوكل إلى المرتزق عبدالناصر البعوة «أبو همام» قائد فصيل ما تسمى «المقاومة الجنوبية» التابع له، مهمة الانقلاب على العليمي في عدن.
وقالت المصادر إن «الانتقالي» كلف «أبو همام» بالتعميم على كافة المرافق والمكاتب العامة بإزالة صور العليمي وإحراقها ابتداء من يوم أمس.
وأضافت أن «أبو همام» استقدم تعزيزات من يافع والضالع إلى عدن لتنفيذ مهام في عدن يحرص «الانتقالي» على تكليفه بها كونه لا يحمل صفة رسمية في المجلس ما يبعده عن المسؤولية أمام الاحتلال السعودي.
في المقابل، يحاول الاحتلال السعودي التقليل من أهمية وفاعلية الخطوات الانتقالية على الأرض معتمدا على جملة معطيات، منها أن المجلس فقد كثيرا من قواته في عاصمته المفترضة ولم يعد يتمتع بحاضنة شعبية ولا سياسية، فضلا عن الخلافات المناطقية التي تعصف بقادته السياسيين والعسكريين على حد سواء.
ومما يثبت ذلك أن «الانتقالي» فشل، أمس، في الاستعراض سياسيا في وجه الاحتلال السعودي، حيث كشفت مصادر عن إلغاء دعوة سابقة لعقد جلسة طارئة لـ«الجمعية الوطنية» المعروفة بـ«برلمان الانتقالي».
وكان المرتزق نصر هرهرة مقرر الجمعية دعا إلى اجتماع عاجل للرد على تصريحات العليمي، ليأتي إلغاء الجلسة التي كانت مقررة أمس بتوجيهات عليا بذريعة أن الوقت غير مناسب لاتخاذ مزيد من  القرارات التي تؤزم الوضع أكثر.
ولم يتضح ما إذا كانت قيادة «الانتقالي» بإلغائها الاجتماع تخشى الخروج بقرارات غير قابلة للتنفيذ أم ضمن اتفاق مسبق مع العليمي والرياض، لكنها في النهاية تضعف موقف الانتقالي أكثر فأكثر وتزيد من حالة الاحتقان لدى أتباعه ولدى قيادات جنوبية تتهم المجلس بالتواطؤ لإسقاط «القضية الجنوبية».
ووصف عبدالرحمن الوالي رئيس ما كان يعرف بـ»برلمان الجنوب» موقف «الانتقالي» بالأضعف، داعيا إلى تشكيل جبهة وطنية جنوبية موحدة، في إشارة إلى طي صفحة الانتقالي.
من جانبه اعتبر المرتزق أحمد الشاعر باسردة، القيادي في «الانتقالي»، تصريحات ناصر الخبجي، رئيس وفد الانتقالي المفاوض، بأنها لا تخرج عن دائرة الفعل السياسي والتي تتضمن رفع الحرج عن المجلس وتنفيس غضب الجماهير فقط.
وأشار باسردة إلى أن هذه التصريحات لا تكفي، مؤكدا أن الوقت حان لتنفيذ ما وصفها بـ«الخطة ب».
تصريحات باسردة والوالي جزء من تصريحات قاعدة عريضة من أتباع وقيادات «الانتقالي» كشفت تزايد الاحتقان في صفوف «الانتقالي» خصوصا في ظل تردي الأوضاع والتفكك العسكري والسياسي للمجلس، وسعي كثير من قادته لترتيب أوضاعهم في الخارج والهروب بأكبر قدر من الغنيمة.