تقرير / لا ميديا -
لا يكاد يمر يوم دون أن يخسر انتقالي الإمارات واحدة من معاركه، ميدانيا وسياسيا. فبعد ممانعات تصدرت مواقف المجلس طيلة الفترة السابقة من المرتزق معين عبد الملك وبقائه على رأس حكومة الفنادق، تجبر سلطات ابن زايد مرتزقها الزبيدي على الاجتماع بمعين وثالثهما التكفيري المحرمي. وعلى الأرض تكابد فصائل «الانتقالي» تراجعا مستمرا وسط تهديدات بالانتقام منها والثأر لمقتل مرتزق في «محور سبأ» الإماراتي.

أجبرت سلطات ابن زايد، اليوم، المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي»، على الاعتراف بالمرتزق معين عبد الملك رئيسا لحكومة الفنادق، بعد أشهر من مطالبته بإقالتها بسبب قضايا فساد كبرى.
وظهر معين عبدالملك، اليوم، بمعية الزبيدي، والتكفيري أبوزرعة المحرمي، خلال لقاء في الإمارات، الأمر الذي اعتبره مراقبون تراجعا رسميا من قبل انتقالي الإمارات عن المطالبة بإقالة حكومة الفندق، والتغاضي عن ملفات الفساد التي كشفها «الانتقالي»، الأمر الذي يشكل صدمة كبيرة لأتباع المجلس.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن تصفير عداد فساد المرتزق معين انعكاس طبيعي لصفقة أبرمها مع الاحتلال الإماراتي، وتقضي بتسليمه ميناء عدن مقابل امتيازات مالية له وللزبيدي والمحرمي.
وكانت إمارات ابن زايد استدعت رئيس حكومة الفنادق في وقت سابق الأسبوع الماضي.
وبحسب المراقبين، فإن اللقاء ينهي المطالبة بإقالة معين، ويعيده إلى رئاسة حكومة الفنادق بتزكية من المطالبين بإقالته.
إلى ذلك، علق هاني البيض، نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، اليوم، على اللقاء الذي جمع الزبيدي والمحرمي ومعين.
وقال البيض، في تغريدة على صفحته الرسمية، إن الوضع في الجنوب سيشهد انهيارا عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، تزامنا مع الصفقة الجديدة لمرتزقة الإمارات.
وتشير تغريدة البيض إلى أن الصفقة قد تدفع مزيدا من الخطوات التي تستهدف المواطن، سواء بتمرير الجرعات التي بدأها المرتزق معين برفع رسوم الجمارك، أو على صعيد تفكيك فصائل «الانتقالي».
ويشهد انتقالي الإمارات بوادر تصدع في الصف الأول لقياداته، في ظل أزمة داخلية، وحملات تحريض متبادلة اتخذت منحى مناطقيا.
وشن ناشطون داخل «الانتقالي»، بينهم قيادات، اليوم، حملة تحريض غير مسبوقة ضد المرتزق أحمد لملس، أمين عام «الانتقالي»، المعين من الاحتلال محافظا لعدن، إثر توجيهه الأخير بالتحقيق في حادثة منع وفد سعودي من دخول ميناء الزيت لاستقبال شحنة وقود للكهرباء.
أوساط في «الانتقالي» تتهم لملس بأنه رجل السعودية داخل المجلس الذي انقسم بين مؤيد لموقفه ومعارض له، عبر حملة إعلامية غير مسبوقة وصلت حد الشتم والتوصيف المناطقي للملس، الذي ينتمي إلى محافظة شبوة؛ لكن سرعان ما جاء الرد من قبل ناشطين من محافظات شرق عدن داعمة للملس.
وكان عناصر «الانتقالي» في ميناء عدن اعترضوا وفدا للاحتلال السعودي ومنعوه من دخول الميناء، أعقبه خطوة من قبل الاحتلال بمنع دخول سفينة الوقود، في محاولة للضغط على لملس، وهو ما دفع الأخير للتوجيه بملاحقة الفصيل «الانتقالي» المتمركز في الميناء والتابع للمرتزق شلال شايع.
ومع أن الانقسام المناطقي داخل صفوف «الانتقالي» ليس بجديد، إلا أن الحملة الأخيرة من شأنها تسهيل عملية تفكيك المجلس، الذي يتعرض لضغوط على كافة المستويات.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الاحتلال السعودي وجّه لملس بطرد فصيل «شايع» من الميناء وإبداله بقوات موالية له تحت ما يسمى «درع الوطن»، ما يعني سجالا بين الاحتلالين السعودي والإماراتي للسيطرة على ميناء عدن.
وأكدت المصادر أن الاحتلال السعودي يضغط حاليا على سلطة «الانتقالي» لتسليم الميناء لفصائل ما تسمى «درع الوطن» التكفيرية، مشيرا إلى أن ما يسمى البرنامج السعودي، الذي يديره سفير الاحتلال محمد آل جابر، خيَّرَ لملس بين طرد فصيل شلال شايع الذي يتولى حماية الميناء، أو وقود الكهرباء.
واعتبر الصحفي السعودي علي العريشي، المقرب من استخبارات ابن سلمان، منع الوفد السعودية مؤشرا آخر إلى ضرورة تمكين بلاده لرئاسي العليمي و«درع الوطن» في المدينة.
ويأتي الضغط السعودي وتحريك ملف ميناء عدن ضمن استراتيجية تسعى من خلالها الرياض لإنهاء نفوذ «الانتقالي» على أهم المنشآت الاستراتيجية، وقد سبقتها في مطار عدن؛ لكن الأهم يتمثل بتزامن الخطوة مع التقارير التي تتحدث عن إبرام دويلة الامارات اتفاقا مع حكومة الفنادق لإعادة تفعيل اتفاقية سابقة تتضمن منح شركة موانئ دبي امتياز تشغيل الميناء، وهي الصفقة التي جمعت الزبيدي والمحرمي ومعين.

«محور سبأ» يتوعد «الانتقالي»
في سياق آخر، توعد ما يسمى «محور سبأ»، التابع للعميل طارق عفاش، والموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، انتقالي الزبيدي بالانتقام لمقتل بدر القبلي، شقيق قائد الفصيل، المرتزق عبدالهادي القبلي، على يد عناصر الانتقالي في مدينة عدن المحتلة.
وقال المرتزق عبدالهادي عبداللطيف القبلي، قائد «محور سبأ»، إنه يجب وضع حد للجرائم المستمرة في النقاط الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي، متوعدا بالانتقام من المجلس الانتقالي، رداً على مقتل شقيقه بدر.
ودعا القبلي، في بيان أصدره مكتبه، فصائل الانتقالي إلى سرعة تسليم القتلة، لافتاً إلى أن قواته لن تتردد في التعامل مع من وصفهم بقطاع الطرق، في تهديد صريح باجتياح مدينة عدن.
وتأتي التطورات في سياق تصاعد الصراعات بين فصائل الاحتلال الإماراتي، مع مساعي كل فصيل لإقصاء الآخر وفرض السيطرة على المناطق الاستراتيجية لضمان البقاء في المشهد.
بدورها، توعدت قبيلة مراد، إحدى أكبر قبائل محافظة مأرب، انتقالي الإمارات، بالانتقام لدم بدر القبلي نمران، شقيق عبدالهادي القبلي، الموالي لطارق عفاش.
وقال الشيخ خالد عبداللطيف القبلي نمران المرادي، في تدوينة على «تويتر»: «غدروك يا بدر وتكالبوا عليك الجبناء»، في إشارة إلى أفراد نقطة الحزام الأمني في مديرية خور مكسر الذين أطلقوا النار على شقيقه وقتلوه.
وأضاف متوعداً: «دم بدر لن يروح هدراً».
وكان قطاع تابع لما يسمى «الحزام الأمني» استوقف بدر القبلي نمران، بسبب حمله سلاحاً نارياً ورفض أفراد النقطة تصريحاً لديه قبل أن تندلع مشادة كلامية انتهت بمقتله.