تقرير / لا ميديا -
أربعة أشهر منذ أن غادر المرتزق عيدروس الزبيدي عاصمته المفترضة إلى أبوظبي، ومن ثم إلى الرياض، على أمل العودة مرة أخرى إلى عدن، لكن عاصمة ابن سلمان أعادته إلى مقر إقامته الجبرية في عاصمة ابن زايد. يظهر الزبيدي بائسا في صورة فندقية في الرياض فتلتهب مشاعر أنصاره حنقا على الحال المزرية التي وصل إليها رئيسهم، فيبادرون إلى الاستنجاد بوفد أوروبي زار معاشيق، فجاءهم الخذلان بأنهم يؤيدون الخطوة باعتبارها تهدف إلى “وحدة مجلس القيادة”.

تواصل السعودية منع المرتزق عيدروس الزُبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي» الموالي للاحتلال الإماراتي، من العودة إلى مدينة عدن المحتلة بعد استدعائه أواخر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي على خلفية استمرار مجلسه في التصعيد ضد رئاسي وحكومة الاحتلال المشارك فيهما.
وأقر الزبيدي، في اجتماع عن بعد مع قيادات مجلسه، بأن الرياض ماتزال مستمرة في منعه من العودة إلى عدن، بالرغم من كل المحاولات التي قام بها عدد من الأطراف، في إشارة كما يبدو إلى سلطات ابن زايد.
وكان الزبيدي غادر الرياض، مؤخرا، بعد أن استدعته الأخيرة إليها، وعاد إلى مقر إقامته في أبوظبي بعد جملة من الخلافات.
وفجر ظهور جديد للمرتزق الزبيدي، الذي تمنعه السعودية منذ 4 أشهر من العودة إلى مدينة عدن، استياء واسعا لدى أتباعه ومواليه.
ونشر سعيد الجمحي، وهو باحث في شؤون تنظيم «القاعدة» التكفيري صورة له عبر «تويتر» مع المرتزق الزبيدي في أحد الفنادق بشارع الملك فهد في الرياض، فيما تدل لغة الجسد على تشوشه وتوتره واستيائه من استمرار احتجازه في كل من السعودية والإمارات دون السماح له بالعودة إلى عدن.
وعبر أتباع انتقالي الإمارات عن استيائهم من احتجاز السعودية التعسفي للزبيدي في وقت يتواجد في عدن رئيس ما يسمى «مجلس القيادة الرئاسي» المرتزق رشاد العليمي، متحدياً الجميع، مؤكدين أن صبرهم على استمرار تدهور الأوضاع المعيشية لن يطول.

البيض يدعو «الانتقالي» لقلب الطاولة على السعودية
إلى ذلك، دعا المرتزق هاني البيض، نجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض، انتقالي الإمارات إلى الانسحاب من رئاسي وحكومة العليمي وقلب الطاولة على السعودية، رداً على عدم سماحها بعودة الزبيدي إلى عدن وكذا إنشاء الرياض قوات جديدة للعليمي تحت مسمى درع الوطن.
وقال البيض في تدوينة على تويتر، محرضاً «الانتقالي»: «عندما يكون وجودك في سلطة أو ائتلاف ديكوري أو لتمرير مشاريع الآخرين ولا يلبي طموحات الناس والقوى السياسية والمدنية فإن الانسحاب بشرف هو الخيار الأمثل».
وأضاف: «الاستمرار في ظل هكذا وضع معاق هو موافقة ضمنية منك، والتنازل ولو تكتيكياً هو تفريط، والصمت خيانة وتحمل وزر الآخرين».
كما شن المرتزق عبدالله مبارك الغيثي، عضو القيادة المحلية للانتقالي في حضرموت، هجوما جديدا على السعودية واصفاً إياها بالخطر الأول على المجلس.
وقال الغيثي في تدوينة على «تويتر»: «من يقف وراء رئيس الوزراء معين عبدالملك ولا يسمح بتغييره أو محاسبته هو مشكلة الجنوب الأولى والأخطر وليس شخص معين عبدالملك»، في إشارة إلى الاحتلال السعودي.
وأضاف: «الصراحة هي أن معين عبدالملك يحظى بدعم دول خارجية هي التي تفرضه في رئاسة الوزراء على الرغم من فشله وتفشي الفساد في عهده»، مؤكداً في تغريدة أخرى أن «مجلس القيادة بكل عظمته لا يستطيع تغيير معين حتى ينتهي من إنجاز مهمته في الجنوب من وجهة نظر من فرضوه في موقعه الحالي».
وفي السياق، عبر عضو ما تسمى «الهيئة الرئاسية للانتقالي» المرتزق فضل الجعدي عن غضب المجلس من السياسات السعودية تجاهه ومنح العليمي صلاحيات وتهميش الزبيدي الذي وصفه بالنائب وممثل الجنوب.
جاء ذلك خلال لقاء مع وفد من المعهد الديمقراطي الأمريكي في مدينة عدن المحتلة، اشتكى فيه «الانتقالي» التعسفات السعودية بحق رئيسه عيدروس الزبيدي ومنعه من العودة إلى عدن.
وذكر بيان لـ»الانتقالي» صادر عن الاجتماع أن الجعدي «جدد المطالبة بوجوب توفر لوائح منظِّمة لعمل الهيئات جميعها ومن ضمنها المجلس الرئاسي لكي تُحدد المهام تبعًا للوائح، ولكي لا يتكرر إقصاء الجنوبيين، حيث إن استئثار الشماليين وتفردهم بالقرار هو ما جعل الوضع يصبح بهذا السوء».
وانتقد الجعدي «تكريس الدول الكبرى عدم التعامل مع المجلس الرئاسي ككتلة واحدة، واستئثار أحد أطرافه بالقرار، مما يهدد بعدم نجاح المهمة التي أنشئ المجلس لأجلها»، ومشدداً على «ضرورة وضوح العملية السياسية بكافة أبعادها»، مهددا بأن «إقصاء الانتقالي سيعرقل السلام وخطط توحيد الجبهات».
من جهتهم، أعلن سفراء الاتحاد الأوروبي، دعمهم منع عودة رئيس انتقالي الإمارات عيدروس الزبيدي إلى مدينة عدن.
وقال سفراء الاتحاد الأوروبي، في بيان لدى مغادرتهم مدينة عدن بعد لقائهم المرتزق رشاد العليمي في معاشيق، إنهم «يؤكدون دعمهم للعليمي ولوحدة مجلس القيادة»، في تأييد ضمني لمنع السعودية الزبيدي من العودة إلى عدن.