تقرير / لا ميديا -
حالة احتقان غير مسبوقة تشهدها محافظات الجنوب المحتلة، وتوقعات باندلاع معارك طاحنة قد تشهدها مدينة عدن على وجه الخصوص، شبيهة بما تسمى أحداث كانون الثاني/ يناير 1986، لكن بدون «طغمة» أو «زمرة» هذه المرة، وإنما بين مرتزقة أدمنوا الصراع على من يكون سباقا إلى خدمة المحتل. ففيما يواصل انتقالي الإمارات إطلاق تهديداته على مواقع التواصل الاجتماعي باقتحام معاشيق والتخلص من العليمي، تواصل فصائله الانسحاب من مواقعها راغمة في عدد من المحافظات.

تشهد مدينة عدن المحتلة حالة احتقان غير مسبوق بفعل القرار الأخير الذي أصدره المرتزق رشاد العليمي، والخاص باعتماد فصائل جديدة تابعة للاحتلال السعودي تعرف بـ«درع الوطن».
وخيمت المخاوف من معركة جديدة في المدينة تقرع طبولها قوات الاحتلال السعودي على هواجس القوى الجنوبية، وسط توقعات باقتحام فصائل الإمارات لقصر معاشيق، مقر رئاسي الاحتلال.
وفي الوقت الذي تباينت فيه ردود الفعل إزاء القرار الذي أصدره العميل رشاد العليمي، والخاص بتشكيل مجاميع تكفيرية من القاعدة وداعش ضمن قوات تابعة له تحت مسمى «درع الوطن»، وهي القوات التي اعتبرها انتقالي الإمارات إجهازا عليه بالدرجة الأولى، ثمة توقعات بانفجار الأوضاع في مدينة عدن وباقي مدن الجنوب المحتل، بدأت بوادرها تظهر في محافظة حضرموت.
ويتوجس أدوات الاحتلال، بمختلف تشكيلاتهم وفصائلهم، من القرار الذي اتخذته قوات الاحتلال السعودي ووقع عليه المرتزق رشاد العليمي، كونهم يرون أنه يستهدفهم بالدرجة الأولى، فيما يرى مراقبون أن «الانتقالي» هو المستهدف من القرار؛ وهو ما عبر عنه عدد من قياديي وناشطي المجلس، مؤكدين أن الخيار الوحيد الذي تبقى أمامهم للحيلولة دون القرار هو  التخلص من العليمي.
واعتبر المرتزق صالح الحنشي القيادي في انتقالي الإمارات، والمعين مديرا لإذاعة أبين، قرار العليمي بـ«الهادف لتفجير الوضع»، مشيرا إلى أنه يضع «الانتقالي» بين خيارين، إما القبول بـ«درع الوطن» كأمر واقع وبما يمنحه الشجاعة للمزيد من القرارات، أو رفضه والدخول في صراعات قبلية مع الصبيحة التي تشكل قوام القوة الجديدة.
وأشار الحنشي في منشور على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الوضع صعب على «الانتقالي»، مؤكدا أن الخيار الوحيد هو تصفية العليمي.
بدوره، كشف خبير سعودي، اليوم، تصاعد قلق بلاده على حياة العليمي، بفعل التهديدات المتصاعدة من قبل «الانتقالي» بتصفيته.
وأشار السعودي علي العريشي في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أن أمن وسلامة العليمي باتا مهددين بالفعل في ضوء ما وصفه بتحريض «أتباع الضاحية» في إشارة إلى قيادات في انتقالي الإمارات، معتبرا ما يدور خطيرا ولا يمكن تجاوزه، خصوصا في ظل ما وصفه بـ«الانفلات الأمني» في عدن.
ولم يستبعد العريشي تعرض العليمي لهجوم، مستشهدا بهجمات سابقة طالت عددا من وزراء حكومة الفنادق، آخرهم المرتزق معمر الإرياني.
وفيما تتوالى تداعيات القرار نكالا على انتقالي الإمارات في عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة، يكتفي رئيسه المرتزق عيدروس الزبيدي، الخاضع لإقامة جبرية في أبوظبي، ببعث برقية تهنئة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بمناسبة تعيينه، وهي الخطوة التي اعتبرها مراقبون ردا على قرار تشكيل قوات «درع الوطن»، خصوصا وأن تهنئة الزبيدي تذيلت بـ»رئيس الجنوب»، فيما اعتبرها آخرون عودة من قبل الزبيدي لأوهامه السابقة.
تهديدات الانتقالي على مواقع التواصل الاجتماعي باقتحام فصائله قصر معاشيق وبتصفية العليمي، قابلها انسحابات متتالية لتلك الفصائل في الميدان، حيث واصلت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، إجلاء فصائل «الانتقالي» من منطقة رأس العارة الاستراتيجية بمحافظة لحج.
وقالت مصادر مطلعة إن وحدات جديدة من فصائل العميل طارق عفاش، وصلت إلى منطقة رأس العارة، غربي مدينة عدن، استعداداً لاستلامها بشكل كامل بعد طرد آخر تشكيلات الانتقالي العسكرية من المنطقة.
وكانت فصائل عفاش، الموالية للاحتلال الإماراتي، انتشرت مطلع الشهر الجاري، في رأس العارة، في سياق السطو على المثلث الاستراتيجي المتاخم لمضيق باب المندب والممتد من مدينة الخوخة مروراً بالمخا والمديريات الواقعة في ريف تعز الجنوبي إلى منطقة رأس العارة.
وفي أبين، استحدث العشرات من مسلحي قبائل المناطق الوسطى، اليوم، مواقع عسكرية جديدة وسط مديرية مودية، تمهيداً لمهاجمة مواقع فصائل «الانتقالي» المتمركزة في أطراف المديرية.
وفي السياق، صعد ما يسمى حلف قبائل حضرموت، الموالي للاحتلال السعودي، اليوم، موقفه ضد الانتقالي وفصائله القادمة مطالبا بإخراجها في الهضبة النفطية.
وشدد متحدث ما يسمى «حلف قبائل حضرموت» المرتزق صالح الدويلة، على ضرورة خروج كافة  المعسكرات التي يديرها الاحتلال الإماراتي في مديريات ساحل حضرموت، معتبرا إياها تشكل عبئا على ما تسمى المنطقة العسكرية الثانية التي تشهد انقسامات يقودها المرتزق فرج البحسني.
وطرح الدويلة أسماء 8 معسكرات تتمركز في ساحل حضرموت، أبرزها «محور الضبة ومحور الربوة ومعسكر نحب ومعسكر الحمراء ومعسكر  كوارتز بغيل بن يمين، وخفر السواحل ولواء بارشيد»، معتبرا وجود هذه القوات خارج سلطة العسكرية الثانية، ومطالبا بإنهاء تبعيتها للإمارات.
وكشف الصحفي السعودي علي العريشي عن تجهيز بلاده 3 ألوية تحت مسمى «درع الوطن» للانتشار بدلا عن ألوية الانتقالي هناك.
بدورها، شهدت مدينة سيئون، اليوم، استنفاراً عسكرياً لفصائل الخونج، وسط مخاوف من تشكيلات بديلة عنها، في ظل مؤشرات لسعي من قبل الاحتلال السعودي للدفع بقوات درع الوطن لاستلام مدينة سيئون، حيث تتمركز قيادة قوات ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى الموالية للخونج.
وقالت مصادر محلية إن وحدات تابعة لعسكرية الخونج استحدثت مواقع عسكرية في المنافذ الجنوبية لمدينة سيئون، فيما نشرت عشرات المدرعات والأطقم العسكرية التابعة لها في شوارع المدينة.
وكانت مصادر عسكرية في «دفاع» حكومة الفنادق كشفت في وقت سابق، أن الاحتلال السعودي يسعى لنقل وحدات من القوات الجديدة «درع الوطن» إلى مدينة سيئون، لإحلالها عوضا عن «المنطقة العسكرية الأولى».