فاطمة القمادي / لا ميديا -

ترفرف في مداراتي مُناها
ويسبح في فضاءاتي صِباها
وترسمها أزاهير اشتياقي
تناهيداً يضيق بها فضاها
وينقشها سكون الليل صمتاً
يعربد في الفؤاد وفي رُباها
وأقرأها على أنقاض ليلي
وفي أمواج لُجتهِ إزاها
كأعظم سورةٍ في الحُسن جاءت
مجودةً ووجداني تلاها
فأغزل في بلادي نور حُلمي
وأنسج ذكرياتي من ضُحاها
وأستبق الدقائق والثواني
لتمنحني مواعيدي لقاها
وأنسجها مناديلا لحزني
إذا اعتصرت بعين الصمت ماها
وأعزف موطني لحناً لقلبي
عصافيرا ترفرف في حِماها
أدارت كأسها فأبت شفاهي
شراب الكأس إلا من لماها
فترشف لوعتي الظمأى سرابا
ويوشك أن يموت بها ظماها
مع الأحلام أرحل في صحاري
مع الأوهام أرجو منتهاها
أُلملم ما خبا من موجعاتي
وألفّظها وقد خارت قِواها
وتجتاز المحيطات الأماني
وما قطعت مسافاتي مداها
فأدفن في بلاد الحُسن صمتي
وأفرغ أحرفي في محتواها