تقرير / لا ميديا -
مؤتمر خونجي في واشنطن اعتبرته الرياض انقلاباً وتمرداً عليها تموله قطر، راعية «الإخوان المفلسين» كما أصبحت تصفهم وسائل إعلام ابن سلمان مؤخرا، في حين أصبحت لغتها تجاه انتقالي الإمارات أشبه بالتقرب، وهـــي تستدعي رئيســـــه، المرتزق عيدروس الزبيدي، إليها، كنوع من الغزل المفاجئ، خصوصا بعد تخليها رسميا عن رئيس حكومة الفنادق، معين عبد الملك، وتبحث عن اتفاق على شخصية جنوبية حضرمية بديلة. وعلى الأرض ما تزال عدن وحضرموت هما محور انعكاس ذلك التقارب أو التباعد بين الرياض والانتقالي.

شهدت مدينة عدن المحتلة، اليوم، استنفاراً جديداً لقوات الاحتلال السعودي، وسط تصاعد حدة التوترات مع مرتزقة الإمارات القدامى مما يسمى المجلس الانتقالي.
وقالت مصادر محلية إن عدداً من الآليات العسكرية التابعة للاحتلال السعودي انتشرت في محيط قصر معاشيق، مشيرةً إلى أنها أغلقت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى القصر.
وجاء استنفار الاحتلال السعودي لقواته بعد ساعات من تهديد فصائل الانتقالي باقتحام قصر معاشيق، للضغط من أجل سرعة إقالة المرتزق معين عبدالملك، رئيس حكومة الفنادق، وتعيين بديل موالٍ للمجلس، في حين كانت مصادر قد أكدت أن اتفاقا تم بين سلطات الرياض وأدواتها على تسمية المرتزق عبدالله العليمي رئيسا للحكومة.
ولم تُعرف بعد أسباب ودوافع الاستنفار السعودي، وما إذا كان يتعلق بمخاوف من هجوم انتقالي الإمارات على معاشيق، أم في إطار استقبال شخصيات أجنبية تتوافد بشكل كبير إلى القصر، منذ استيلاء قوات الاحتلال السعودي عليه وطرد ما تبقى من فلول الحكومة الفندقية.
وكان ما يسمى المجلس الانتقالي لوَّح بالتصعيد وتوجيه أنصاره باقتحام قصر معاشيق.
وقال المرتزق علي ناصر العولقي، الناشط السياسي في المجلس، بتدوينة على «تويتر»، إن ما سماها الانتفاضة الشعبية «هي الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمات والمعاناة المعيشية، فمتى ما احتشد الجنوبيون أمام قصر معاشيق ومقر التحالف العربي بعدن حينها سيحترمنا الجميع»، في إشارة إلى أن هناك إصرارا من قبل «الانتقالي» على عدم القبول بالمرتزق عبدالله العليمي بديلا لمعين الفنادق، رغم محاولة أبوظبي والرياض على حد سواء إيجاد تقارب بين العليمي والزبيدي في اللقاء الذي جمعهما مؤخرا في أبوظبي.
ففي سياق محاولة التقارب مع «الانتقالي»، استدعت سلطات ابن سلمان المرتزق عيدروس الزبيدي، عضو ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي ورئيس انتقالي الإمارات، على وجه السرعة، إلى عاصمتها الرياض، لبحث عدد من الأمور المتعلقة بإقالة معين وتعيين بديل له.
وغادر الزبيدي مقر إقامته في أبوظبي صوب العاصمة الرياض، وسط خلافات بين الرياض والانتقالي ومن خلفه إمارات ابن زايد تريد الرياض حسمها بالتقرب من الانتقالي حول الأوضاع في وادي حضرموت.
وفيما يصر الانتقالي على السيطرة على وادي حضرموت، ترفض الرياض أي تغيير للأوضاع في وادي حضرموت، وسط دعم سعودي للقوى الحضرمية المناوئة للانتقالي، والتي تنادي بـ»استقلال حضرموت».
وبدأت وسائل إعلام ابن سلمان تخفف حدة موقفها تجاه انتقالي الإمارات وتغيّر لغتها تجاهه، في خطوة وصفها مراقبون بمحاولة من الرياض لاحتواء «الانتقالي».
ولم تتضح دوافع التغير المفاجئ في الموقف السعودي تجاه الانتقالي وما إذا كان ضمن محاولة للتوصل إلى تسوية مع المجلس المنادي بانفصال جنوب اليمن يضمن وصايتها على حضرموت، أم للمناورة في وجه الخونج الذين بدؤوا من العاصمة الأمريكية واشنطن مناورة لهم اعتبرتها الرياض انقلاباً وشنت عليهم هجوماً عنيفاً واصفة إياهم بـ»الإخوان المفلسين» بقيادة قطر.
وكان مؤتمر استضافته الولايات المتحدة حول اليمن، أمس ، دعا إلى «تشكيل قيادة يمنية جديدة لقيادة مرحلة سلام»، حسب تصريحات الخونجية توكل كرمان، التي كانت مؤسستها أحد منظمي المؤتمر والداعين إليه برعاية أمريكية قطرية.
وأكد البيان الصادر عن المؤتمر، الذي احتضنته جامعة جورج تاون الأمريكية برعاية من المخابرات الأمريكية وشارك فيه المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ: «ضرورة عقد مؤتمر وطني بين كافة القوى اليمنية للتوصل إلى قيادة جديدة لقيادة المرحلة المقبلة»، معتبرا «القيادة الحالية عائقاً أمام مساعي المبعوثين الأمريكي والأممي للوصول إلى خارطة سلام»، حد قوله.
وطالب البيان بـ»رفع الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات، وكذا خروج كافة القوات الأجنبية من اليمن».
وبحسب مراقبين، فإن أمريكا، التي تفقد نفوذها تدريجيا، تريد العودة إلى المشهد اليمني عن طريق الخونج، الذين يقدمون أنفسهم الآن على أنهم مناهضون لتحالف العدوان على اليمن بعد أن فقدوا مصالحهم معه.
وأشاروا إلى بدء تيار قطر، فيما كان يعرف بـ»الشرعية»، تحركاً من واشنطن لتحييد سلطة الارتزاق الجديدة الموالية للسعودية والإمارات، أثار مخاوف حقيقية لدى الرياض، التي اعتبرت مؤتمر واشنطن الخونجي انقلابا عليها تموله قطر.
وشن ناشطون مقربون من الاستخبارات السعودية، اليوم، هجوما إعلاميا غير مسبوق على الدوحة، متهمين إياها بـ»السعي للعودة إلى المشهد اليمني من خلال دعم القيادات اليمنية الموالية لها».
وتحت عنوان «الإخوان المفلسون واليمن»، شنت صحيفة «عكاظ» السعودية هجوماً لاذعاً على التنظيم الإخواني في اليمن، ووصفته بـ»حياكة مخططات ومؤامرات ضد اليمن».
ووصفت الصحيفة «مؤتمر واشنطن حول اليمن»، الذي انعقد مساء الاثنين بتنظيم ومشاركة واسعة من قبل الخونج، بأنه «مؤتمر ظاهره بحث عملية السلام في اليمن، وفي خفاياه التحريض على الدول والشعوب العربية والإسلامية»، حسب قولها.
وتابعت الصحيفة: «التنظيم الإخواني المفلس، الذي تستخدمه أمريكا وتتحكم في زعاماته وقواعده، ويرتبط مباشرة بالاستخبارات الأمريكية، يلفظ أنفاسه، بعد إدراك بايدن ألا قبول له في أوساط الدول والشعوب العربية، التي تنظر إليه على أنه مشروع خراب وقتل وتدمير وفتنة، وبالتالي سيكتب لمؤتمره اليوم الفشل الذريع، من منطلق توجه الإدارة الأمريكية إلى ترميم علاقاتها مع الدول الفاعلة في الإقليم، وتحديداً المملكة ومصر والإمارات التي صنفت الإخوان المفلسين تنظيماً إرهابياً».