تقرير / لا ميديا -
وجه خياني مستورد وسجل حافل باللصوصية. ذاك هو ملخص مرتزق وعميل إحداثيات اسمه رشاد العليمي. فمن مزور بصائر في القرية، إلى شرطي يكتب التقارير التجسسية لمحمد خميس إلى عضو في اتحاد القوى الشعبية كناصري بدرجة مخبر، إلى إخونجي متأمرك فمرتزق فعميل، سيرة حياة طافحة بكل الروائح والتقلبات.

كشفت وسائل إعلام دولية، اليوم، تصدر المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة، المشكل في الرياض، قائمة دولية خاصة بأعلى رواتب الرؤساء حول العالم.
وذكرت وسائل الإعلام أن العليمي حل في المرتبة الثانية براتب وصل إلى مليون ومائة وستين ألف دولار، بفارق بسيط مع رئيس سنغافورة الذي حل في المرتبة الأولى براتب قدره مليون وستمائة ألف دولار، وأشارت إلى أن المقارنة بين العليمي والرئيس السنغافوري غير متكافئة من حيث المبدأ المتمثل بفارق نصيب الفرد في الناتج المحلي، حيث وصل في سنغافورة إلى 86 ألف دولار فيما لا يتعدى في اليمن ما مقداره 350 دولارا.
وبحسب وسائل الإعلام، فإن العليمي واحد من اثنين من الرؤساء العرب يعاني بلداهما من أزمات اقتصادية ومجاعة وردت أسماؤهم ضمن القائمة لأكبر رواتب عشرة رؤساء.
وتعكس حالة المرتزق العليمي حجم الفساد في بلد يتعرض لحرب اقتصادية أيضا بدعم قوى النهب والفساد.
بدورهم، أكد ناشطون عدم استغرابهم من تصدر المرتزق العليمي قائمة أعلى راتب رئاسي على مستوى العالم، وأن ذلك بحسبهم هو غيض من فيض ما يحدث من نهب ممنهج وكارثي من قبل هذا الشخص، مشيرين إلى أن العليمي هو ثروة من الخيانات واللصوصية وتاريـــخ ملــــــيء بالفضائح.
وأضافوا أن العليمي منذ طفولته وبداية تعلمه القراءة والكتابة على يد والده (كاتب العقود) بمسقط رأسه في قرية الأعلوم بمديرية المعافر بتعز، كان معروفا بالتزوير، حيث تعرض لعقاب بسبب ما أثير حول تلك العقود والبصائر.
أما عمله السياسي المتلون، فقد بدأ منذ التحاقه بكلية الشرطة في الكويت وانضمامه إلى اتحاد القوى الشعبية (الغطاء للتنظيم الناصري) في ذلك الوقت، وفصل منها بسبب تخابره مع جهاز الأمن الوطني الذي كان بقيادة الجلاد محمد خميس حينها.
وتحدثوا عن فيديوهات تكشف حقيقة خطيرة عن رشاد العليمي، حينما سافر إلى القاهرة لدراسة الماجستيــــــــــــر والدكتوراه مع كل من صالح سميع وعبدالقادر قحطان، وانضمامهم إلى جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ليعود إلى صنعاء ويعمل في الدائرة القانونية لوزارة الداخلية ومصلحة الأحوال المدنية، ليجيد حينها الظهور برداء الوطنية والإخلاص بغرض الوصول إلى أهدافه.
حين كان رشاد العليمي عضوا في اتحاد القوى الشعبية، كان يقدم التقارير الأمنية عن الاتحاد وقياداته وأعضائه ونشاطاته إلى رئيس النظام الحاكم حينها علي عبدالله صالح، ليقوم الأخير لاحقا بترقية العليمي من موظف في البحث الجنائي ثم مديرا للشؤون القانونية في وزارة الداخلية، إلى منصب وزير الداخلية ثم رئيس اللجنة الأمنية العليا، ثم نائبا لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية وزيرا للإدارة المحلية.
مع تعيينه وزيرا للداخلية ومسؤولا رفيعا في الجهاز الأمني لسلطة صالح، كان الأخير يدرك ارتباطات العليمي الجاسوسية مع أجهزة المخابرات الأجنبية، وكانت تنتشر المعلومات خلال عمله وزيرا للداخلية ونائبا لرئيس الوزراء للشؤون الأمنية بأنه يسرب معلومات لأكثر من جهة استخبارية، وكان الجميع سلطة ومعارضة يتحدثون بأن العليمي يرتبط بمخابرات أمريكا وبريطانيا والسعودية.
عندما كان وزيرا للداخلية قام العليمي بابتكار أكبر عملية فساد تشهدها اليمن، حينما أطلق “الانتشار الأمني”، الذي أنفقت الدولة بسببه 80 مليار ريال، ونشر منها 800 سيارة هيونداي وزعت على بعض النقاط، وذهاب بقية الأموال لجيوب رشاد وأولاده، فأنتجت العملية الكبرى في نهب الدولة، 7 فلل ضخمة في صنعاء وأخرى في عدن وتعز ومبنى الجامعة الماليزية، ومدينة 6 أكتوبر في القاهرة.
ونتيجة لنفوذه في وزارة الداخلية، وزع أولاده في مراكز الدولة الإيرادية الغنية بالإيرادات والاستثمارات، منصبًا نجله عبدالحافظ في النفط كنائب لمدير شركة النفط، لتمكنه من حماية شركات وخدمات النفط التي يملكها، ليشتهر في وقت لاحق، بفساده وفضيحة حساباته في بنما، وفقًا لما كشفه «ويكيليكس» العالمي.
وضمن عملية السطو على المناصب العامة والشركات التجارية، يكشف الفيديو أن رشاد العلمي أوكل لنجله محمد شركة مقاولات كهربائية تمكن من خلالها من الاستيلاء على عدد من مشاريع كهرباء الريق بمئات الملايين.
المراقبون أكدوا أن مهمة رشاد العليمي وفساده خارج اليمن، حينما تولى جزءا من توزيع مساعدات مركز الملك سلمان من خلال جمعية ولّى عليها ابن أخيه وزوج ابنته يوسف العليمي، ليبيع معظم المساعدات وخصوصًا حصة تعز التي بيعت في مناطق القوى الوطنية.
يمتلك رشاد العليمي نحو 20 شركة، وهي: شركة الضباب للخدمات والتغذية، شركة دوز للتوكيلات والتجارة العامة، شركة دولف للخدمات النفطية، شركة جيوكو الصينية لحفر آبار النفط، شركة جيوكو الصينية للمسوحات الزلزالية، شركة سنوبك النفطية (حاصلة على اتفاقية إنتاج النفط في القطاع رقم 1)، شركة جلوبل إنرجي لخدمات حقول النفط والغاز، إضافة إلى شركة هوامير الخليج للنقل والشحن والتخليص، شركة العليمي لقطع غيار السيارات، جامعة تونتيك الدولية الماليزية، أكادمية تونتيك للدراسات العليا، المطعم الصيني جوار بريد حدة، منتزه واستراحة فرايديز، شركة هنوفر للكهرباء والكابلات، شركة أروى لتعليم القيادة، شركة الفحص الفني الدوري للمركبات، مجموعة عمائر وفلل في حدة تقدر بملايين الدولارات، توكيل الغذاء لوزارة الدفاع المقدشية، صفقات وعمولات سياسية آخرها باسم المؤتمر 45 مليون دولار من التحالف، إضافة إلى نجله الذي يمتلك نحو 17 شركة وهمية في جزر بنما للتهرب الضريبي والبنكي وما خفي كان أعظم.
أما عمله كجاسوس فلا تختلف قصته كثيرا عن قصة أشهر الجواسيس فيلبي، فالعليمي الذي كان يتجسس لعلي عبدالله صالح على رفاقه وزملائه في اتحاد القوى الشعبية حين كان عضوا فيه، عينه صالح نفسه في أعلى منصب أمني في سلطته، ليتجسس للسلطة في صفوف الأحزاب، وعلى السلطة ليس لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وحدها بل والبريطانية وحتى للاستخبارات السعودية، وكان علي صالح يعرف هذا ويدركه، وهو ما أكده لاحقا.
بل جاء اعتراف الجاسوس رشاد العليمي في مقابلته بقناة العربية السعودية بأنه سلّم عدداً من الملفات السرية إلى جيمس ماتيس حينما كان قائدا للقوات المركزية الأمريكية في العام 2010م ليزيح الستار عن جانب واحد فقط من علاقات المعروف “بعميل الإحداثيات” بأجهزة المخابرات الأجنبية، وليؤكد ما كان يقال ويطرح ويتداول عنه وعن عمله كجاسوس طيلة توليه وظائف أمنية عليا.
وقد كشفت صحيفة اليمن اليوم عن الوثيقة رقم “1” في العام 2016 بأن المرتزق العليمي عمل على رأس غرفة الإحداثيات ومقابلها تم منحه رتبة أمنية في الجهاز الأمني السعودي، حيث من الواضح أن مملكة العدوان السعودي حين منحته هذا المنصب الوهمي لم يكن من باب تكريم جاسوسها على خدماته، بل لأن استراتيجيتها في الحرب العدوانية تغيرت واستدعت الحاجة إلى جاسوس مخلص ومحترف ليكون في رأس حلقة الجواسيس والعملاء.