عاد الخونج إلى الواجهة مجددا في محافظة أبين، بعد أن انسحبت فصائلهم شكلياً وسلمت المحافظة لفصائل الإمارات، فراحت الأخيرة تتغنى بانتصارات وهمية عبر ما سمتها «عملية سهام الشرق»؛ غير أنها لم تكن أكثر من سهام خشبية تكسرت ليستفيق انتقالي الإمارات من سكرة انتصاراته على فاتورة فادحة لعدد قتلاه الذين تحصدهم يومياً العبوات الناسفة في شتى مديريات المحافظة، مكتفياً باتهام الاحتلال السعودي بالزج به في محرقة الموت.

لقي ثلاثة عناصر من مرتزقة الاحتلال الإماراتي مصارعهم وجرح أربعة آخرون، اليوم، بانفجارين متتاليين في محافظة أبين المحتلة، في ظل استمرار مسلسل الانفجارات والعبوات الناسفة التي تستهدف فصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي».
وقالت مصادر محلية إن عبوتين ناسفتين استهدفتا طقمين عسكريين، الأول يتبع مجاميع ما يسمى «اللواء الثالث دعم وإسناد»، والآخر يتبع ما يسمى «لواء الطوارئ» التابع لانتقالي الإمارات، في وادي الخيالة غربي مديرية المحفد، ما أسفر عنه مصرع ثلاثة عناصر وإصابة أربعة آخرين.
ويأتي الانفجار بعد أقل من 48 ساعة على سلسلة انفجارات استهدفت فصائل «الانتقالي» في مناطق متفرقة بمحافظة أبين، وأسفر عنها عدد من القتلى والجرحى. 
وكان انتقالي الإمارات اتهم قوات الاحتلال السعودي باستهداف فصائله في أبين، تزامناً مع تصاعد ما سماها «عملية استنزاف قواعد المجلس العسكرية في المحافظة»، في ظل استمرار مسلسل التفجيرات.
وقالت قناة «عدن المستقلة»، الناطقة باسم «الانتقالي»، في تقرير لها قبل أيام، إن التفجيرات التي تستهدف فصائل المجلس في مديريات أبين، معظمها في مناطق كانت محسوبة على ما وصفها بـ«مليشيات الإخوان والمدعومة سعودياً».
وأوضح التقرير أنه «إذا توقف هذا الدعم ستتوقف التفجيرات»، في إشارة إلى لجنة الاحتلال السعودي، التي وصلت قبل أسابيع إلى مودية، واتهمها الانتقالي بأنها قدمت دعما لتنظيم القاعدة التكفيري.
وسبق أن اتهمت قيادات «الانتقالي» خونج التحالف بالتنسيق مع تنظيم القاعدة التكفيري وبدعم سعودي، ضمن سيناريو لتفكيك فصائله في عموم المحافظات الجنوبية المحتلة.
وخيم التوتر على أبين، مع رفض فصائل تتبع العميل عبد ربه منصور هادي مساعي «الانتقالي» لطردها من آخر معاقلها شرق المحافظة، وسط اتهامات لها بتدبير هجمات ضد فصائله.
وأفادت مصادر محلية بوصول تعزيزات لمرتزقة الانتقالي إلى مدينة شقرة، المعقل الأبرز لمرتزقة العميل هادي، الذين يقودهم قائد حمايته السابق، المرتزق سند الرهوة.
والتعزيزات جاءت بعد رفض الرهوة، الذي يقود حاليا ما يسمى «محور أبين»، طلب وزير الدفاع في حكومة الفنادق، العميل محسن الداعري، الانتقال إلى وادي عومران، حيث يتعرض مرتزقة الإمارات لهجمات متصاعدة هناك.
إلى ذلك، شهدت محافظة أبين، اليوم، وصول قيادات أمنية في خونج التحالف كانت قد غادرت المحافظة عقب سيطرة الانتقالي.
وأفادت وسائل إعلام مقربة من تحالف الاحتلال، نقلا عن مصادر أمنية، بأن المدعو أبو مشعل الكازمي، الذي يعتبر الساعد الأيمن للمرتزق أحمد الميسري، وزير الداخلية السابق في حكومة الفنادق، وصل اليوم قادما من العاصمة المصرية القاهرة.