تقرير / لا ميديا -
تصاعدت حرب الاعتقالات المتبادلة بين أدوات الاحتلال فـي محافظة حضرموت، تزامنا مع تأزم الوضع واندلاع تظاهرات ليلية. يأتي ذلك ترجمة لما اتفق عليه «رئاسي» العليمي مؤخرا مع سلطات ابن زايد، وقبلها سلطات ابن سلمان، للزج بالمحافظة في أتون حرب يتم فيها التخلي عن أدوات قديمة وإعداد أدوات أخرى بمباركة أمريكية. فللسفير الأمريكي كلمته وموقفه من محافظة حضرموت على وجه الخصوص، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيارات متكررة واجتماعات مع سلطات الارتزاق، فضلا عن وصول دفعات لقوات المارينز من حين لآخر إلى مطار الريان، والذي حوله الاحتلال إلى قاعدة عسكرية.

شن مرتزقة «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت المحتلة، حيث تتمركز قيادة تلك الفصائل.
وقالت مصادر محلية إن مجاميع من انتقالي الإمارات داهمت عشرات المنازل في المكلا، واعتقلت عددا من الأشخاص، بتهمة التحريض على فصائلها.
وجاءت حملة الانتقالي بعد ساعات قليلة من شن فصائل ما تسمى «المنطقة العسكرية» الأولى، الموالية لخونج التحالف، حملة مماثلة ضد ناشطي «الانتقالي» في مدينة سيئون.
وبحسب المصادر، فإن الحملات المتبادلة تأتي في سياق الصراعات بين أدوات الاحتلال في حضرموت، مع سباقها للسيطرة على مقدرات الهضبة النفطية.
إلى ذلك، فرقت «العسكرية الأولى»، مساء أمس، محتجين من أتباع «الانتقالي» يطالبون بإخراج فصائل الخونج من محافظة حضرموت، وهو المطلب الذي ظلت فصائل الإمارات تحشد له طيلة الفترة السابقة.
وأفادت مصادر بأن عناصر من «العسكرية الأولى» في زي مدني فرقوا بالرصاص الحي احتجاجات لناشطين تابعين للانتقالي في مدينة سيئون.
وذكرت المصادر أن أطقماً تابعة لعسكرية الخونج داهمت بالتزامن منازل وأحياء في سيئون، واعتقلت عددا من الأشخاص على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات، مشيرة إلى أن حملة الاعتقالات طالت موالين للانتقالي في مدينة القطن بعد لصق منشورات تحريضية ضد فصائل الخونج والكتابة على الجدران في شوارعها.
ونشرت فصائل «العسكرية الأولى» قواتها في شوارع مدينة سيئون، حاضرة وادي حضرموت، وعززت المواقع والنقاط الأمنية في الطرق المؤدية إلى المدينة.
ويأتي التحرك الأخير لعسكرية الخونج إثر معلومات عن خطط يجهزها انتقالي الإمارات للتصعيد ضدها والسيطرة على وادي حضرموت، بدعم من الاحتلال الإماراتي، وهو الأمر الذي ترفضه قوات الاحتلال السعودي وتدعم قوى حضرمية جديدة تنادي بحضرموت إقليما مستقلا.
مراقبون رأوا أن مديريات وادي حضرموت ستشهد المزيد من الاحتجاجات، في إطار التصعيد الشعبي لما يسمى «شباب الغضب»، المقرب من الانتقالي والمطالب برحيل فصائل الخونج.
ويؤكد المراقبون أن الاحتلال السعودي الإماراتي توصل مؤخرا إلى اتفاق بالتخلص من الانتقالي والخونج على حد سواء ودعم أدوات جديدة، بمباركة أمريكية ترجمتها الزيارات المتكررة للسفير الأمريكي ستيفن فايغن، وتأكيده أن هكذا زيارات تأتي «لإظهار دعم الولايات المتحدة لمحافظة حضرموت»، بحسب ما قاله عند زيارته الأخيرة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأضافوا أن المعادلة الجديدة التي فرضتها القوات المسلحة في صنعاء، من خلال تنفيذ عملياتها العسكرية التحذيرية لمنع تهريب ونهب النفط اليمني، جعلت الاحتلال في حيرة من أمره في ما يخص محافظة حضرموت، رغم استعانته بالجانب الأمريكي واستقدام المزيد من وحدات المارينز إلى مطار الريان، بغرض حماية موانئ النهب وسفن التهريب الدولية من ضربات القوات المسلحة.