شهد عدد من المحافظات الجنوبية المحتلة، توترا غير مسبوق بين فصائل الاحتلال الإماراتي، في ظل أزمة محتدمة تعيشها تلك الفصائل في ما بينها.
ففي مدينة عدن المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، في محيط "بلوك 13" بمنطقة الممدارة، التابعة لمديرية الشيخ عثمان.
وقالت مصادر محلية إن المواجهات اندلعت بصورة مفاجئة، واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة، بينها رشاش "دشكا 12.7 مم"، فيما خلفت حالة من الرعب بين أهالي الحي.
وأضافت أن الآليات العسكرية انتشرت بكثافة في حي الممدارة، ومنعت المواطنين من المرور والخروج من منازلهم، في ظل فوضى أمنية وانتشار مريع لمختلف جرائم الاغتيالات والاختطافات ونهب ممتلكات المواطنين، كان آخرها اغتصاب طفلة، أمس، في حي الخساف بمنطقة كريتر.
وفي لحج، أطلق مرتزقة الانتقالي النار على مظاهرة احتجاجية في ردفان للتنديد بقيام مرتزقة ينتمون إلى الضالع بقتل أحد العناصر المنتمين إلى منطقة ردفان، فيما وصلت فصائل العميل طارق صالح إلى قاعدة العند بمحافظة لحج قادمة من الساحل الغربي، استعدادا لاستكمال إزاحة "الانتقالي" من معقله في عدن.
كما شهدت الفصائل الإماراتية المتمركزة في محافظة شبوة، أمس، عمليات انشقاق جديدة، في ظل تصاعد الصراعات داخل صفوفها المتناحرة.
وقالت مصادر مطلعة إن العشرات من عناصر ما تسمى "قوات دفاع شبوة" من أبناء قبيلة المرازيق بمديرية نصاب، أعلنوا انشقاقهم عن الفصيل الإماراتي، وقاموا بنهب عشرات المدرعات والأطقم العسكرية والفرار بها إلى مكان مجهول.
وأشارت إلى إرسال قيادة الفصيل الإماراتي مجاميع للبحث عن العناصر المنشقة في مناطق المديرية، وسط مخاوف من حدوث تصادم مع مسلحي القبائل.
وأوضحت أن خلافات حادة اندلعت بين فصائل الاحتلال الإماراتي القادمة من الضالع ولحج من جهة، وبين مرتزقة الاحتلال من أبناء شبوة.
وبينت المصادر أن قبيلة المرازيق تحشد مع قبائل مجاورة على أطراف جباه، في ظل غياب تام لأي وساطة للتهدئة، وتزامناً مع استمرار تحالف الاحتلال في تصدير جناح الإمارات في المؤتمر إلى عدن، والمحسوب على العميل طارق عفاش، ضمن ترتيبات لسحب البساط من تحت الانتقالي بشكل نهائي.
وفي محافظة المهرة، أصيب عدد من مسلحي القبائل إثر تجدد المواجهات المسلحة بينهم، وسط اتهامات لرئاسي الاحتلال باستهداف قبائل المحافظة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين من قبيلة رعفيت هاجموا نقاطاً تابعة لقبائل زعنبوت، غرب مدينة الغيضة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، انتهت بسقوط جرحى من الطرفين.
ومنذ أيام، تدور معارك طاحنة بين قبائل زعنبوت وقبائل رعفيت، والتي ينتمي لها المؤتمري جناح الإمارات محمد علي ياسر، المعين من قبل الاحتلال محافظا للمهرة، إثر خلافات للسطو على قطعة أرض.
وكانت لجنة اعتصام المهرة قد اتهمت، أمس الأول، المرتزق رشاد العليمي بإشعال نار الفتنة بين قبائل المهرة بغرض القضاء على الحراك الشعبي المناهض للقوات الأجنبية وفصائلها، المتمركزة في المحافظة الحدودية المحتلة.