تقرير / لا ميديا -
بعد سنوات من وضعه تحت الإقامة الجبرية في أحد فنادقها، تعيد سلطات ابن سلمان التفكير في أمر العميل علي محسن الأحمر بتزفيره إلى قطر، 
حيث يجد الإخوان مرتعهم الخصب كلما أجدبوا. وبين تكهنات حول ما إذا كانت الخطوة السعودية تخلصاً منه أم إعادة له إلى المشهد السياسي عبر محلل اسمه الدوحة، يبقى الأمر ترحيله من السعودية.

كشفت مصادر إعلامية في سلطات الارتزاق عن ترتيبات تجريها سلطات ابن سلمان لتزفير العميل علي محسن الأحمر إلى قطر، بعد سنوات من إقامته الإجبارية في أحد فنادق الرياض.
وقالت المصادر إن السعودية تحاول الآن ترتيب انتقال محسن إلى قطر، التي تحتضن تنظيم الإخوان التكفيري، بعد فشل الرياض في إقناع الولايات المتحدة بترحيله إليها.
وبحسب مراقبين، فإن الخطوة السعودية تعد الفريدة في تاريخ المملكة، التي تحاول الحفاظ على الصناديق السوداء التابعة لها، والتي يعد العميل محسن أحدها، بحكم علاقته بها منذ سنوات، مشيرين إلى أن مملكة الشر عرفت خلال السنوات الأخيرة بإخضاع رؤساء ووزراء ومسؤولين من دول عدة للإقامة الجبرية على أراضيها، أبرزهم قادة سلطة الارتزاق في اليمن.
وتأتي الخطوة السعودية تزامنا مع تأزم الموقف بين أدوات الاحتلال مؤخرا في محافظة حضرموت، حيث كانت إقالة الخونجي يحيى أبو عوجاء من قيادة ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى التابعة لخونج التحالف، والتي تتلقى أوامرها من العميل محسن، اعتبرت من قبل مراقبين بمثابة نقطة اللاعودة في علاقات مملكة الشر بالخونج.
كما يأتي ترحيل محسن إلى قطر على وجه الخصوص، وليس إلى دولة أخرى، كأنما تريد السعودية أن تقول للقطريين: هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم، تماما مثلما فعلت مع المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، الموالي للاحتلال الإماراتي، عندما قامت بتزفيره مؤخرا إلى أبوظبي، بعد أن ظل في الرياض مدة من الوقت.
مقربون للعميل علي محسن، أبرزهم مستشاره الإعلامي المرتزق سيف الحاضري، حاولوا تصوير الخطوة السعودية بأنها ضمن مخطط سعودي لإنهاء الحرب على اليمن.
وبحسب تغريدة الحاضري، يقوم هذا المخطط على التسليم بالأمر الواقع كدولة شمالا وأخرى جنوبا، وإضعاف ما وصفه بـ»الجيش الوطني»، الذي كان يقوده العميل محسن، حد قوله.
غير أن انتقالي الإمارات يرى الخطوة السعودية ذات أبعاد تتمثل بإيجاد معادلة جديدة مع الإمارات، وأهمها ربط الإقامة الجبرية لمحسن في قطر بالإقامة الجبرية للزبيدي في الإمارات، وفي حال سمحت الأخيرة بعودة الزبيدي إلى عدن سيتم السماح لمحسن بالعودة إلى مأرب بضوء سعودي.
وكشف المرتزق عبد الله الغيثي، القيادي في «الانتقالي»، أمس، موقف المجلس من قرار السعودية ترحيل العميل علي محسن إلى قطر، معتبرا القرار بمثابة مرحلة أولى لإعادته إلى الحياة السياسية.
وأشار الغيثي، في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن السعودية تحاول الالتفاف على مخرجات ما تسمى «مشاورات الرياض»، التي تمنع عودة العميل علي محسن، عبر الإيعاز لقطر بالقيام بدور المحلل فقط وبموافقة ورضا السعودية.
واتهم الغيثي السعودية بالسير في اتجاه ربط الإقامة الجبرية لعلي محسن بالإقامة الجبرية لعيدروس الزبيدي في الإمارات، موضحا أن الخطة تقضي بأنه في حال سمحت الإمارات للزبيدي بالعودة إلى عدن ستسمح قطر لمحسن بالعودة إلى مأرب أو سيئون.
وبين هذا وذاك ثمة من يربط بين ما أطلق مؤخرا من اتهامات للخونج من قبل المرتزق حسين العجي العواضي، المعين من قبل رئاسي الاحتلال محافظا للجوف بديلا للخونجي أمين العكيمي، بالتمرد على ما وصفها بـ»الشرعية» وعدم تمكينه من عمله كمحافظ جديد، وبين الترتيبات السعودية بترحيل العميل الأحمر إلى قطر.
وكان قيادي عسكري مرتزق كشف أن ثمة إصرارا من خونج التحالف للإبقاء على المرتزق العكيمي وعدم السماح لمحافظ الارتزاق الجديد، إلا بشرط أن تسلم لهم محافظة شبوة التي تم إخراجهم من عاصمتها في آب/ أغسطس الماضي من قبل فصائل الاحتلال الإماراتي.